الدستور
غالى الرئيس الأميركي بوصف رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو ومدحه، حتى كاد هذا أن يطير من فرح لم يناله من قبل ، ووصف لا يستحقه ، لا من جهة الإسرائيليين، ولا من غيرهم.
ترامب غالى في مديح نتنياهو وتوصيفه لعدة أسباب، أهمها دوافع انتخابية، فهو يدفع ثمن نجاحه وانتخابه في دورته الثانية للقاعدة الانتخابية التي وقفت إلى جانبه من: 1- المسيحيين الصهيونيين الإنجيليين الذين يؤمنون بضرورة قيام المستعمرة الإسرائيلية، 2- نصف الطائفة اليهودية الأميركية المرتبطة بمنظمة «الايباك» اليهودية الصهيونية، قريبة الصلة بالأحزاب الدينية والصهيونية المتشددة المتطرفة، المؤيدة لليمين الإسرائيلي السياسي والديني المتطرف.
كما فعل ذلك للمحافظة على هذه القاعدة الانتخابية لصالح الحزب الجمهوري في مواجهة قواعد الحزب الديمقراطي الذي بدأت تتسرب إلى صفوفه توجهات إيجابية لصالح فلسطين.
كما تمادى في انحيازه إلى نتنياهو، انعكاساً لخطته التي طرحها، والهادف منها إنقاذ المستعمرة مما وقعت فيه من جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين، جعلت أوروبا الحليف للولايات المتحدة وللمستعمرة الإسرائيلية، ان تتحول في مواقفها المعلنة نحو التوازن لصالح فلسطين و ضد المستعمرة، بعد أن كانت هي الصانع الداعم والحليف للمستعمرة، من وعد بلفور عام 1917، إلى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إلى تقديم كل روافع الدعم، قبل أن تتبناها الولايات المتحدة كاملة.
الرئيس ترامب الذي وقف منفرداً في استقبال القادة المشاركين بقمة شرم الشيخ، باعتباره صاحب الدعوة، بضيافة مصرية، تجاوب مع مطلب الرئيس المصري والحاحه ومعه قادة البلدان العربية والإسلامية الثمانية: مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات، وتركيا والباكستان واندونيسيا، لدعوة الرئيس الفلسطيني، مشترطاً دعوة نتنياهو الذي لم يستجيب للدعوة، لأنه كان متوقعاً أن لا يحظى بالاستقبال المناسب، وسيسمع ما لا يرضاه: جرائم بحق الفلسطينيين، إقامة الدولة الفلسطينية، ربط قطاع غزة مع الضفة الفلسطينية والقدس، إضافة إلى وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كطرف يمثل الند السياسي الوطني القومي للشعب الفلسطيني، ويمثل شرعياً أهالي القدس والضفة والقطاع.
نال نتنياهو ما لا يستحقه من المديح الأميركي، فهل سيؤثر ذلك على مكانته لدى الإسرائيليين؟؟
بكل وضوح قالت افتتاحية هآرتس يوم 13/10/2025، تحت عنوان : عادوا رغماً عن نتنياهو: «المسؤول عن إعادة المختطفين أحياء هو رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي»، وحينما اعتلى، ممثلا الولايات المتحدة: ستيف ويتكوف، وجارد كوشنير، المنصة في ساحة تل أبيب مساء السبت 11/10/2025 تم استقبالهم بالترحاب والامتنان، وتسأل هآرتس: «لماذا تم استقبال أعضاء الإدارة الأميركية بصيحات التعاطف، مقابل ذلك: لماذا تم استقبال ذكر اسم رئيس الوزراء نتنياهو بازدراء ؟؟».
لن يملص نتنياهو من قرار تشكيل لجنة تحقيق، وتقديمه للمحاكمة على قاعدة التقصير: 1- التقصير يوم 7 أكتوبر، 2- التقصير في معالجة نتائج 7 أكتوبر وإخفاقه في تحقيق أهداف هجومه العسكري الوحشي على قطاع غزة، وهي فشله في تصفية المقاومة الفلسطينية، وإخفاقه في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، بل رضخ للتفاوض مع حركة حماس، والتوصل معها إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بوساطة مصرية قطرية، وبرعاية أميركية.
نتنياهو وحكومته ومستعمرته سيدفعون ثمن الإخفاق والفشل، والشعب الفلسطيني ومقاومته، وقيادته وخياراته سيقبضون ثمن صمودهم وتضحياتهم، بشكل تدريجي متعدد المراحل.