عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2025

هل تقبل حماس مقترح ويتكوف؟*جميل النمري

 الراي

هل كان يتوجب على حماس قبول خطة المبعوث الأميركي ويتكوف؟! الخطة تقترح البقاء في المرحلة الأولى وتمديد وقف اطلاق النار المؤقت لمزيد من تبادل الأسرى. وقبول الخطة يعني قبول حماس فقدان المزيد من الرهائن دون ضمانات لوقف نهائي للحرب.
 
تقسيم الصفقة لمراحل ثلاث كانت صيغة لإنجاز عملية تبادل جزئي للأسرى في المرحلة الأولى وتأجيل الباقي لمفاوضات المرحلة التالية التي تشمل تحديد وضع القطاع بعد الحرب واعادة الاعمار. أي صورة المشهد النهائي بعد وقف الحرب التي وعد نتنياهو انها لن تتوقف إلا بسحق حماس.
 
لكن أول مشهد بعد توقيع الصفقة، كان مشهد تسليم الرهائن الذي صممت حماس مسرحه بدقة واحتراف اعطى صورة مسبقة للمشهد النهائي بعد انجاز الصفقة وهو هزيمة مخزية لنتنياهو ونصر كاسح لحماس. وقد ترك ذلك اثرا حاسما قرر سلفا مصير المرحلة الثانية.
 
كم اخطأت حماس وكم استعجلت في صنع صورة النصر بمشاهد المقاتلين مدججين بالسلاح يتحركون بعربات حديثة يحيطون بمسرح الحدث في اجواء احتفالية حماسية. لم تقاوم حماس إغواء اللحظة بتصدير صورة للرأي العام انها خرجت من الحرب مسيطرة بكامل قوتها، بينما تسعة اعشار الطريق ما زال يتوجب قطعها لوقف الحرب الاجرامية المدمرة على غزة. وهي تعرف موازين القوى الحقيقية وان كل قطعة سلاح فردي عند مقاتليها يقابلها آلاف الطائرات والدبابات والمدافع والقنابل القادرة على تدمير ما تبقى من القطاع وارتكاب مجازر مروعة اضافية لا يتحرك احد في الع?لم لوقفها ولا تنفع معها شجاعة كل أصحاب الضمير الحي والاحتجاجات الصاخبة في كل مكان.
 
ترامب لم يفرض على نتنياهو قبول الصفقة الا لتعبئة رصيده بالانجاز واهانة سلفه الذي اقترح الصفقة نفسها قبل عام وعجز عن تنفيذها حتى نهاية ولايته. لم يفعل ذلك تعاطفا مع الفلسطينيين فقد ظلّ يعرض عليهم مغادرة القطاع ويستعرض عداءه لحماس ووعدها بجحيم جديد اذا لم تطلق سراح جميع الرهائن وفورا!
 
موقف حماس الأول برفض خطة ويتكوف استند للحسابات والمعادلات السابقة التي انتجت الصفقة ومكنت من تنفيذ مرحلتها الأولى لكن الاعتبارات والحسابات للمرحلة الثانية مختلفة فهنا سترتسم صورة المشهد النهائي وخطة ويتكوف ارادت تجنب دخول المرحلة الثانية واعادة انتاج المرحلة الأولى لإنقاذ وقف اطلاق النار المؤقت وكسب الوقت ووضع حماس تحت ضغط يؤدي لقبولها ان لا تكون جزءا من المشهد القادم، على الأقل حماس كسلطة مسلحة.
 
عودة نتنياهو للحرب ومباشرة ارتكاب المجازر والوعد بتصعيد التدمير والاجرام يعني انه اسقط ورقة الاسرى ولا يقيم وزنا لحياتهم وقراره يحظى بدعم اميركي سيستمر لحين الموافقة على مقترح ويتكوف. والمرجح ان المظاهرات الضخمة الاحتجاجية ضد نتنياهو لن تغير شيئا الا بالنزر اليسير الذي قد يحدثه قبول حماس لمقترح ويتكوف.. فما العمل؟ حماس عادت تؤكد ان المفاوضات لا تتوقف وانها مستمرة في بحث المقترح وانه لا طموح لديها لاعادة حكم غزة، والحقيقة المحزنة والمؤلمة ان مزيدا من الوقت يعني فقط مزيدا من التدمير والجرائم وتوسيع مناطق سيط?ة قوات الاحتلال وبالنهاية الوصول الى وقف للنار ربما بشروط أسوأ كثيرا.