عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2021

العبودية الإلكترونية*محمد سالم العتوم

 الراي 

مرّت عقود منذ انتهاء عصر العبودية، أو على اعتقادنا أنها انتهت، فحتى اليوم لم يتخلص الجنس البشري من العبودية بشكل كامل، بل ساهمت التطورات بإظهار أنواع أخرى يخضع أغلبنا لها، ولم نعرف كيف نتحرر من قيودها بعد.
 
تُعرف العبودية أو «الرق» عموما بأنها خضوع الإنسان لإنسان آخر، فيصير مملوكا له كله أو بعضه بناءً على القانون الذي يحرمه معظم حقوقه الطبيعية، ويمثل الثاني من ديسمبر تاريخ اعتماد الجمعية العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لإلغاء الرق وقمع الإتجار بالبشر.
 
لكن وبفعل التقدم العلمي والتقني، واجتياح وسائل الإعلام الحديثة العالم، صار الناس يتناقلون الأحداث ويروون الوقائع ويتفاعلون مع القضايا ويُعبّرون عن آرائهم من خلال تقنياتها الكثيرة، فأصبح استخدام الإنترنت ضرورة ترافق البعض في كل ظروف حياته.
 
وتطاول الأمر حتّى صرنا عبيدًا للتكنولوجيا، نتيجة تغير مدى استخدمنا لها بدءا من أجهزة الحاسوب إلى الهواتف الذكية، لتصير منازلنا ذات نظام تقني ذكي متكامل، لتتداخل هذه التقنيات في كل مناحي حياتنا.
 
اعتبر علماء النفس اضطراب الإدمان على الإنترنت، أحد أنواع الإدمان السلوكي، والذي يحدث نتيجة قضاء المستخدم أكثر من ست ساعات يوميا على شبكة الإنترنت وأمام شاشات الحواسيب والهواتف الذكية بهدف التسلية أو إضاعة الوقت ويكون من الصعب عليهم الإبتعاد عنها، حسب مركز معالجة إدمان الإنترنت في العاصمة الصينية بكين.
 
كما يعطل الإفراط في استخدام الإنترنت سير الحياة الطبيعية للمستخدمين، حيث يسبب لهم ضغوطا متزايدة على علاقاتهم الإجتماعية والعاطفية وحتى العمل، حيث يكونون أكثر تفضيلا للوحدة والعزلة إضافة إلى خوفهم المستمر من مواجهة الواقع ومشكلاته والذي بالضرورة يؤثر على حالتهم الصحية.
 
يعد إدمان الإنترنت حالة صحية تستوجب العلاج مدى الحياة للتخلص منه، من خلال وضع خطة للتقليل أو الحد من استخدامه، ومحاولة الإنغماس في الواقع بعيدا عن العالم الإفتراضي، واللجوء للعلاج أوالمتابعة النفسية إن لزم الأمر.
 
قد يبدو العالم الرقمي خاصية فريدة، لم يحظى بها أبناء العصور السابقة جعلت حياتنا أقل تعقيدا وأكثر سهولة، لكن ما يعيب هذه التقنيات والأجهزة الذكية أنها قادرة على جمع بيانات هائلة عن مستخدميها، فتمكن أي جهة من التعاقد مع شركات لتحليل وتنظيم هذه البيانات لمعرفة كيفية استخدامها من قبل أصحاب القرار.