عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jul-2024

إسرائيل.. عنزة ولو طارت!*د. هزاع عبدالعزيز المجالي

 الراي 

يقول المؤرخ اليهودي (آفي شلايم) بأن «الصهيونية حركة علمانية استحضرت «الوعد الإلهي بأرض الموعد رغم عدم إيمانهم بالله، لأجل إيجاد مسوغ ديني لأحتلال الأرض من أصحابها الفلسطينيين».
 
ويعتبر المذهب البروتستانتي القائم على التفسير الحرفي للتوراة الأساس الديني الذي انطلقت منها الأيدلوجية الصهيونية غير اليهودية لتصبح جزءاً أساسيا وحيويا للثقافة الدينية والفكرية والسياسية لمعظم الشعوب الغربية منذ نشأته عام 1775م. ويعتبر الفيلسوف «مارتن لوثر» أول من وضع أسس الصهيونية البروتستانية بكتابه (عيسى ولد يهوديا)1523 الذي قال فيه » إن اليهود أبناء الله وإن المسيحيين هم الغرباء» وأن ما يفعله حركة إصلاح ديني في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية ونكاية بالسلطة البابوية، وبطبيعة الحال اغتنم اليهود الغربين من ذوي الثراء والنفوذ ماقاله مارتن رغم معاناتهم من تهميش المجتمعات الغربية بالترويج لضرورة حرفية نبؤة التوراة وبأحقية عودة اليهود لأرض الميعاد (فلسطين) حتى يظهر المسيح ويحكم العالم، فهم يرون أن فلسطين أرض بلا شعب وأن من يسكنها هم بقايا أجناس تاهت في الأرض المقدسة. لقد تجذرت هذه الافكار لاحقا حتى في الثقافة الغربية وتمددت في الفلسفة والفنون والآداب والحياة الإجتماعية وهذا ما يفسر أن 90% من صهاينة العالم ليس بيهود وأن كانت القيادة بيدهم، لذا استطاع هؤلاء من استغلال نفوذهم بتحميل الشعوب الغربية مسؤولية عقدة المحرقة اليهودية على يد هتلر وفي التسريع باحتلال فلسطين على يد المستعمر البريطاني، تكفيرا عن الذنب وبدعم غربي مطلق حتى وصلنا الى ما وصلنا إليه الآن.
 
عمل الصهاينة على جعل مبدأ الحق الإلهي لليهود في فلسطين مبداً عالميا وشكلت لوبيات صهيونية تمتلك ثروات مالية ضخمة توغلت بالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بمختلف مسمياتها ودعمت متصهينها ليصلون الى كل مواقع صنع القرارالسياسي من رؤساء و وزراء ونواب يتابهون بصهيونيتهم، بل واستطاعوا السيطرة على الإعلام بمختلف مسمياته لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ووصمتهم بالإرهابيين الكارهين للحضارة وأن إسرائيل مستهدفة فقط لكونها دولة متقدمة متمدنة ديمقراطية وللأسف ساهم العرب في كثير من الأفعال لا يتسع المقام للحديث عنها من تثبيت هذه الصورة في أذهان المجتمعات الغربية.
 
لم تؤمن إسرائيل يوما بالسلام مع الفلسطينين ولم تؤمن بحل الدولتين حتى في وقت ما يسمى بمعاهدات السلام فهي تريد الأرض والاعتراف بها دون مقابل وترفض تطبيق جميع القرارات الدولية التي تؤكد على حق الفلسطينين في دولة مستقلة معترف بها. لقد كشفت حرب الإبادة على غزة بشاعة وانحطاط دولة الاحتلال وكشفت زيف الديمقراطيات وحقوق الانسان لدى الأمريكان وكثير من الدول الغربية بأنها دول ليست بمحايدة بل هي مؤمنة ومنحازة لإسرائيل وكشفت هذه الحرب حتى لدى شعوبهم حجم الكذب والتضليل الذي كانوا يعيشونه وكشفت حجم النفوذ والهيمنة الصهيونية على صناع القرار السياسي وأنها استثناء لا يقاس عليها للغير رغم ما ترتكبه من أبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية جهارا نهارا بحق الشعب الفلسطيني ضاربة بعرض الحائط جميع القوانين والقرارات والأحكام القضائية الدولية ليس لأنها لا تهتم بذلك ولن تحاسب، بل لأنها تعلم مسبقا أنها صاحبة القرار في العاصمة واشنطن وغيرها من العواصم وأنه من المحرم المساس بها على مبدأ (عنزة ولو طارت).