عمان-الغد-  يقول سامي جرار، مسؤول الموارد البشرية في شركة “أمنية”، إن من المهم أن تعرف الفتاة أماكن القوة في شخصيتها وفي تعلمها، وأن تتجه إلى المجال الذي تحبه، لتطور نفسها فيه نفسه ومن ثم تتميز وتبدع.

ويبين جرار لطالبات الصف العاشر في مدرسة أم السماق الشمالي، خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنظمها مؤسسة “إنجاز”، إن العالم اليوم هو عالم الابتكار، تتفوق فيه من تبتكر أدوات تبسط حياة الناس أو تطور حلولا تعالج مشكلاتهم وترفع مستوى رفاهيتهم. مثل هؤلاء الفتيات يخلقن فرص العمل لأنفسهن وللآخرين في مجتمعاتهن.

ويؤكد جرار “تنجح الفتاة منكن عندما تكون جاهزة للاستفادة من الفرص التي قد تأتيها”. التنافس عال جدا في هذا الزمن، فالباحثات عن الفرص كثيرات والمؤسسات تبحث عن المؤهلة تماما والجاهزة تماماً.

ويبين أن الظروف اليوم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل 30 عاما، فصحيح أن الفرص أكثر لكن المنافسة أشد بكثير. “والمهم أن طرق التعلم وتطوير الذات أصبحت متاحة ومتوافرة بعكس ما كان عليه الحال في الماضي. أدواتكن لتطوير الذات في متناول اليد وما عليكن الا الاهتمام بالبحث عنها”.

يقول “كنت محظوظا عندما كنت في سنكم قبل 35 عاما، عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم عن منافسة لبعثة للدارسة الثانوية في الخارج، فزت بالفرصة وتوجهت إلى إيطاليا وأتممت المدرسة هناك”، ويؤكد أن هذه التجربة غيرت مسار حياته.

ويتابع “وعندما عدت إلى الأردن بعد انتهائي من الدراسة تطوعت مع الجهة نفسها التي ابتعثتني، ونجحنا معا في إيفاد مئات الطلبة للاستفادة من التجربة نفسها. يشعرني هذا بكثير من الرضا لأنني تمكنت من تعميم الفائدة وإفادة الآخرين في المجتمع”.

ووجه جرار الذي يعمل في الدائرة المسؤولة عن التعيين وتدريب الناس وتأهيلهم للتوظيف وتطوير مهارات الموظفين في شركة “أمنية” رسالة إلى الطالبات مفادها أن العالم المتسارع من حولنا يقتضي من الفتاة أن تتميز بشخصها وعقلها وعلمها وأن تستثمر في نفسها باللغة والقراءة والمعرفة.

ويشير جرار إلى التبدل السريع في الوظائف من حيث المسميات والمهارات الذهنية المطلوبة، يعني هذا أن على الفتاة إعادة إنتاج نفسها وتأهيلها باستمرار لوظائف قصيرة المدد في مشاريع مختلفة مع جهات مختلفة في أماكن مختلفة تتبدل وتتغير باستمرار.

إذاً التفكير بالمستقبل وليس القلق منه يجب ألا يكون بعيدا عن طالبات الصف العاشر.

وينصح جرار، الطالبات، بالتوجه إلى الريادة والعمل الحر اذا ما وجدن أنفسهن قادرات عليه، وبأي حال أن لا يعتمدن على الحكومة أو أي جهة كانت للبحث عن وظيفة المستقبل.

ويرى جرار، أن الفتاة هي من تفرض ذاتها وتعلن عن تميزها، ففي شركة “أمنية”، على سبيل المثال، تصل الكثير من الطلبات بشكل يومي لكن من تهتم بالشرح عن ذاتها وجوانب تميزها من بين المتقدمات، إلى جانب تقديمها سيرة ذاتية مختلفة، تزيد فرص جلب الاهتمام اليها وبالتالي الفوز بالوظيفة.

ويرى أن دور الواسطة تقلص كثيراً في التوظيف اليوم، لأن شكل الوظائف مختلف ويعتمد على المهارات العقلية والمجهود الذهني عالي المستوى وليس على المجهود البدني أو الأداء الروتيني الذي قد تخدمه الواسطة. وعن اهتماماته الشخصية، قال جرار إن شغفه في تطوير المهارات الشبابية، إضافة لحب الكتابة والقراءة.