علاء علي عبد

 

عمان-الغد-  لعل أقرب تمثيل لطبيعة الاكتئاب أنه كالظل الذي يلاحق المرء في كل تحركاته ويعمل على امتصاص طاقاته. فمن يعاني من الاكتئاب يشعر بالفعل بهذا الأمر كونه لا يستطيع القيام بنشاطاته المعتادة التي تصبح حملا ثقيلا عليه مهما بلغت بساطتها.

يمكن تفسير هذا الأمر بأن مخزون الطاقة لدى المرء الذي يعاني من الاكتئاب يكون فارغا بشكل شبه كامل. لكن، ومع وجود شيء من الطاقة لديه فإن البعض يتمكنون من استغلالها بالقيام بعدد من الأشياء التي تستحق منهم الفخر بأنهم تمكنوا من القيام بها:

 

الاستيقاظ والقيام من الفراش صباحا: الاصابة بالاكتئاب تجعل أي نشاط مهما كان بسيطا يحتاج لمجهود خارق لإتمامه، وحتى نكون منصفين فإن المرء محق بهذا الشعور. لكن، وبالرغم من كل هذا يجد المرء نفسه قد أزال الغطاء عن جسده وجلس على سريره استعدادا للقيام ومواجهة اليوم، بالرغم من أن كل خلية من خلايا جسده تطلب منه العودة للنوم. ومع ذلك يقوم المرء بخطوات متثاقلة نحو المطبخ ليصنع لنفسه فنجان القهوة الصباحي. هذا المجهود يستحق من المرء أن يشعره بالقوة كونه لم يستسلم وهذا بحد ذاته إنجاز.

طلب المساعدة: على الرغم من أن مشاعر الخجل من الأمراض النفسية بشكل عام ومن الاكتئاب بشكل خاص بدأت بالانحسار نوعا ما خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن قيام المرء بطلب المساعدة ما تزال في نظر المصاب بالاكتئاب ما هو إلا دليل ضعف يسعى غالبا لتجنبه، وأن من يطلب المساعدة ما هو إلا شخص يبحث عن لفت انتباه الآخرين.

لكن الواقع أن الأمور ليست بهذه الصورة على الإطلاق، بل إن من يتحدى العادات التي يراها من المجتمع من حوله مثلا ويطلب المساعدة بالفعل فإنه يستحق أن يشعر بشيء من الثقة بالنفس والكثير من الفخر كونه تمكن من أن يخطو هذه الخطوة المهمة.

ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة: ما قد يخفى على البعض أن هناك رابطا قويا جدا بين الصحة الجسدية والصحة العقلية. بل إن المؤشرات تؤكد أن تحريك المرء جسده بأي نوع من الرياضة من شأنه أن يساعده على معالجة أعراض الاكتئاب بالتحديد. المشكلة هنا أن هذه النصيحة تندرج ضمن الأشياء التي يسهل قولها ويصعب تنفيذها، حيث أن هناك أياما يمر بها المرء يكون من المستحيل حرفيا بالنسبة له أن يمارس أي نوع من الحركة. وهذا ما يجعل نجاحه بممارسة أي نوع من الرياضة من الأمور التي تستحق أن يشعر بالفخر بشأنها.