يوم الخميس الماضي تلألأ جوهر الاردنيين ومعدنهم الأصيل، شعب ضارب الجذور في التحضر والمدنية، فقد احتشد مئات الآلاف من الاردنيين من كل بقاع الاردن وفئاته الاقتصادية، وطبقاته الاجتماعية ومستوياته التعليمية دون تفريق او تمايز او تفرقة، وبالرغم من الحشود الهائلة والمتنوعة، لم يقع حادث واحد، فقد تصرف الاردني بحسه الحضاري المتجذر في اعماقه، عبر العمونيين والادوميين والانباط. وغيرهم من اجداد الاردنيين الذين ساهموا في بناء الحضارة والمدنية الانسانيتين.

يوم الخميس الماضي تلألأ جوهر الاردنيين فاثبتوا انهم ابناء الكرامة، لا يقبلون الدنية، لذلك كان شعارهم الدائم (المنية ولا الدنية)، لذلك يلتفون حول صناع الكرامة وحفاظها، فكيف اذا كان صانعها وحافظها مليكهم؟

يوم الخميس الماضي تلألأ جوهر الاردنيين وعشقهم للنصر والانتصار، لذلك هبوا هبة رجل واحد للاحتفاء بمليكهم العائد منتصرا من اعظم معركة دبلوماسية، والقارئ للتاريخ يعلم ان المعارك الدبلوماسية تكون في كثير من الأحيان أقسى واشرس من المعارك العسكرية، وان المعارك الدبلوماسية تحقق في كثير من الأحيان انجازات وانتصارات أكثر مما تحققه المعارك العسكرية. فكيف اذا كانت المعركة الدبلوماسية مع اشرس رئيس لاقوى دولة في العالم، خرج منها عبدالله الثاني ابن الحسين منتصرا، ليعترف ترامب بان جلالته من اعظم قادة العالم.

يوم الخميس الماضي تلألأ جوهر الاردنيين عشاقا للحق وانصارا له، فكيف اذا تجسد نصر الحق بمليكهم وقائدهم عبدالله الثاني ابن الحسين؟. وكيف اذا كان الحق حقهم في فلسطين، ففلسطين بالنسبة للاردنيين حقهم، وقضيتهم، فالعقبة توأم ام الرشراش، والكرك توأم الخليل، والسلط توأم نابلس، واربد توأم بيسان، وفي التاريخ ان طبريا كانت قاعدة جند الاردن، لذلك فان عشائرنا تمتد على ضفتي النهر من البحر غربا الى الصحراء شرقا. وفي البيت الواحد الاب من شرق النهر والام من غربي النهر، او الاعمام من غربي النهر والاخوال من شرقيه. لذلك لا غرابة بان يكون للجيش الاردني ثلاثة الاف شهيد في ثرى فلسطين، فهي ارضه وأرض اعمامه واخواله. وتاريخيا كان شرق النهر أرض الرباط لتحرير غربه منذ ميشع قاهر بني اسرائيل وما قبله وما بعده.

يوم الخميس الماضي تلألأ جوهر الاردنيين في ممارسة حضارية نسفت بممارسة عملية كل محاولات تشويه صورتهم، ومواقف قيادتهم التاريخية.