عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2025

دراسة تحليلية يقدمها المطيرات في "قضاء غزة فترة الانتداب البريطاني"

 الغد-عزيزة علي

 ضمن برنامج "فكر ومعرفة"الذي تصدره وزارة الثقافة صدر كتاب بعنوان "الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قضاء غزة فترة الانتداب البريطاني 1920-1948م"، للدكتور ضيف الله الفاعور المطيرات.
 
 
في مقدمته للكتاب يقول الدكتور المطيرات "إن العالم الحديث تعرض لموجة من الاستعمار الأوروبي كانت بمسميات مختلفة، فقد وقعت تحت مسمى الحماية لإخفاء ما تنطوي عليه من مطامع وأهداف سياسية واقتصادية والحكم العسكري، الذي رافقته السيطرة على الثروات العالمية، وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد تم اختيار قضاء غزة، لأنه يقع في الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، ويعد همزة وصل بين بلاد الشام ومصر من خلال منفذيه البحري المحاذي لمنطقة العريش، وشبه جزيرة سيناء، ولكون ميناء غزة من أهم الموانئ على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط، ومن هنا جاءت أهمية موقع قضاء غزة الاستراتيجي الذي يربط قارتي آسيا وأفريقيا".
وفي العام 1917م، احتلت بريطانيا معظم مناطق فلسطين، وأكملت احتلال فلسطين في العام 1918م، ثم وفرت بريطانيا لنفسها غطاء دوليا باستصدار قرار من عصبة الأمم في 25 تموز (يوليو) 1922م بانتدابها على فلسطين، وتم تضمين وعد بلفور في صك الانتداب، ومنذ العام 1920م، وبعد معاهدة "سان ريمو" في إيطاليا، أصبحت فلسطين بشكل عام بما فيها قضاء غزة تحت سلطة الانتداب البريطاني، لتبدأ حلقة سياسية عامة وفاصلة في تاريخ القضاء.
وانتهجت حكومة الانتداب البريطاني سياسة هدفها إضعاف الاقتصاد الفلسطيني وتهيئة الظروف الملائمة لإنشاء الوطن القومي اليهودي، فحكومة الانتداب البريطاني جعلت المجتمع الفلسطيني في حالة تبعية سياسية واقتصادية واجتماعية للمخططات الصهيونية، الرامية إلى تحقيق أهداف الصهيونية في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
ونتيجة لذلك، اندلعت المظاهرات والثورات في فلسطين، ووجدت أصداءها لدى أبناء غزة اعتبارًا من أول ثورة في فلسطين (ثورة القدس) بشهر نيسان (أبريل) 1920م، مرورا بثورة البراق الشيخ عز الدين القسام في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1935م والثورة الفلسطينية الكبرى العام 1936م، والأحداث التي واكبت الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن هذه الدراسة قد اعتمدت المنهجين التاريخي، والوصفي التحليلي، اللذين يعتمدان على جمع المعلومات من الوثائق والمصادر والدراسات الحديثة، وتحليلها والخروج باستنتاجات علمية.
وجاءت الدراسة بأربعة فصول: تناول الفصل الأول: الإطار النظري الذي تم فيه توضیح مخطط الدراسة وأهميتها وأهدافها ومنهج الدراسة وجغرافية قضاء غزة. وتناول الفصل الثاني الأوضاع السياسية في قضاء غزة والتقسيمات الإدارية خلال فترة الانتداب. وتطرق الفصل الثالث إلى الأوضاع الاقتصادية وأهم الصناعات التي اشتهر فيها القضاء في تلك الفترة، وما أهم مصادر الثروة عند أهل قضاء غزة؟ وجاء الفصل الرابع ليتناول الأوضاع الاجتماعية في قضاء غزة وأهم المعالم الموجودة فيه، من مساجد ومدارس وكنائس ومزارات ومقامات.
واحتوت الدراسة على مقدمة، فهرس للموضوعات، وقائمة المصادر والمراجع العربية والأجنبية وخاتمة، إضافة إلى مجموعة من الجداول الإحصائية.
وواجه الباحث مجموعة من الصعوبات، تمثلت في صعوبة ترجمة السجلات والوثائق العثمانية، بسبب عدم التمكن الجيد من اللغة التركية. ومن الصعوبات أيضا، حاجة السجلات العثمانية إلى مزيد من التفرغ للتمعن فيها.
أهمية الدراسة: وتتمثل في النقاط الآتية: قلة الدراسات في المكتبة العربية التي تعالج سياسة الانتداب البريطاني في قضاء غزة. ندرة المصادر التي ترصد هذه المرحلة والمؤلفات التاريخية التي تكاد تكون قليلة إبان هذه الفترة. وتساهم هذه الدراسة في استكمال الدراسات المتعلقة بقضية فلسطين، وقضاء غزة على وجه الخصوص كونها نقطة اتصال بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووقوعه على طرق التجارة البرية والدولية.
ويبين المؤلف أن الهدف من هذه الدراسة تحقيق ما يأتي: 
- الوقوف على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قضاء غزة، خلال فترة الانتداب البريطاني. 
- التعرف على سياسة الانتداب البريطاني تجاه قضاء غزة. برصد النشاط الاقتصادي والأوضاع الاجتماعية والأحوال السياسية في فترة الانتداب البريطاني. 
- معرفة أثر التشريعات البريطانية على مُجمل الأوضاع في فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص. 
- إبراز أثر الانتداب البريطاني في مُجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قضاء غزة. التعرف على أساليب الانتداب البريطاني التي مارسها بحق الشعب الفلسطيني وسكان قضاء غزة على وجه الخصوص.
ويشير إلى أن هذه الدراسة تطرح أسئلة كما أنها تسعى للإجابة السؤال الرئيس الآتي "كيف كانت أوضاع قضاء غزة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فترة الانتداب البريطاني 1920-1948م؟"، ومن هذا السؤال الرئيس تتفرع الأسئلة الفرعية الآتية: ما طبيعة أوضاع غزة السياسية في فترة الانتداب البريطاني؟، ما هي أوضاع قضاء غزة الاقتصادية والاجتماعية في فترة الانتداب البريطاني؟، ما هي التشريعات والقوانين التي أصدرها الانتداب البريطاني وأثره على قضاء غزة؟، ما موقف أهالي قضاء غزة من الثورات الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني؟.
أما حدود الدراسة، فهي كما يبين المؤلف تعد دراسة وصفية تاريخية تحليلية، وكان اختيار العام 1920م بداية للدراسة وهو فرض الانتداب والإدارة المدنية البريطانية على قضاء غزة. وانتهت الدراسة في 15 أيار (مايو) 1948م، وهو التاريخ الذي انسحبت فيه بريطانيا من فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص.
أما منهج الدراسة، فهو منهج تاريخي وصفي تحليلي، من خلال تتبع تطور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قضاء غزة في فترة الانتداب البريطاني، كما اعتمدت المنهج الإحصائي.
وفي خاتمة الكتاب، يشير المؤلف إلى أن حكومة الانتداب البريطانية أقدمت في قضاء غزة على انتهاج سياسة تهدف إلى التضييق على قطاع التعليم، وتقوم على الحد من أعداد الطلبة العرب الذين يدرسون المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية؛ ترسيخا لنهج حكومة الانتداب المتمثل في إيصال البلاد إلى حالة من الفوضى الاقتصادية والاجتماعية؛ تمهيدًا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.