الراي - بعيدا عن مناقشة جدوى مشاركة الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 في انتخابات الكنيست الصهيوني او عدم جدواها فان نتائج هذه الانتخابات ستكون لها تبعات مصيرية على دولة الاحتلال وعلى الفلسطينيين خاصة في ظل ما بات يعرف بصفقة القرن.
الفلسطينيون في فلسطين المحتلة عام 1948 يختلفون في الموقف من المشاركة في الانتخابات اذ ان هناك حركات فلسطينية ترفض المشاركة في الانتخابات الاسرائيلية من حيث المبدأ الا ان غالبيتهم اصبح اكثر تفهما للمشاركة وذلك لاستخدام النواب العرب في الكنيست من اجل تعزيز صمود الفلسطينيين ومنع سياسة التهجير التي تمارس ضدهم.
الاحزاب العربية تخوض الانتخابات المقبلة للكنيست بقائمتين الاولى تشكلت من القائمة العربية للتغيير والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة اما القائمة الثانية قد تشكلت من حزب التجمع والحركة الاسلامية الجنوبية التي شطبتها لجنة الانتخابات المركزية من خوض الانتخابات الا ان المحكمة العليا ستبت في مسألة مشاركة القائمة العربية او عدم مشاركتها.
دعونا نناقش الحجم الحقيقي للصوت الفلسطيني في الانتخابات وقدرته على انتزاع مقاعد محددة
ولمصلحة من زيادة المقاعد الفلسطينية في الكنيست يبلغ عدد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948 حوالي مليون و900 الف وهذا ما يساوي حوالي 20 بالمئة من عدد سكان (اسرائيل) ودائما نسبة التصويت في الاوساط العربية اقل من نسبة التصويت عند اليهود ولكن ايضا دائما التصويت العربي بالكامل يكون للقوائم العربية ، بمعنى انه كلما زاد الاقبال العربي زادت حصة القوائم العربية في الكنيست ، وهنا اذا بقيت القائمتان العربيتان في المنافسة فان الجمهور العربي سيتوجه الى صناديق الاقتراع وسيكون تصويته للقائمتين وهو ما يشير الى ان القائمتين ستتجاوزان نسبة الحسم وسيكون لهما تمثيل في الكنيست المقبلة ولكن عدد مقاعدهما يعتمد على نسب التصويت في الوسط العربي، وبالحسبة الانتخابية العادية اعتمادا على نسبة الفلسطينيين فان عدد مقاعدهما يجب ان يكون حوالي 15 بالمئة من مقاعد الكنيست «كون العرب لديهم اطفال اكثر من اليهود ولا يحق لهم الاقتراع » .
استطلاعات الرأي تشير الى ان هناك منافسة قوية بين اليمين بزعامة المتطرف نتنياهو والتحالف الذي يقوده رئيس الاركان السابق بيني غانتس ولبيد وهو تحالف صنع على عجل من جنرالات صهاينة ولبيد وهو اقرب الى الوسط من اجل منافسة نتنياهو في ظل تراجع حزب العمل المنافس التاريخي لليمين.
فالاستطلاعات تشير الى ان كفة اليمين سترجح على تحالف غانتس ولكن اليمين ايضا ما لا زال حصوله على نصف عدد اعضاء الكنيست زائد واحد ( 61 مقعدا) غير مؤكد.
بات واضحا انه في حال فازت القوائم العربية بنسب تساوي حجم نسبتهم التصويتية اي 15 مقعدا (وهذا افتراضي) في ظل الخلاف حول المشاركة لدى الفلسطينيين فان فرص نتنياهو بالعودة الى الحكم ستكون معدومة وهذا وفق توزيع المقاعد داخل الكنيست على الاحزاب الصهيونية خاصة في حال كان لتحالف غانتس عدد مقاعد مساو لعدد مقاعد الليكود اي حوالي 35 مقعدا بمعنى ان تحالف غانتس مع مقاعد حزب العمل التي لن تزيد عن 8 مقاعد وميرتس اربعة مقاعد طبعا وفق الاستطلاعات فان مجموع هذه المقاعد حوالي 48 مقعدا اي ان اليمين الصهيوني لن يكون لديه الا 58 مقعدا وبالتالي لن يستطيع نتنياهو تشكيل ائتلاف وسيكون النواب العرب هم الجهة الحاسمة في تقرير من سيكون رئيسا للوزراء وهم لن يكونوا مع نتنياهو كما لن يكونوا في الحكومة الاخرى حتى لو كانت حكومة يسارية ولكن القوائم العربية قد تشكل كتلة مانعة ضد تشكيل نتنياهو حكومة يمينية وهذا حدث سابقا اثناء حكومة رابين.