عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2024

الصاروخ اليمني: خلط الأوراق*إسماعيل الشريف

 الدستور

 الحوثيون في اليمن سيطالبون بثمن باهظ بعد الهجوم على الأراضي «الإسرائيلية»- نتن ياهو
في الوقت الذي يقرر فيه نتن ياهو وعصابته توسيع المواجهة مع حزب الله، أقدم الحوثيون على إطلاق صاروخ جديد يُستخدم لأول مرة، قاطعًا مسافة تزيد عن ألفي كيلومتر، ومخترقًا جميع الدفاعات الصهيونية. وصل الصاروخ إلى تل أبيب قبل أن يتم التصدي له، متسببًا في أضرار مادية واندلاع حريق في أحد المصانع، كما أصيب تسعة صهاينة جراء التدافع للدخول إلى الملاجئ.
يمثل هذا التصرف من الحوثيين تطورًا خطيرًا ومبادرة من حلفاء إيران لإرسال العديد من الرسائل، مما يثير عدة تساؤلات:
·هل من مصلحة الاحتلال توسيع الحرب مع حزب الله، الذي يمتلك آلاف الصواريخ المشابهة لصاروخ الحوثيين أو حتى أكثر تقدمًا، والتي ستصل حتمًا إلى تل أبيب، محدثة أضرارًا كبيرة جدًا للكيان؟
·من المؤكد أن الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني لن تتمكن من التصدي لجميع صواريخ حزب الله. فإذا قطع صاروخ الحوثي أكثر من ألفي كيلومتر في إحدى عشرة دقيقة، فما بالك بالصواريخ التي ستقطع مئات الكيلومترات في ثوانٍ؟
·ما هي الكلفة المالية للتصدي لصواريخ حزب الله؟ وهل يستطيع الكيان تحمل هذه التكلفة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية؟
·ماذا لو استُهدف الكيان بصاروخ يحمل قنبلة قذرة أو سلاحًا كيميائيًا أو حتى قنبلة نووية؟ ما هي النتائج المحتملة على الكيان؟
·بعد أكثر من خمسة وسبعين عامًا على تأسيس دولة الاحتلال، لا يزال سكانها مفتقدين للأمان، فيلجأ مليونا شخص إلى الملاجئ.
·تهديدات نتن ياهو أو حتى الولايات المتحدة لن تحقق شيئًا. فقد وصلت الطائرات الحربية الصهيونية إلى اليمن، وقصفت القوات الأمريكية هناك مرارًا، ولم يزد ذلك الحوثيين إلا قوة.
·لا يمكن قراءة هذه العملية دون اللمسة الروسية، حيث هناك تعاون عسكري بين إيران وروسيا التي تسعى لتوريط الولايات المتحدة في حرب استنزاف طويلة في الشرق الأوسط.
·لن تتمكن الولايات المتحدة من وقف تصدير السلاح ووصوله إلى حلفاء إيران في المنطقة، وكذلك إلى الضفة الغربية وغزة. فهناك كتلة متصلة من روسيا إلى تركيا، تختلف مصالحها، لكنها تتفق على إيصال السلاح إلى أعداء الكيان.
·هل ستبقى آبار النفط بمنأى عند اندلاع حرب إقليمية كبرى وإلحاق أضرار كبيرة بالحوثيين أو حزب الله؟
يدفع الصهاينة اليوم ثمن خطأ استراتيجي ارتكبوه في العراق، حين قاموا من خلال إدارة بوش باحتلال العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل. فتم تدمير العراق، وكانت النتيجة سيطرة إيران عليه وظهور ما يُعرف بالهلال الشيعي الممتد من إيران إلى جنوب لبنان. ثم توسع هذا الهلال ليأخذ شكل كماشة بانضمام الحوثيين إلى إيران، وبدلاً من أن يكون الكيان تحت تهديد دولة واحدة، أصبح في مرمى خمس دول.
وتعلمت إيران الدرس من صدام، فلكي تواجه الكيان أو الولايات المتحدة، عليك امتلاك قنبلة نووية!
إيران لن تواجه الكيان أو الولايات المتحدة مباشرة، ولن تمنحهما المبرر لاستهدافها إلا بعد امتلاكها السلاح النووي. وهي الآن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك، وفقًا لتقارير صحفية تشير إلى وجود خبراء روس يساعدون إيران في برنامجها النووي واستعدادها لصنع أسلحتها النووية.
يسعى نتن ياهو لجرّ المنطقة إلى حرب كبيرة قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، لكنه يغفل أن هذه الحرب سيكون مسرحها فلسطين المحتلة، وسيكلف الكيان أثمانًا باهظة، بغض النظر عن نتيجة المعركة.