عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2021

سكجها يكتب: مبروك للأردن، وللأمير الحسيـن نقول: الإبن سرّ أبيه!
عمون - 
كُلّنا نحبّ لأولادنا ألّا يستعجلوا أمور الحياة، وأن لا نراهم، أمامنا، فجأة، رجالاً يخوضون المعتركات الصعبة، فنحن لا نُريد لهم أن يكتووا بالنار التي واجهتنا في طفولتنا، وصبانا، وشبابنا، وأن يعيشوا لحظاتهم حتى آخرها، فالحياة مقبلة لهم، والعُمر، إن شاء الكريم، طويل.
 
على أنّنا نحبّ لأولادنا، في الوقت نفسه، أن نراهم رجالاً، يدخلون الحياة واثقين، على قدمين راسختين، لا يخشون تقلباتها، ولا يُقابلون المواقف إلاّ بما يليق بها من عَقل، وجرأة على الحقّ، وثبات على القناعات، وحبّ الآخرين، والعمل من أجلهم، وأن نتطلّع لأعمالهم بإعجاب.
 
تلك هي الأبوّة، التي لا يختلف فيها مَلك يحكم البلد، عن مواطن عادي يرأس عائلة، فكلّنا راعِ وكلّنا مسؤول عن رعيّته، وحين كان يكبر إبني كُنتُ أضع يدي على قلبي، فأتمنى له راحة الشباب، وفي آن معاً، أرجو له الرجولة، وهذا أنا المواطن، العادي الذي يتربّع على عرش عائلة صغيرة قوامها ستة أبناء، فما بالكم بملك قال في يوم إنّ عائلته، التي يرعاها شخصياً، ويضع الغذاء لها على المائدة كانت خمسة أشخاص، وصارت خمسة ملايين، وفي حقيقة الأمر فقد تجاوزت الآن الأحد عشر مليوناً!
 
وفي مقابلة تاريخية مع الملك عبد الله الثاني، كان كلامه يُلخّص مشاعري تجاه ولدي: (لا أعرف ما إذا استعجلت لإبني المسؤوليات، فقد أردت له أن يعيش شبابه، ولكنّ المسؤولية الوطنية اقتضت ذلك). كان ذلك الكلام، قبل ثمانية أعوام، في موضع الردّ على ولاية العهد، وهو ما ورد على ذهني حينها، وأنا أتابع الأمير الحسين بن عبد الله الثاني يرأس مجلس الأمن، فيمثّل شباب الدنيا، ويتحدث باسمهم،ويدعوهم إلى مؤتمر في عمّان، ويضرب برفق بقدّومه الخشبي على المستديرة الخشبية، كما كلّ القُضاة في محاكم الدنيا، فيُقفل موضوعاً، ليذهب إلى آخر.
 
وهذا كلام أستعيده اليوم، فالشاب يستعيد شباب ورجولة أبيه، لأنّ الإبن سرّ أبيه، حيث مشهد الملك وهو يقفز فرحاً على هدف للمنتخب الوطني الأردني، قبل عشرين عاماً في ستاد عمان الدولي، والإبن الذي يزور الدوحة ليشهد إنتصار وتفوّق منتخبنا على المنتخب السعودي، وبكلّ إقتدار، في بطولة تحمل إسم (كأس العرب).
 
هو إبننا، وأخ أبنائنا، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي أظنّ أنّه اتصّل مع والده الملك فور إنتهاء المباراة، يقول له: مبروك يا أبي، ليرد الوالد: فألك حسن، وحسيني، كما إسمك، ولكلّ الأردن نقول: مبروك هذا الفوز، ولعل الكأس يكون لنا، فالأردن يستأهل كلّ الفرح، ويظلّ أن ذلك الجمهور الأردني من المغتربين في قطر، وقد ملأوا المدرجات بأهازيجنا، يستحقون أن نرفع رؤوسنا لهم، وللحديث بقية!