«طالبان» إذ تتمنى «الفوز».. لـ«ترمب»! *محمد خروب
الراي
لن يُغيّر «رفض» تيم مورتو مدير الإتصال في حملة ترمب الانتخابية..حقيقة الدعم الذي أعلنته حركة «طالبان» الافغانية للرئيس الاميركي في منافسته المحمومة للديمقراطي بايدن، وبخاصة قول هذا الموظف:» يجب على طالبان معرفة ان الرئيس الاميركي سيحمي المصالح الاميركية دائما وبأي وسيلة»..اذ ليس لاميركا ما تحميه في افغانستان خصوصا بعد إقرارها بـ«الهزيمة» وتخلّيها عن دميتها في كابول, وإعلان عزمها سحب كامل قواتها الغازية قبل عيد الميلاد القريب, حيث سيكون العالم عرَف ساكن البيت الابيض الجديد, سواء بالتجديد لترمب وهو ما تستبعده الإستطلاعات – حتى اليوم – ام كان بايدن سيخلِفه في المكتب البيضاوي.
طالبان كما باقي المنظمات والجماعات الجهادية والتكفيرية الارهابية, فضلاً عن «ثوّار» منظمات المجتمع المدني واولئك المُنتظمون في الثورات المُلونة المُمولة من وكالات الإستخبارات والسفارات الغربية, ناهيك عن «ثوار» الربيع العربي, وبخاصة مَن قادوا «ثورة الحرية والديمقراطية» في سوريا، هؤلاء جميعا لن يَجدوا أفضل من ترمب وسياساته العدوانية الخارجية, التي لا تقيم وزنا لأي قانون او شرعية دولية, ولا تحفل بالقِيم والأعراف الانسانية والاخلاقية. وتضرب عرض الحائط بسيادات الدول وحقوقها ويضع كل ما تواضعتْ عليه البشرية من مواثيق وعهود, خلف المقولة المتهافتة «حماية الامن القومي الاميركي» الذي بات يُناقِض الأمن والسِلم العالمييْن والامن القومي لكل دولة.
من مصلحة طالبان ان يبقى ترمب الذي وعد الاميركيين بانه سيُنهي اطول حرب في التاريخ الأميركي (19 عاما عمر الغزو الاميركي لافغانستان) لكنه لم يفِ بوعده بل فتح الكثير من الجبهات, وارسل المزيد من الجنود الاميركيين الى سوريا كما العراق واليمن وزج بالمرتزقة في ساحات اخرى كليبيا ولبنان وافريقيا, ولم يتردّد في دفع المزيد من اساطيله الجوية والبحرية نحو بحر الصين الجنوبي, وعلى الحدود الاطلسية مع روسيا وفي حصار المزيد من الدول المناهضة لسياساته والرافضة الهيمنة الاميركية, محمولا على عقوبات قاسية تمسّ ادوية وغذاء الشعوب وخاصة الاطفال, كما الحال مع فنزويلا وإيران وكوبا ودائما فلسطين, الرافض شعبها وفصائلها وسلطتها صفقة العار المُسمّاة صفقة القرن.
وبصرف النظر عن باقي التنظيمات والجماعات الارهابية والتكفيرية, التي جنّدتها الاستخبارات الاميركية/الاسرائيلية والغربية لنشر الفوضى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وعلى تخوم روسيا والصين وايران ودول عديدة في شرق اوروبا وآسيا الوسطى, فان طالبان تبدو في وضع «مُريح» بعد «إجبارها» الدولة الاعظم الجلوس الى طاولة المفاوضات, و"أنجزت» معها اتفاقية سلام دون مشاركة حكومات الدمى التي اقامتها في كابول. كذلك «إلزامها» واشنطن سحب قواتها الغازية وفق برنامج زمني مُعلن. دون تقديم تنازلات, سوى «التعهّد» بعدم استضافة او التقاء جماعات ارهابية (..), وهو تعهّد لا يكلفها كثيرا, بعد انتشار القاعدة وداعش وأخواتهما الى ساحات عديدة, بمساعدة مالية ولوجستية وتسليحية من وكالاتها الاستخبارية, وتلك التابعة لها في دول شرق اوسطية وغربية وخصوصا اسرائيلية.
لطالبان أن تتمنى فوز ترمب الذي «ربما» سيُغادر السلطة، عندما يخلي «أمير المؤمنين»...هبة الله أخوند زاده القصر الرئاسي في كابول.