عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jul-2024

تسجل للتجربة ومسيرة الإصلاح| أسامة الرنتيسي
 
 الأول نيوز ‏
 
 – أجمل ما في فيلم عادل إمام الشهير “طيور الظلام”، الذي ينتقد فيه الحركات الإسلامية، المشهد الذي كان يجلس فيه في بيت عزاء والده وإلى جواره القائد في الحركة الإسلامية صديقه في الجامعة رياض الخولي، (…يقول عنه عادل إمام إنه كان شيوعيا متخفيا بين الإسلاميين)، والصديق الآخر أحمد راتب (اليساري أبو الشعارات الذي لم تبدله الأيام)، وذلك عندما غنّى الثلاثي في بيت العزاء، “يا واش يا واش يا مرجيحة. متصدهاشي يا مرجيحة. هيلا هيلا هبا هيلا هيلا هبا..”.
 
وعلى ذمة المهندس سامح فرج، فإن “يا واش يا واش” معناها “مهلا مهلا” أو “رويدا رويدا”. وهو أحد التعبيرات الشعبية المصرية، وهذا التعبير ورد شرحه بالتفصيل، وكذلك كتابته بالحروف التركية في كتاب “معجم فرج للعامية المصرية والتعبيرات الشعبية”، الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب عام 2006.
 
تذكرت “طيور الظلام” و”يا واش يا واش” وأنا أتابع باهتمام انشغال الرأي العام (وللدقة فرحه) بخبر تحويل 3 أشخاص بينهم أمين عام حزب إلى المدعي العام من قبل الهيئة المستقلة للانتخاب وهم أطراف قضية جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي متعلقة بادعاء مرشَّح عن فئة الشباب الانسحاب من الانتخابات النيابية المقبلة بسبب رفضه دفع مبلغ مالي لقاء ترشحه ضمن قائمة حزبية والتي ذكر فيها أن هذه المبالغ “لا تندرج تحت بند التبرع”.
 
وقام  الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب، محمد خير الرواشدة، بتوضيح أنَّ القضية التي أحيلت إلى النائب العامّ تتعلَّق بمنشورٍ على موقع التواصلِ الاجتماعيِّ “فيسبوك”، تضمَّن إعلان انسحابٍ من الترشُّح للانتخابات النيابية المقبلة عن مقعد الشباب ضمن قائمةٍ حزبيةٍ تتنافس على مقاعد الدائرة العامة، وأنَّ هذا المنشور جاء إعلانا عن رفضه “دفع مبالغَ ماليةٍ لا تندرج تحت بند التبرع، وذلك مقابل ترشُّحه عن مقعد في القائمة الحزبية.
 
لن تقوم القيامة لو اعترفنا أن أخطاء كثيرة وقعت في تركيبة الحياة الحزبية، وان بعض الأحزاب أنشئت على عجل ومن دون أي فكرة حزبية عند القائمين عليها.
 
لن تخرب مالطا لو قررنا أمس قبل اليوم إجراء عمليات جراحية عميقة  لتصويب أخطاء وقعت في تشكيل بعض الأحزاب حتى وصلنا إلى 32 حزبا كثير منها متشابهة، ولا أهداف سياسية برامجية استراتيجية عند بعضهم وإنما المشاركة في توزيع الغنائم.
 
ستسجل للتجربة، ومسيرة الإصلاح وفحص إرادة التغيير إن رفعنا الصوت تُجاه محاسبة كل مخطئ، وكل من استغل مشروع الملك الإصلاحي في البحث عن مكاسب شخصية، وأحلام بمناصب عليا، أقلها رئيس وزراء وتوزيع المغانم للأعضاء والأنصار.
 
عدم الاعتراف بالخطأ ثقافة يمارسها الجميع، أفرادا وجماعات، وأحزابا ومنظمات، ووزارات ومؤسسات، لا بل يتجاوز بعضهم إلى التعالي على الأخطاء حتى يصل الأمر أن يقنع المخطئ المعاند الآخرين بأنه دوما على صواب.. وأنهم هم المخطئون دوما.. إلى محاولة تبريره، وإلى تطويع المنطق ليصبح الصواب خطأ والخطأ صوابا.
 
الدايم الله…