عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2019

يهود «انكشاريون» - كمال زكارنة

 

الدستور - تُخطط سلطات الاحتلال الصهيوني لتهجير اكثر من مليوني يهودي من الخارج الى فلسطين المحتلة خلال السنوات القليلة القادمة، وزرعهم في القدس المحتلة وحولها وصولا الى مناطق الاغوار الفلسطينية، في محاولة منها لاحداث توازن دميغرافي في الضفة الغربية المحتلة، ليصل عدد المستوطنين اليهود فيها الى اكثر من ثلاثة ملايين صهيوني، وفرض امر واقع جديد في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة .
ما تسميهم سلطات الاحتلال باليهود المستهدفين لترحيلهم الى فلسطين، هم في الاصل ليسوا يهودا، وربما كانوا قبل تهويدهم مسلمين او مسيحيين، لكن المنظمات والجمعيات اليهودية الناشطة في معظم دول العالم، وخاصة في افريقيا واميريكا اللاتينية والجنوبية وآسيا، وغيرها من دول العالم وبشكل خاص الفقيرة، تقوم باعمال ونشاطات مكثفة في تلك الدول وتستهدف الاطفال الصغار، حيث تبني لهم دور الرعاية والمدارس والحدائق والملاعب وتوفر لهم وسائط النقل المريحة واحيانا مجمعات سكنية، كما توفر لهم جميع وسائل الترفيه الممكنة، من اجل استقطابهم واستمالتهم، ويشرف عليهم مختصون وخبراء يهود في الاعداد والتعليم وعلم النفس، ويعلمونهم الاصول التوراتية والتلمودية وكل ما يتصل بالديانة اليهودية وعقيدتها، ويحشون في عقولهم الكراهية والعداء للفلسطينيين والعرب والمسلمين، والحب والانتماء لليهود واليهودية وان ارض فلسطين المحتلة، ارض الميعاد وانها ملكا لهم، وعليهم الدفاع عنها والموت من اجلها .
هؤلاء اليهود المتهودين يتم تجميعهم من عشرات الدول، بعد ان يتم تعليمهم وتدريسهم واعدادهم ليوم هجرتهم الى فلسطين، لمدة تزيد عن عشرين او ثلاثين عاما، وعندما يصلون الى فلسطين يؤمنون بأنهم وصلوا الى ارض اسرائيل، ويمتازون كمن سبقوهم بالتعصب الشديد لليهود والعداء الاشد للشعب الفلسطيني، وهم على استعداد لتنفيذ اكثر الاعمال صعوبة وخطورة وعنفا وارهابا ضد الفلسطينيين.
انهم اشبه ما يكونوا بالمرتزقة لكنهم مدجّنون، ولا يعلمون انهم يهودا مزيفون ولا تربطهم بالديانة اليهودية اية صلة، قبل ان تجرى لهم عمليات تعبئة جديدة وغسيل دماغ محكمة، وفي بعض الاحيان يتم تغيير اسماهم الى اسماء يهودية حتى لا يتذكروا اي شيء من اصولهم او من ماضيهم وارتباطاتهم السابقة .
سياسة صهيونية متواصلة منذ اكثر من سبعين عاما، تتبعها حكومات الاحتلال المتعاقبة في فلسطين المحتلة، لجذب المستوطنين اليها من شتى بقاع الارض تحت اسماء يهودية، الى جانب اليهود الحقيقيين، لتحارب بهم الفلسطينيين والعرب وتملأ بهم الارض الفلسطينية، لاستكمال مشروعها التهويدي.
التغلغل الصهيوني في دول العالم لا يقتصر على الاهداف الاقتصادية والسياسية، بل هناك اهداف بشرية لا تقل اهمية عن غيرها ان لم تكن الاهم، فالجمعيات والمنظمات الصهيونية تلقي شباكها في تلك الدول لتصطاد آلاف الاطفال فيها وتقوم بنقلهم الى فلسطين، بعد اعدادهم وفقا لبرامجها وخططها طويلة المدى.