الغد-سماح بيبرس
قال التقرير العالمي حول أزمات الغذاء في العالم للعام الحالي، إن 75 % من اللاجئين السوريين في المملكة المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يشكل ما يقرب نصف مليون لاجئ.
انعدام الأمن الغذائي
التقرير العالمي حول أزمات الغذاء للعام الحالي، والذي يصدر سنويا عن "شبكة معلومات الأمن الغذائي" FSIN، أكد على أن هناك تزايدا كبيرا بانعدام الأمن الغذائي وتراجع المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، وأن العالم بات ينحرف عن مساره بشكل خطير في قضية الأمن الغذائي.
وفي الأردن أشار التقرير إلى أن 516.800 شخص، أي ما يعادل 75 % من اللاجئين السوريين في الأردن، واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وبين أن هذا يمثل تدهورا منذ عام 2023، عندما واجه 62 % من اللاجئين -الذين شملهم التحليل- مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مضيفا إلى أن ذلك يرتبط بتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.
وبالنسبة لحوالي 80 % من اللاجئين السوريين المقيمين في المجتمعات المضيفة، قال التقرير إن انخفاض الدخل الشهري وارتفاع التكاليف أدى لاعتماد إستراتيجيات سلبية للتكيف، مثل الاقتراض، وشراء الطعام بالائتمان، وخفض النفقات غير الغذائية.
وفي المتوسط، تراكمت على اللاجئين السوريين في هذه المجتمعات ديون تعادل ستة أضعاف دخلهم الشهري لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
كما أنه ما تزال هناك تفاوتات كبيرة بين الجنسين، حيث لا تعمل سوى 7 % من اللاجئات السوريات، مقارنة بـ55 % من الرجال.
وأدى ارتفاع الأسعار "بنسبة 2 % بين كانون الثاني "يناير" وتموز "يوليو" 2024)، إلى جانب ركود الأجور في الأردن، لانخفاض القدرة الشرائية للأسر، وخاصة للاجئين السوريين في المخيمات، الذين يواجهون مصادر دخل محدودة.
وكان التقرير قد أكد على "أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء تغذية الأطفال فاقم معاناة ملايين الأشخاص في بعض أشد مناطق العالم ضعفا للعام السادس على التوالي العام الماضي".
ووفقا للتقرير فإن استمرار الصراعات والصدمات الاقتصادية والظواهر المناخية المتطرفة والنزوح القسري ساهم بدفع عجلة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم، مخلفة آثارا كارثية على العديد من المناطق الهشة أصلاً.
وفي العام الماضي، عانى أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة وإقليما من مستويات حادة من الجوع - بزيادة قدرها 13.7 مليون شخص عن عام 2023، ما يثير قلقا بالغا تفاقم انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي بلغ الآن 22.6 % من السكان الذين تم تقييمهم. ويمثل هذا العام الخامس على التوالي الذي يظل فيه هذا الرقم أعلى من 20 %.
وقال التقرير "إنّ الجوع ليس حالة طوارئ تقتصر على مناطق محددة من العالم أو فترات زمنية، بل إنه بات ندبة محفورة في حياة الملايين حول العالم، مشيرا الى أن الصراعات والتوترات الجيوسياسية وفوضى المناخ والهشاشة البيئية والاضطرابات الاقتصادية، تسبب أزمات الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص ليس لأسابيع أو أشهر، بل لسنواتٍ وحتى مدى الحياة".
وفي غزة، السودان واليمن أكد التقرير تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون "جوعا كارثيا" "المجاعة" - أكثر من الضعف خلال الفترة نفسها ليصل لـ1.9 مليون شخص - وهو أعلى مستوى مسجل منذ أن بدأ التقرير العالمي حول أزمات الغذاء، عملية الرصد في عام 2016.
وبلغ سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال، مستويات عالية للغاية، بما في ذلك في قطاع غزة ومالي والسودان واليمن. وعانى ما يقرب من 38 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في 26 أزمة غذائية.
وسلط التقرير الضوء على زيادة حادة في الجوع الناجم عن النزوح القسري، حيث يعيش ما يقرب من 95 مليون نازح قسري - بمن فيهم النازحون داخليا وطالبو اللجوء واللاجئون - في دول تواجه أزمات غذائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا والسودان وسورية، من إجمالي عالمي قدره 128 مليون نازح قسري.
يشار الى أنّ التقرير العالمي حول أزمات الغذاء يصدر سنويا عن الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء بالاعتماد على تحليل من شبكة معلومات الأمن الغذائي، وهي تحالف دولي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل معا لمعالجة أزمات الغذاء.