عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Sep-2022

دلالات كلمة الملك أمام الجمعية العامة للامم المتحدة*لما جمال العبسه

 الدستور

في قراءة متمعنة في ثنايا خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني امام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاول، نجد انه تحدث وبشكل موجه وكلمات واضحة وصريحة لا تحتمل التأويل في كافة الأمور والقضايا المتعلقة بالمنطقة والعالم على وجه العموم والأردن خصوصا.
بشكل محكم ومدروس كان هناك ربط بين القضايا والأزمات العالمية وانعكاساتها التي باتت مباشرة على الدولة النامية ومن ضمنها الاردن، كما كان الحديث واضحا في تلك الأمور الخارجة عن النطاق البشري كأزمة المناخ والجائحة الصحية وأزمة الغذاء، ليتضح جليا ان ما سيقبل عليه العالم جراء هذا المزيج العجيب مؤلم للجميع، الا إذا كان هناك عمل عالمي مشترك للحد من تداعيات هذه الأزمات التي اجتمعت بشكل استثنائي في فترة زمنية قصيرة.
الملفت في خطاب جلالته انه جاء ليظهر إمكانات الاردن على معظم الصعد ليكون فاعلا في حل الازمات، فهناك قدرات لديه ليسهم في العمل العالمي لمعالجة الآثار البيئية الناجمة عن التغير المناخي، كما أبرز دور الاردن ومساهمته منذ ان دق ناقوس الخطر الذي يتعرض له الأمن الغذائي العالمي، عدا عن دور الأردن في ان يكون وسيطا موثوقا لحل النزاعات خاصة في دول المنطقة العربية.
لينتقل جلالته بشكل رشيق للحديث عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وعن محورية واهمية القضية الفلسطينية لتحقيق الهدوء والاستقرار في المنطقة بل والعالم، لينفي تلك الأقاويل التي تتردد بين الفينة والاخرى عن وطن بديل للفلسطينيين ويؤكد ان حل الدولتين هو الهدف الذي يحتاج لتعاون دولي وليس بين أطراف العلاقة بهذا الشأن، ويؤكد مرة اخرى على مرأى ومسمع العالم كله الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
كذلك ليحمل العالم مسؤولياته أمام اللاجئين الفلسطينيين، شاحذا همم ممثلي الدول على التصويت لتجديد التكليف الاممي لوكالة الاونروا، كما لفت الانتباه الى الدول المستضيفة للاجئين وضرورة التزام المانحين تجاهها خاصة وان الدول المستضيفة عانت ماليتها العامة جراء هذا الامر، الا انها وفي مقدمتها المملكة التي لم تستغنِ عن واجبها ودورها الإنساني تجاه هؤلاء.
الاقتصاد والتنمية وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة كانت نقاط تضمنها الخطاب، لتكون المصلحة العالمية العامة هي الهدف، وتخفيف معاناة البشرية هي الغاية، ويمتاز هذا الخطاب بالحيادية والابتعاد عن المشاكل الداخلية للدول.
اننا كأردنيين إذا نستمع او نقرأ خطابات وكلمات جلالة الملك نجد انها تلامس الواقع بشكل كبير وتتحدث عن الأردن كجزء فاعل في هذا العالم الواسع وعن الأردنيين كمواطنين لديهم القدرة على المشاركة في إحداث تغيير على صعيد السياسات العالمية والتوجهات، فلابد لنا ان نكون على قدر المسؤولية وأن نعمل في إطار واضح وشامل.