عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

هل تنجح "إعادة تدوير المذيعين" في إنقاذ الإعلام المصري من الفشل؟
 
 القاهرة - عبد الله حامد - تتجه الأجهزة الأمنية المسيطرة على ملف الإعلام المصري إلى وضع خطط جديدة لمحاولة انتشاله من سلسلة الفشل المتتابع التي جرت عليه انتقادات كثيرة حتى من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال علنا أكثر من مرة إن الإعلام لم يساند الدولة المصرية في مواجهة الشائعات، ولم يستطع ترويج إنجازاتها، على حد وصفه.
 
تعتمد الخطط الجديدة على وقف تدوير فرق الإعداد بين البرامج، واستبدال ذلك بتدوير المذيعين أنفسهم بين القنوات الفضائية المملوكة لأجهزة أمنية أو رجال أعمال مقربين من النظام، والذين عادوا لتملك القنوات بهدف ضخ سيولة نقدية وتعويض الخسائر المالية التي تورطت فيها الأجهزة الأمنية، بحسب تقارير صحفية.
 
وكانت برامج توك شو في قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات تعتمد على الإعداد المركزي الذي يعني تدوير مجموعة واحدة من المُعدّين بين عدة برامج داخل الفضائيات التابعة لها، بحيث لا يكون للبرنامج فريق ثابت.
 
أسماء عديدة شملتها بورصة الانتقالات بين القنوات، يغلب عليها جميعا نفس الوجوه التي كانت تعمل بالقنوات الفضائية سابقا، مع دمج مذيعين اثنين في برنامج واحد بفريق إعداد واحد توفيرا للنفقات.
 
وُضعت الخطة الجديدة في بناية بحي مصر الجديدة شرق القاهرة تضم إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لكن التنفيذ يقع على عاتق إدارة الشركة داخل مقرها بقناة "أون تي في" بمدينة الإنتاج الإعلامي، بحسب مصادر إعلامية.
وعقب نجاح دعوة المقاول والممثل محمد علي للتظاهر ضد السيسي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، اتخذ النظام عددا من الإجراءات لتغيير الخطط الإعلامية والشخوص القائمين عليها.
 
وفيما يتعلق بالشخوص جرى استبعاد ضابط المخابرات أحمد شعبان الملقب برئيس تحرير الإعلام المصري من مهام إدارة الملف الإعلامي وتوجيه المذيعين ورؤساء التحرير، والذي كان موكلا إليه أمر تسيير الفضائيات وبرامجها اليومية، وتحديد ما ستتم مناقشته في كل برنامج.
 
كما نشر موقع "مدى مصر" تقريرا يكشف ترتيبات لإبعاد محمود نجل الرئيس عبر إيفاده للعمل كملحق عسكري في روسيا، وذلك لتأثيره السلبي على صورة الرئيس، وفشله في ملفات عدة أبرزها الإعلام.
 
إعادة تدوير
بحسب إعلان المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية مصطفى بكري، فالتغيرات الجديدة تشمل انتقال المحامي المذيع خالد أبو بكر ليشارك مع بسمة وهبي تقديم برنامج على قناة "أون تي في" وبسمة زوجة علاء عابد ضابط الشرطة السابق ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان.
وأعلنت المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية مساء الأربعاء الماضي عن انطلاقة جديدة لبرنامج الحياة اليوم كـ "جزء من منهجية مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية في تصعيد شباب الإعلاميين لكي يتقدم صفوف الإعلاميين على الشاشات المختلفة".
 
وتقدمت قناة الحياة بالشكر للمذيع خالد أبو بكر الذى ساهم في "إنجاح البرنامج في دورته السابقة والذي انتقل إلى دور آخر في إحدى قنوات المجموعة" دون تحديد طبيعة دوره الجديد.
 
وفي محاولة لإحياء دور التلفزيون المصري الذي دهسته مؤخرا فضائيات الأجهزة الأمنية، يذهب الصحفي والإعلامي وائل الإبراشي ليقدم على شاشته برنامج "مصر النهاردة" مع ريهام السهلي، كما يذهب المذيع عمرو خليل إلى قناة "سي بي سي إكسترا" ليقدم مع المذيعة ريهام إبراهيم برنامج "هنا العاصمة".
 
وعلى شاشة قناة الحياة يطل المذيع حسام حداد مع المذيعة لبنى عسل، في حين يعود إلى قناة "القاهرة والناس" المذيع أسامة كمال المستبعد مؤخرا، أما محمد علي خير فيقدم برنامجه على قناة "دي أم سي" مع رامي رضوان وإيمان الحصري.
 
وتعود المذيعة أماني الخياط إلى قناة "إكسترا نيوز" وينتقل المذيع نشأت الديهي إلى قناة "الغد العربي" بعد إغلاق شقيقتها قناة "تن" أواخر الشهر الحالي.
 
وقال مقربون لعدد من هؤلاء المذيعين إن هذه الانتقالات ليست مؤكدة بعد، لكن المؤكد أنه سيجري التدوير حتما بين الفضائيات، وبعض هؤلاء المذيعين موعودون بالعمل بعد وقفهم قسرا بأوامر من ضابط المخابرات المقال أحمد شعبان.
وأطيح بعدد من هؤلاء المذيعين عقب مخالفة غير عمدية لبعض هذه الأوامر، أو بسبب الفشل الجماهيري لبرامجهم.
 
وبحسب إعلاميين، تسود شبهة المجاملات عودة مذيعين بلا شعبية وآخرين يفتقدون للمهنية، وتنبني مجاملات هؤلاء على ما قدموه من خدمات للسلطة مؤخرا في تشويه المعارضين.
 
شبكة رصد
@RassdNewsN
بسبب تدخلات ابن #السيسي و عباس كامل#الإمارات تنسحب بهدوء من الإعلام المصري وتغلق إحدى فضائياتها#مصر
 
بداية ونهاية
في مثل هذا الشهر من 2017، استحوذت شركة "إيجل كابيتال" برئاسة الوزيرة السابقة داليا خورشيد وزوجة محافظ المركزي طارق عامر على حصة رجل الأعمال أبو هشيمة في مجموعة إعلام المصريين.
وأكدت تقارير إعلامية أن الشركة الجديدة عبارة عن صندوق استثمار مباشر لجهاز المخابرات العامة.
 
وتمتلك الشركة المتحدة قنوات "دي أم سي، أون تي في، الحياة" بجانب حيازتها حصة حاكمة في قنوات "سي بي سي" علاوة على شركات بريزنتيشن للإعلانات، "بي أو دي" للعلاقات العامة، بجانب صحف "الوطن، اليوم السابع، صوت الأمة، عين، الدستور" وموقع "مبتدأ" الإلكتروني.
 
وقال قطب العربي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للإعلام إن هذه التغييرات بمثابة "إعادة تدوير للأذرع الإعلامية الحالية".
 
ورأى العربي -في حديثه للجزيرة نت- أن هذا التدوير لن يضيف جديدا للمشهد سوى تغييرات شكلية في انتقال هذا الإعلامي أو تلك إلى قناة أخرى داخل منظومة إعلامية، تحت الهيمنة التامة للمخابرات وقصر الاتحادية، ولن توقف عجلة الفشل والانهيار الحالي بل ستزيدها.
 
ولفت إلى أن هذه التغييرات تستهدف صناعة حالة ولو شكلية تستلفت اهتمام الناس وتقدم لهم مادة للحديث والجدل لبعض الوقت، لكنها لن تحدث تغييرا حقيقيا في الإعلام، وهذا التغيير الحقيقي لن يتأتى إلا في ظل حرية تامة للإعلام كتلك التي عاشها بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني وخلال حكم الرئيس الراحل محمد مرسي.
 
اعتراف بالفشل
بدوره قال الكاتب الصحفي سيد أمين إن هذه التوجهات بمثابة اعتراف صريح بفشل المنظومة الإعلانية التي أدارتها المخابرات عقب الانقلاب العسكري صيف 2013.
 
وتابع في حديثه للجزيرة نت "لعل حيلة تدوير الإعلاميين بين القنوات كان يمكن أن تجدي نفعا لو كان المشاهد المستهدف ثابتا على مشاهدة قناة بعينها، بحيث إنه حينما يمل من مشاهدة إعلامي بعينه، وقبل أن ينصرف عن القناة نقدم له آخر".
 
وأضاف أمين "ولكن الحاصل أن المشاهد أيضا يقوم بتدوير القنوات، وشاهد هذا الإعلامي هنا وذاك الإعلامي هناك، ولما قرر الانصراف عن المشاهدة، انصرف عن كل قنوات المخابرات بإعلامييها جملة وتفصيلا".
 
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي,الجزيرة,الإعلام المصري