عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Mar-2019

روایات إطلاق الصاروخین علی منطقة تل أبیب - عاموس ھارئیل
ھآرتس
التفسیرات التي قدمتھا إسرائیل ومصر حول الاحداث في غزة رفعت الحواجب بشكل كبیر.
ّ ولكن حتى الآن لم تطرح بینة مقنعة لدحضھا. حسب الوصف المقبول على الدولتین، إطلاق الصاروخین من القطاع على غوش دان تم بالخطأ. في الساعة التاسعة وسبع دقائق مساء الوقت
الذي كان فیھ كبار رجالات المخابرات المصریة یتباحثون مع رؤساء حماس في غزة أطلقت الصواریخ من نقطة اطلاق في شمال القطاع.
ولكن كیف حدث ذلك؟ في إسرائیل ومصر یقولون إن نشطاء الذراع العسكري لحماس الذین عملوا في الصیانة بشكل روتیني في الموقع أطلقوا الصواریخ بالخطأ. ببساطة امر كاذب اعتبروه في الجیش الإسرائیلي.
بعد ذلك سقطت الصواریخ في مناطق مفتوحة في الوسط. خلافا للتقاریر السابقة لم یكن ھناك
اعتراض أو محاولة اعتراض من القبة الحدیدیة. التفسیر جاء بعد خمسة اشھر بالضبط على حادثة غریبة اخرى، في ذروة التصعید السابق عندما قیل أن صواریخ اطلقت في اللیل عقب عاصفة رعدیة. ومع ذلك الاستخبارات الإسرائیلیة تصر على موقفھا: ھذا ما حدث في الحادثتین، أمر غریب مھما ظھر ذلك للسامع. على كل الاحوال من الواضح أن ھذا التسلسل یخدم كل الاطراف – ویمكن وقف التصعید بعد الرد الإسرائیلي.
ھذا بالضبط ما حدث، إسرائیل استغلت الفرصة من اجل ضرب أكثر من مائة ھدف لحماس اختیرت مسبقا كأھداف للضرب. ولكن في وقت الاعداد للقصف الجوي تمكن نشطاء حماس من اخلاء كل مباني المنظمة والمواقع في القطاع. اربعة مواطنین اصیبوا، وحماس حرصت على عدم الرد. رجال الجھاد الاسلامي أطلقوا عدة قذائف على غلاف غزة وھكذا تم تلخیص الرد الفلسطیني. اضافة إلى ذلك، للمرة الاولى بعد سنة، اوقفت حماس تماما مظاھرات یوم الجمعة من اجل التأكید على ألا یحدث تدھور آخر.
فعلیا، في صباح یوم الجمعة انتھى الاحتفال. إسرائیل اوقفت التصعید من جھتھا لأنھا فھمت أن
الصواریخ اطلقت بالخطأ ولأنھا لا ترید مواجھة عسكریة كبیرة في الوقت الحالي (من ناحیة حكومة نتنیاھو ھي لا ترید ذلك مطلقا). یبدو أن ھذا أیضا ھو موقف حماس لأن قادتھا لن یصادقوا مسبقا على الاطلاق حیث في الخلفیة لدیھم الوضع الداخلي الصعب في القطاع.
ھناك تطور خطیر آخر مؤخرا یتعلق بمظاھرات الاحتجاج ضد السلطات. ھذا لیس أمر تافھ في نظام دیكتاتوري، أن یخرج مئات الاشخاص للتظاھر احتجاجا على الوضع الاقتصادي. حماس حقا قمعت المظاھرة بقبضة حدیدیة. وفي جزء من الحالات باطلاق النار الحیة. ولكن قیادة المنظمة تدرك الخطر الذي یھدد سیطرتھا اذا اتسعت موجة المظاھرات.
الازمة الاقتصادیة الشدیدة في القطاع ھي العنصر المؤثر جدا على سلوك حماس الآن. حسب المؤشرات التي یفحصھا الجیش الإسرائیلي، فإن الازمة ھناك تشتد رغم المساعدة القطریة.
حماس في ضائقة مالیة متزایدة لثلاثة اسباب: تقلیص دعم السلطة الفلسطینیة، العقوبات الأمیركیة التي تمس مرة اخرى بمیزانیة ایران (وبالتالي المساعدة العسكریة لحماس)؛ وحقیقة أن تركیا لا تتجند كي تحول لھا الاموال. بضغط كبیر حماس یمكنھا أن تعمل لحرف النار تجاه إسرائیل ودھورة الوضع إلى مواجھة من اجل وقف الاحتجاج ضدھا.
اھتمام نتنیاھو الآن منصب على جھود مصر في التوصل إلى ”تسویة صغیرة“ تستقر فیھا الاوضاع لشھرین حتى انتھاء الانتخابات الإسرائیلیة وربما استكمال المفاوضات حول تشكیل حكومة جدیدة. التعلیمات السیاسیة التي اعطیت للجیش الإسرائیلي وجھتھ للعمل من اجل الحفاظ على الھدوء، في الوقت الذي یزید فیھ وتیرة الاستعداد لاحتمال أن تندلع حرب رغم ذلك.
ظل الوضع في غزة – الظروف الاقتصادیة وتأثیرھا المحتمل على تدھور عسكري – سیواصل التأثیر على الحملة الانتخابیة أیضا في الاسابیع الثلاثة القریبة القادمة. رغم حسن النوایا الاقتصادیة التي یعد بھا المصریون والقطریون كل على انفراد لحماس – لیس ھناك یقین بأن الامور ستتم تسویتھا أو أن اطلاق الصواریخ ”بالخطأ“، كما یقولون، ھي الحدث الاخیر.