عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

كورونا والجيش والكرامة والأم - د. محمد طالب عبيدات

 

الدستور- اعتدنا في مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من آذار من كل عام الاحتفال بعيد الأم ويوم الكرامة وهما مكملان لبعضهما البعض؛ فالأم أساس الكرامة وهي أم العسكر والجيش؛ لكن هذا العام ونحن ندخل حظر التجول في زمن فيروس كورونا ومَنْ يطبّق هذا القرار هم الجيش أبناء القوات المسلحة؛ حاملو لواء الفخر والعزّة والكرامة في هذا الوطن الأشم؛ فتحية إعزاز وإكبار للجيش الذي يحظى باحترام كل الأردنيين حيث تم في الثامنة من مساء أول أمس تحيتهم بإكبار من قبل كل الأردنيين. تحية إعزاز وإكبار لكل أم ساهمت في تربية أبناء القوات المسلحة أبطال الكرامة وأبطال الميدان وحماة الوطن ومطبّقو الحظر في زمن قانون الدفاع وفق البيان رقم 2 للجيش. فاحترام الأردنيون للجيش كبير؛ ونظرتهم لهم فريدة ومبنية على السمو والعزّة والاحترام والتقدير؛ كيف لا وهم على قدر من المسؤولية والجهوزية العالية والقريبين من الشعب دوماً. وست الحبايب مدرسة في إعداد الأجيال، وشعلة تحترق لتنير دروب الاخرين، ونبع الحنان لترسم البسمة على شفاه الابناء، والأم الحياة كلها فلولاها لا يكون طعم للحياة ولا لذة ولا لون ولا رائحة؛ وست الحبايب قصة كفاح وتضحية مستمرة، فهي تضحي بكل شيء ?جل إسعاد الابناء ووضعهم على الطريق الصحيح، فالتربية كالنقش بالحجر لا بل أكثر صعوبة، ولا يقدر ذلك إلا من يمر بهذه المرحلة؛ وست الحبايب تحرم نفسها من اجل أبنائها، وقلبها على غيرها، وعطاؤها لا ينضب، فطوبى لحنانها وعطائها. أدعو لكل الأمهات بالصحة والعافية، ولمن هن على أسرة الشفاء بالمعافاة، ولمن توفاهن الله بالرحمة والجنة؛ خصوصية يوم الام ويوم الكرامة وانطلاقة الربيع في وطني لها دلالات ومعان سامية، تؤكد على أن الام هي صائنة الكرامة وصانعة رجال معركة الكرامة الأبطال وكل رجال الوطن ولها دور كبير في رسم بيئتنا الجميلة. وتحية إجلال وإكبار لجيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وأبطال الكرامة حماة الوطن والأشاوس؛ وأخص أمي الغالية وزوجتي العزيزة وأخواتي وخالاتي وعماتي وجاراتي وقريباتي وبنات عمومتي وأحبائنا وأصدقائنا وزميلاتنا وأمهات الوطن وأمهات الجيش وزوجاتهم وبناتهم وكل الأمهات بالمباركة لهن، وإن كانت كل الأيام لهن بركة وتقدير واحترام؛ وأخص أمهات وزوجات وبنات أبطال الجيش الذين يقومون بالواجب الآن في الشوارع وعلى مداخل مدننا الغالية مكافحة لفيروس كورونا وضمن الواجب الإنساني والوطني؛ وشهداء الوطن كافة، وأخص أمهات وبنات وحفيدات كل شهداء الكرامة كنموذج يحتذى في التضحية في سبيل الوطن، ومدرسة في الصبر والعطاء؛ وأخص الأمهات الأرامل والثكالى والمحرومات واليتامى في هذا اليوم، لنقف لجانبهن تقديراً واحتراما لجهودهن وكفاحهن وصبرهن. وهذه رسالة للأبناء العاقين للوالدين بأن يثوبوا لرشدهم، ودعوة ليصلح رب العالمين حالهم ويعودوا للطريق الصحيح من أجل أنفسهم ورحمة بهم؛ فالمطلوب أن تكون كل الأيام وكل اللحظات لرد الجميل للأمهات، وليس في هذا اليوم بعينه، والمطلوب أن ننال رضا والدينا لنفوز بالجنة بحول الله تعالى. عذراً لكل الأمهات فهذا العيد كنتيجة لكورونا سيكون من بعيد بالهاتف أو بالتباعد الاجتماعي وربما بالقلب ليس تقصيراً بل خوفاً عليكن من الوباء؛ ولكن في القلب كل شيء يا غوالي. وأخيرا؛ ست الحبايب هي الحياة وكل شيء، ولا طعم ولا لون ولا رائحة للحياة من دونها، أطال الله أعمار أمهاتنا وأعطاهن الصحة والعافية، ورحم أمهاتنا اللواتي توفاهن الله تعالى وجمعنا بهن بالفردوس الأعلى من الجنة، وحيّا الله جيل الكرامة وجيشنا المصطفوي البطل، ونتطلّع ليساهم جيشنا البطل في كبح جماح فايروس كورونا وتأتي النهاية على أيديهم؛ وكل عام وكل لحظة وأمهاتنا وجيشنا والجميع بألف خير. 
 
- وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا