عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jun-2019

حين يغدو البرنامج التلفزيوني منصة ثرثرة وتأليب

 

الحياة - شيرزاد اليزيدي - في حلقة استضافت الفنانة السورية سلافة معمار من برنامج "مجموعة إنسان" الذي عُرض على قناة "أم بي سي" خلال رمضان ويُقدمه علي العلياني، طرحت سلافة نقداً محقاً وصائباً لطبيعة بعض أسئلة البرنامج ومجمل برامج الحوارات مع الفنانين والشخصيات العامة، والتي تكاد تشبه ثرثرات وتساؤلات مُستقاة من مناخات أشبه ما تكون بصبحيات نسوة الحواري وقعدات القيل والقال في المقاهي والتي زادها عادة الكلام الذي لا جمرك عليه، كما يقول المثل الشعبي والغيبة والنميمة.
 
ولم تتوان الضيفة عن إبداء وجهة نظرها الناقدة حول تكرار هذه النوعية من الأسئلة التي محورها تأليب الفنانين على بعضهم بعضاً، ومحاولة اللعب على تناقضاتهم وإستنطاقهم بطريقة ملؤها الإحراج والفرض وطرح موضوعات شائكة والنبش في الخلافات والغيرة والحسد وغيرها من ظواهر سلبية شائعة بطبيعة الحال في الوسطين الفني والإعلامي وفي مختلف مضامير النشاط العام.
 
فالأمر والحال هذه، بات يخدش الذوق ويضع الضيف كما زملاءه فضلاً عن الجمهور ومحبي هذا الفنان أو ذاك الكاتب في مواقف مُحرجة وفي وجه إتهامات مُتبادلة وإشاعات مُتهافتة مُفبركة في غالبيتها.
 
ولعل تخصيص محاور كاملة من البرنامج وغيره من برامج شبيهة للغوص في خصوصيات الفنانين والإعلاميين... لا بل وتأليبهم وتحريضهم على بعضهم بعضاً بهدف خطف الأضواء وإثارة البلبلة يمثل سقطة مهنية وأخلاقية موصوفة.
 
الأحرى بدلاً من هذا الإسفاف، التركيز على الضيف من تاريخه وبداياته، مروراً بمختلف محطاته الإبداعية وعرض ما يحمله من أفكار ورؤى ومشاريع مستقبلية. ولا بأس من الغوص في عالمه الحياتي والفكري الخاص والتعرف إلى وجهة نظره وآرائه في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها، ليس فقط الجانب المهني الخاص به. ففي حال كهذه، نكون فعلاً أمام لقاء وحوار مثمرين ومفيدين، يُقربان المُشاهدين بشكل أكبر من فنانيهم وغيرهم من شخصيات عامة: ساسة أو أهل صحافة وكُتاب مثلاً... أما القيل والقال والتحول إلى منصة للفتنة والمعارك الكلامية والتراشقات الإتهامية بين الضيف وأقرانه سواء كانوا من وسطه الفني أو الإعلامي، فليس سوى ضرباً من الثرثرة والميوعة التلفزيونية بلا إمتاع ولا إفادة.