عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-May-2020

محافظة: فيروس “كورونا” طبيعي وغير مصنع

 عالم الفيروسات: التشكيك بحقيقة الوباء وأسبابه وعلاجه مليء بالمغالطات والأخطاء العلمية

 
تيسير النعيمات
 
عمان-الغد-  أكد أستاذ علم الفيروسات في كلية الطب بالجامعة الاردنية الدكتور عزمي محافظة، ان فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) طبيعي وليس مصنعا، وانه فيروس وليس بكتيريا، مشددا على ان ما يجري تداوله من تشكيك في حقيقته واسبابه وعلاجه وطرق الوقاية منه، مليء بالمغالطات والاخطاء العلمية.
وعبر محافظة عن مخاوف العلماء من صعوبة ايجاد مطعوم فعال وعلاج ناجع للفيروس، كونه ينتمي لعائلة الفيروسات التاجية، المعروفة بقدرتها الكبيرة على التحور الجيني بأكثر من آلية.
محافظة؛ الذي تولى حقيبتي التربية والتعليم والتعليم العالي ورئاسة الجامعة الاردنية وعمادة كلية الطب، بين لـ”الغد” في رده على ما جرى تداوله مؤخرا من معلومات وفيديوهات ومقابلات تلفزيونية على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيروس، وغالبيتها يشكك في حقيقة الوباء ومسببه وعلاجه وطرق الوقاية منه، بانها مليئة بالمغالطات والأخطاء العلمية، والآراء غير المبنية على اساس علمي، وهي مجرد اتهامات تطلق على عواهنها دون حجج مقنعة.
واكد محافظة ان الوباء حقيقي وليس مؤامرة، والفيروس حقيقي وليس مصنعاََ في مختبر، ولا يوجد دليل علمي واحد على أنه تم التلاعب بالفيروس في المختبرات، مشيرا الى أنه جرى تحديد التركيب الجيني للفيروس، الذي عزل من مرضى في مختلف دول العالم، بما في ذلك الأردن، وتبين بما لا يدعو مجالا للشك ان الفيروس الذي ينتشر في العالم هو الفيروس نفسه.
وقال إنه قريب جدا من فيروس كورونا الذي سبب وباء الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) الذي انتشر في العالم العام 2003، اذ يتشارك فيروس كورونا (سارس) وكوفيد 19، باكثر من 80 % في تركيبهما الجيني، ومصدره بلا أدنى شك هو الخفاش، فالفيروس الذي عزل من المرضى في مدينة ووهان الصينية، التي انطلق منها الوباء، يتشارك مع الفيروس الذي عزل من الخفاش في سوق الحياة البرية في ووهان بـ99 % من التركيب الجيني.
وقال إنه “غير صحيح إطلاقا بأن الفيروس يحتاج إلى 800 عام من التكيف، ليتمكن من إصابة الإنسان، وبعض الفيروسات تستطيع إصابة الإنسان وإحداث المرض مباشرةـ وبعد اول تعرض لها.
وأشار محافظة في هذا الصدد لأمثلة عديدة مثل انفلونزا الطيور H5N1 الذي اصاب الإنسان في عدة دول بالعالم، وفيروسي كورونا المسببان لمرضىي سارس ومتلازمة الشرق الأوسط، وفيروس حمى ماربورغ الذي انتشر من قرد في مختبرات بمدينة ماربورغ الألمانية واصاب عاملين في المختبر، ومرض ايبولا، وحمى الارجنتين النزفية، وغيرها من الأمراض التي تسببها الفيروسات والجراثيم على حد سواء، ومجموعة الأمراض هذه؛ تسمى الأمراض المشتركة، لأنها تصيب الإنسان والحيوان.
واكد ان ليس هناك أدنى شك بأن فيروس كورونا وليست الجراثيم سبب الوباء، إذ تشخص الإصابة بالفيروس في اي دولة، باستخدام الكواشف المصنعة في دول أخرى، مبينا انه ارسلت عينات اخذت من مرضى في عدة دول إلى مختبرات عالمية، فأثبت التحليل الجيني انه الفيروس نفسه، الذي يسبب الوباء في العالم.
وقال أما بشأن الجراثيم، فهي قد تسبب التهابا ثانويا في الرئة لدى بعض المرضى، مؤكدا انه وكما قال العلماء والاطباء في العالم، فان هذا من مضاعفات الالتهاب الفيروسي، وهو يحدث في أمراض أخرى كالانفلونزا، وقد يكون سببا للوفاة، ويعالج بالمضادات الحيوية، وان تخثر الدم في الرئتين قد يحدث بسبب الالتهاب الشديد، ولكن هذا لا يغير من حقيقة ان الفيروس هو سبب المرض.
وبين محافظة ان فيروسات كورونا، تنتمي لعائلة الفيروسات التاجية، وهي معروفة بقدرتها الكبيرة على التحور الجيني بأكثر من آلية “ما يجعل من إنتاج مطعوم فعال او إيجاد علاج ناجع لها، في غاية الصعوبة، وهو سبب تشاؤم الكثير من الباحثين، وهذا امر تتشارك به فيروسات أخرى مثل HIV وفيروس ايبولا والتهاب الكبد الوبائي سي”.
وأضاف أنه وحتى لو انتج اللقاح الفعال، فليس هناك من ضمانة بأن الفيروس لن يغير تركيبه ويترك المطعوم غير ذي فعالية، ناهيك عن أن إنتاج المطعوم بحرعات تكفى سكان العالم سيستغرق نحو عام أو أكثر.
وبين محافظة، ان العالم لا يستطيع الانغلاق على نفسه كل هذه المدة، لما لذلك من آثار وتبعات مدمرة على المجتمعات، فلا مناص أمامنا إلا التعايش مع هذا الوباء، والاستمرار في الحياة، وأخذ الاحتياطات الوقائية الملائمة للتخفيف من آثاره، والاستمرار بجهود إنتاج المطعوم والبحث عن علاج للإصابة بالفيروس.