عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2020

حـان الـوقـت لاسـتـيـطـان غـور الأردن - نداف شرغاي

 

سواء بسطت السيادة على غور الأردن أم لا، فإن الواقع الاستيطاني هناك يتطلب تغييرا حادا وإصلاحا عاجلا.
صحيح أن المستوطنين في الغور حولوا بلاد قفراء وصحراء مرتفعة الحرارة إلى قوة عظمى زراعية حديثة، وتشهد عشرات آلاف الدونمات من مزروعات التمور، العنب، الخضار، الفواكه والتوابل، التي تصل حتى أوروبا، على ذلك.
لكن المساحة الهائلة التي يقع عليه الاستيطان في الغور – مساحات المجلس الإقليمي تمتد على مساحة 860 ألف دونم – توجد في تناسب عكسي مع عدد السكان القليل الذين بنوا بيوتهم فيه في الـ 53 السنة الأخيرة، 6 آلاف نسمة فقط يسكنون في 21 مستوطنة أُقيمت منذ العام 1967.
لقد شددت إسرائيل في الغور على الاستيلاء على الأرض والمجال، ولكنها أهملت الكتلة البشرية الاستيطانية.
في الوقت الذي جمعت فيه المجالس الإقليمية الأخرى في «المناطق»، والتي هي أقل في مساحتها بـعشرين أو ثلاثين ضعفا، مثل «السامرة» أو بنيامين، كل منها عددا أكبر من السكان يتجاوز الخمسين ألف نسمة، فإن الغور تجمد على حاله.
رؤيا رعنان فايتس ويغئال الون، مفكري هذا الاستيطان، حول خمسين نقطة استيطانية وعدد من السكان يتجاوز الخمسين ألف نسمة، لم تتحقق أبدا.
فقد اكتفت حكومات العمل بالاستيلاء على أراضٍ واسعة من خلال الزراعة، نحو مئة ألف دونم، بينما فشل «الليكود» في جعل معاليه افرايم عاصمة الغور.
بدلاً من مدينة يعيش فيها عشرات آلاف السكان يسكن هناك اليوم 1.400 نسمة فقط.
في الغور لم تنشأ مدن مثل معاليه أدوميم أو أرئيل ولا حتى كبيت شآن المجاورة، حيث يسكن في شروط مناخية مشابهة نحو عشرين ألف نسمة.
وبالمقابل، في الكتل الاستيطانية في منطقة القدس الموسعة، غوش عصيون، غرب «السامرة» وارئيل، نشأت هناك الكتلة البشرية الحرجة، من الواضح للجميع أنه آجلا أم عاجلا ستكون سيادة، وهذه المناطق ستصبح رسميا جزءاً من دولة إسرائيل.
صحيح أن الغور يتمتع بإجماع في الرأي العام الإسرائيلي، ولكن عمليا، حتى دخول ترامب البيت الأبيض، أدارت حكومات إسرائيل حوله المفاوضات.
نظريا، كما لاحظ ذات مرة أحد وزراء الخارجية الأميركيين مع محاوره الإسرائيلي، فانه يمكن إسكان كل سكان الغور في بضع عشرات من العمارات في وسط البلاد. نظريا – هو محق، ومن أجل تغيير نظريات من هذا النوع ثمة حاجة إلى انعطافة.
منذ أن أنشدت روحاما راز وفرقة قيادة المنطقة الوسطى «في مكان ما هناك في الغور»، في أوائل المشروع الاستيطاني ذاته، لم يتغير أي شيء جوهري حقا في الفكر الاستيطاني هناك. فالبلدات الصغيرة لا تزال تختبئ بين تلال الحور، المزروعات، والقليل من المحميات الطبيعية. أن زمن السيادة، بالتالي، يجب أن يكون أيضا زمن التغيير في غور الأردن.
«إسرائيل اليوم»