عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Feb-2020

لا مجال للأخطاء - يوسي يهوشع

 

يديعوت أحرنوت
 
رغم موجة الغليان في الـ 48 ساعة الاخيرة، تعتقد أوساط الجيش الاسرائيلي بأنه يمكن لعمل عسكري وسياسي احتواء اندلاع احداث العنف ومنع تصعيد أوسع. لهذا الغرض، ينبغي الامتناع عن الاخطاء العملياتية، مثلما حصل في جنين أول من أمس إذ ان كل انحراف من شأنه أن يشعل الارض. ولكن هذا ليس التحدي الوحيد. فالجيش الاسرائيلي يتصدى ايضا لثلاث جبهات تتلظى: غزة، والضفة الغربية وسوريا، الامر الذي يفرض قيودا كثيرة ويستدعي تفكرا ومسؤولية.
ثلاث ساعات فقط، بين منتصف الليل والثالثة قبل الفجر، تحدثت أول من امس عن هذه التعقيدات. فبعد منتصف الليل بقليل هاجمت قوات الجيش الاسرائيلي غزة، في اعقاب البالونات المتفجرة التي تطلق نحو بلدات الغلاف. بعد اقل من ساعة من ذلك، وفقا لمنشورات في سورية، هاجم الجيش الاسرائيلي سلسلة اهداف ايرانية في عدد من المواقع المختلفة. لا يمكن الاستخفاف بهذا الهجوم، واغلب الظن لا يدور الحديث عن استغلال لفرصة لحظية بل عن عمل مخطط جيدا. فضلا عن ضرب الوسائل القتالية المتطورة قتل في الهجوم 23 شخصا، معظمهم من رجال ميليشيات ايرانية وبعضهم سوريون. بعد ساعة تقريبا وقعت العملية في القدس حين دهس مقاوم حظيرة من مقاتلي جولاني. بالتوازي، تطور الحدث في جنين الذي بدأ بهدم منزل مقاوم الذي قتل رزيئيل شيفح، وانتهى بقتيلين، احدهما رجل اجهزة الامن والذي لم يشكل تهديدا على الجيش الاسرائيلي.
في اعقاب الاحداث وخوفا من التصعيد، عززت أول من أمس جبهة الضفة الغربية هذه المرة بكتيبة مظليين. يدور الحديث عن جبهة مركبة تحتاج الى اكبر عدد من القوات ولهذا فان الهدف الان هو القاء بطانية لتكبح الاشتعال هناك. المعنى هو الحفاظ على الحد الادنى من الاخطاء وسياسة عزل المقاومة عن السكان، مثلما جرى في موجة 2015 والتي تسمى في الجيش الاسرائيلي “عظمة الساعة” ويعرفها الجمهور حرب السكاكين ومنفذي العمليات الافراد. وعلى نحو يشبه موجة السكاكين اياها، في هذه المرحلة ايضا لا تلاحظ مشاركة من منظمات الارهاب في اي واحدة من العمليات. كلها كانت عفوية ولم يكن للمقاومين ماضٍ امني.
ليس واضحا ما الذي كان ملحا جدا للخروج الى عملية هدم منزل المخرب في جنين في ايام على هذا القدر من التفجر والحساسية، بينما التنسيق الامني هام بهذا القدر للجيش الاسرائيلي لمواصلة احباط الارهاب والحفاظ على الهدوء الاقليمي. فعلى اي حال تبقى مثل هذه البيوت احيانا لفترات طويلة على حالها. ومؤخرا اصبحت جبهة جنين نشطة جدا وكل دخول للجيش الاسرائيلي يترافق واحتكاك عال. هكذا كان أول من أمس ايضا. فدخول القوات الهندسية التي ترافقها قوات من المشاة، اصطدمت بخلايا مسلحة، بعبوات ناسفة وبتبادل للنار طوال وقت الهدم. وحسب التحقيق، مسلحان فلسطينيان على الاقل – احدهما شرطي – قتلا. ليس هكذا يفترض أن ينتهي حدث هدم منزل.
اما بالنسبة لعملية الدهس، فان هذا الحدث ايضا يخضع للتحقيق في الجيش الاسرائيلي. صحيح أن المقاوم فاجأ الجنود في الليل، وهؤلاء كانوا انفارا عديمي التجربة العملياتية، ولكن يثور السؤال اين كان قائد الحظيرة، العريف وقائد الثلة ولماذا لم يردوا؟ لشدة الحظ كان الاغلاق على المقاوم سريعا. فقد القى جهاز المخابرات، الجيش ووحدة “يمم” في الشرطة القبض عليه.
ان تقدير الوضع الاستخباري هو أن السلطة الفلسطينية لا تشعل الاحداث وفي هذه اللحظة، يتواصل التنسيق الامني. ومع ذلك يعزز الجيش الاسرائيلي القوات في الضفة الغربية وفي الحرم قبيل نهاية الاسبوع.