عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2021

الصحافة المطبوعة في العالم العربي تواجه خطر الاختفاء الكامل

 القدس العربي

 تواجه الصحف المطبوعة التقليدية في العالم خطر الاختفاء في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجهها والتي كان آخرها الأزمات المالية الكبيرة التي تسببت بها الإغلاقات الناتجة عن انتشار فيروس «كورونا» فيما تتصاعد وتيرة التحذيرات والنداءات من أجل إنقاذ الصحف المطبوعة في الدول العربية من الانهيار والإغلاق.
 
وتسببت أزمة «كورونا» التي بدأت في الربع الأول من العام الماضي 2020 بإغلاقات في أغلب دول العالم وهو ما أدى إلى خلق أزمات مالية لعدد كبير من المؤسسات والشركات في العالم، كما أن هذه الإغلاقات والخوف من انتشار الفيروس في أوساط الناس أدى إلى تأثير كبير على توزيعات الصحف المطبوعة ومبيعاتها في الأسواق، وهو ما أثر بالضرورة على حصتها في أسواق الإعلان ما فاقم من المتاعب المالية التي تعاني منها.
وكانت الصحف والمجلات المطبوعة تواجه أصلاً متاعب بسبب طفرة الصحافة الإلكترونية وظهور مئات المواقع الإخبارية في العالم العربي، وهو ما اضطر بعض الصحف التي لم تتمكن من التكيف ولا مجاراة العصر الجديد للإعلام إلى أن تُغلق أبوابها وتختفي بشكل كامل.
وفي أحدث صيحة إنذار عربية تتعلق بالصحافة، حذر «المجلس الوطني للصحافة» في المغرب من مستقبل قاتم لمؤسسات صحافية عدة، في ظل الأزمة الحالية الناتجة من تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وأصدر «المجلس الوطني للصحافة» تقريره الثاني عن أوضاع الصحافة المغربية في ظل جائحة كورونا، وهو التقرير الذي اطلعت عليه «القدس العربي» وقال فيه إن الصحافة المبنية على قواعد العمل المهني والأخلاقي «مهددة الآن بشبح الإفلاس».
ولفت التقرير إلى أن «مجرد عودة طباعة الصحف بعد الحجر الصحي اعتبرت مؤشراً إيجابياً، بغضّ النظر عن نتائجها الرقمية» إلا أن هذا الانطباع كان مجانباً للصواب، إذ إن «الصحف لم تعد كلها للصدور في شكلها الورقي، واضطر بعضها الآخر إلى إعادة رسملة أسهمه، وتوقف بعضها الآخر عن الصدور بالنظر للصعوبات التي واجهتها بفعل الوباء».
وكشف التقرير الذي أعدته «لجنة المنشأة الصحافية وتأهيل القطاع» في «المجلس الوطني للصحافة» أن الانخفاض في حجم مبيعات الصحف بعد رفع الحجر الصحي قارب 70 في المئة، مقارنة بما قبله، وانخفضت الإعلانات التجارية بنحو 65 في المئة، مع استمرار الأزمة في الصحافة الإلكترونية التي لا تصلها إلا 25 في المئة من المخصصات الإعلانية الرقمية، إذ يستحوذ عمالقة التكنولوجيا على 75 في المئة منها.
وفي الوقت الذي أثّر فيه انخفاض المبيعات والإعلانات تلقائياً بصناعة الصحف، فإن التوزيع والطباعة ظلا، وفقاً للتقرير، قطاعين متأزمين ظاهرياً. ولفت التقرير إلى بعض التغيرات التي شابت هاتين الحلقتين الهامتين في حياة الصحف، وهي إقدام التوزيع على تنويع نشاطه، ما أثر بحجم نقاط بيع الصحف، والتقلص الهائل لنقاط البيع الحصرية، فضلاً عن أن الطباعة لم تتلاءم تقنياً مع الحاجات التي أبرزها الواقع الجديد للصحافة المغربية.
كما نوه التقرير بالحجم غير المسبوق للدعم الرسمي الاستثنائي الذي خُصص للصحافة المغربية، إذ وصل إلى ما يقارب 4 مليارات درهم، مراعاة لظروف جائحة كورونا، إلا أن «المجلس الوطني للصحافة» لفت إلى ملاحظات كثيرة تتعلق بمعايير منح هذا الدعم الاستثنائي والتفاوتات في توزيعه، داعياً إلى بلورة نموذج يُراعى فيه الدور الذي تقوم به الصحافة وتأثيرها، ويكون فيه الدعم الحكومي للصحافة ضامناً للشفافية والتوازن والإنصاف.
وكانت الحكومة المغربية السابقة قد أعلنت وضع خطة لإنقاذ المؤسسات الصحافية التي تعاني أزمة حادة، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتراجع مبيعاتها وعائداتها من الإعلانات تصل قيمتها إلى عشرين مليون دولار أمريكي، وذلك في 27 حزيران/يونيو 2020.
وتعيش الصحف الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً، في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يومياً حالياً.
ولا تتوقف أزمة الصحف الورقية على المغرب وإنما تمتد إلى مختلف أنحاء العالم العربي، حيث اختفت العديد من الصحف، فيما يبدو أن الصحافة الحكومية أو الممولة والمدعومة من الحكومات هي الباقية، كما هو الحال في بعض دول الخليج.
ومن أبرز الصحف التي اختفت في السنوات الأخيرة جريدة «الحياة» التي كانت تصدر من العاصمة البريطانية لندن، كما اختفت صحف في الأردن ولبنان ومصر ودول عربية أخرى.
وفي الأردن اختفت قبل سنوات إحدى أكبر الصحف اليومية وهي جريدة «العرب اليوم» وبعدها بسنوات توقفت جريدة «السبيل» التي تمثل المعارضة الإسلامية عن الصدور وتحولت إلى موقع الكتروني فقط، كما توقفت جريدة «الديار» اليومية عن الصدور.
وكانت أزمة هذه الصحف قد بدأت عندما ظهرت الصحافة الالكترونية وهيمنت بشكل كامل على الشارع واستحوذت على الشريحة الأكبر من القراء، وهو ما أدى بالضرورة إلى انخفاض التوزيع وهبوط حصتها من الاعلان، إلا أن بعض الصحف التقليدية استطاعت التجاوب سريعاً مع المستجدات وأسست مواقع الكترونية نشطة وأخذت مكانها في عالم الصحافة الجديد.