عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Nov-2020

من نحن؟*عبدالهادي راجي المجالي

 الراي

في أحداث تفجيرات عمان, صعد الناس من المحافظات والقرى.. كلهم تجمعوا هنا من أجل رسالة للعالم تقول: إننا مع العرش والدولة, وضد الإرهاب.. بالمقابل حين نجح مرشح العشيرة في الانتخابات أمطرنا السماء بوابل من الرصاص وغابت الدولة ونسينا العشيرة ورمينا القانون خلفنا..
 
من نحن؟
 
حين اندلعت أحداث الكرك واحتمى الإرهاب في القلعة, كل أردني تمنى لو أنه يقاتل مع الدرك.. هبت الناس كلها, لدعم الأمن والجيش, وكان الشهيد سائد المعايطة ورفاقه الذين سقطوا من قوات الأمن والمدنيين, أيقونة تجمع الشمال والجنوب, وحدنا دم الشهداء.. ورفعنا صور الملك وقبلنا رجال الأمن, وقلنا سنحمي الدولة بأرواحنا.. لكن حين سقط مرشح في إحدى دوائر عمان, صارت الدولة مزورة.. والانتخابات مجرد مال أسود, والصندوق خلفه ألف مؤامرة, ولابد من الاحتجاج والتكسير.. ورجم رجال الأمن..
 
من نحن؟
 
حين كان الطريق الصحراوي , مقبرة للناس.. وينتج كل يوم جنازة, حملنا الدولة المسؤولية وقلنا إن الحكومات تصرف المال على سيارات الوزراء ولايهمها دمنا, قلنا أيضا ان الفساد استشرى.. وان مالنا يذهب للمكاتب الفارهة ورفاهية المسؤول, قلنا ان التنمية (لناس وناس).. وحين اكتمل تعبيد الطريق الصحراوي, زادت الجنازات.. وظلت حوادث الموت في ارتفاع.. أين الخلل يا ترى في الدولة أم في أقدامنا التي تغالي في الدوس على البنزين؟.. أن لا أعرف حقيقة ماذا يحدث؟ لقد اكتمل الطريق لماذا إذا يستمر الموت..
 
من نحن؟
 
قبل أعوام, وحين مات طفل من طلقة طائشة.. خرج الملك وقال لو ان ابنه رمى فسيقوم بحبسه, أشعلنا يومها مواقع التواصل الاجتماعي, وقلنا لا بد من جمع السلاح الأوتوماتيكي.. قلنا أيضا إن كل من يمارس الرماية في الأفراح هو مجرم وسفاح وليس منا, قلنا أيضا إن حياة أولادنا غالية, ولا تذهب لأجل طيش عابث أو مستهتر.. بعد أربع سنوات (لحسنا) كل كلامنا, لم نترك محافظة ولا سماء ولا أرض ولا مدى, إلا وأشعلنا فيها النار ببنادقنا.. وهذه المرة اختلف العرس, فقد أصبح ديمقراطيا وعلى مستوى الوطن.. بعد أن كان زواجا لعائلة ما.. رمينا كل ما قلناه في القمامة, وعدنا لما كنا عليه..
 
من نحن؟
 
نحن متناقضون جدا، منقلبون على ذاتنا جدا, نحب الدولة إن كانت بمقاييسنا.. أما إذا كانت بمقاييس القانون فهي ظالمة ومستبدة, أهدافنا مبعثرة.. لا نملك هدفا واحدا, نتعرض للظلم كثيرا لكننا للأسف لانظلم أحدا, سرقوا أموالنا ..لكننا لم نسرق من هذا الوطن الهدوء والعافية, أغلقوا علينا عبر الحظر كان الأمر عقابا مقصودا من الدولة, بالمقابل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة, حرية شخصية ويجب أن لا تمنع الفرح... صرت أدرك أننا لفرط ما نشعر به من ظلم, كأن الكورونا أنتجها الفاسدون في هذا الوطن لسرقة جيوبنا, والعالم لم يتأثر منها بل نحن المقصودون فقط..
 
أنا لا ألوم نزار قباني حين قال: أنا ياصديقة متعب بعروبتي... فهل العروبة لعنة وعقاب.