عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-May-2020

الحذر سد مخروق - بقلم: سريت روزنبلوم

 

يديعوت أحرونوت
 
لمن منا من يجلسون حتى الآن في البيت، معزولون عن العالم وعن فيروس “كورونا”بانتظارنا تجربة مؤثرة. فقد أشرقت الشمس وفتحت روضات الاطفال. في لحظة واحدة من الحياة الطبيعية كدنا ننسى ما مر بنا في الاسابيع الاخيرة وما يزال يحصل في اجزاء واسعة من العالم، غير بعيدة عنا.
ولكن لا حاجة للمرء ان يكون خبير أوبئة كي يتوقع ما يخبئه لنا المستقبل: صحيح أن اعداد المرضى المؤكدين في اسرائيل انخفض. ووسائل الاحتواء في الاسابيع الاخيرة، وعلى رأسها الحجر الذي كنا فيه، اوقفت انتشار العدوى. ولكن ما يزال في ارجاء الدولة نحو 5 آلاف مريض معروف، من شأنهم أن ينقلوا العدوى الى الآخرين، وعلى ما يبدو بضعة آلاف آخرين اصيبوا بالعدوى ويتجولون بيننا بلا أعراض. كل هؤلاء يواصلون تعريضنا للخطر اليوم ايضا. ورغم كل الاماني، فإن الفيروس لا يختفي ولا يتبخر مع ارتفاع الحرارة، بل يواصل التجول بين السكان وكلما لم نصطدم به في معظمنا وبالتالي لم نطور ضده أجسام مضادة، فنحن ما نزال عرضة للاصابة بالمرض. وعندما يكون هذا فيروس من نوع الكورونا، تكفي دفعة خفيفة كي تدهورنا جميعا الى هوة الوباء.
ويمكن ببساطة ان ننظر الى دول اخرى، اجتازت مسارا مشابها لمسارنا – قمع المرض وبعده فتح السوق – كي نرى ما ينتظرنا في الاسابيع القريبة القادمة. في المانيا، التي بدأت بخطوات حذرة فتح جزئي للمرافق الاقتصادية، يبدو منذ الآن ارتفاع في عدد حالات الاصابة. وحتى في كوريا الجنوبية، الدولة التي تميزت بادارة الاصابة، بدأت تظهر مرة اخرى علائم المرض.
ان فتح الاقتصاد في اسرائيل، وهو خطوة صحيحة وضرورية بكل الآراء، كان يفترض أن يتم بحذر اشد، مثلما طالب رجال وزارة الصحة، من اجل الحفاظ على هوامش امان تتيح التقدير لمدى تأثير كل تخفيف على انتشار الوباء. ولكن سياسة الازمة دحرتها في هذه المرحلة الحرجة الى الهوامش. واخترق السد دفعة واحدة، واندفعنا كلنا بجموعنا الى شواطئ البحر والى الحدائق، عطاشى للحرية. نحتشد في الشوارع وفي الباصات وكأنه لا يوجد كورونا.
لمن ما يزال يعتقد ببراءة بأن هذه مجرد انفلونزا خفيفة نذكره بان هذا مرض عنيف للغاية يتسبب بأضرار كثيرة وغير مفهومة. واخطر من هذا – ما يزال الاطباء يتحسسون طريقهم في الظلام في كل ما يتعلق بمعالجته. المرضى الخطيرون، بمن فيهم الشباب أيضا، يحتاجون الى التنفس الاصطناعي على مدى اسابيع طويلة. نحو نصفهم يموتون، ومن شأن الباقين ان يعانوا من اضرار على المدى البعيد ويحتاجون الى فترات طويلة من اعادة التأهيل. والأسوأ من كل شيء: بات الآن واضحا ان ليس الاطفال فقط يصابون بالكورونا بالضبط مثل كبار السن بل ومن شأنهم ايضا ان يطوروا مضاعفات شديدة فيها. ما تم لا مجال للتراجع عنه. من اللحظة التي تحرر فيها اللجام تعود المسؤولية، مرة اخرى، الى كل واحد منا. ليس هناك من يقيد، يغرم ويوقفنا. اذا لم نعرف كل نحافظ على أنفسنا، فإن الكورونا سيعود – ومعه الحجر.