عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Aug-2019

أين نحن من «العالم الافتراضي»؟ - عوني الداوود

 

الدستور- .. حكومةً..وشعبًا: أين نحن من «العالم الافتراضي» ؟!.. أين نحن من «إنترنت الأشياء» ؟!..أين نحن من «الذكاء الاصطناعي» ؟!.. أين نحن من «الثورة الصناعية الرابعة» ؟!، التي انطلقت محاورها هنا في «دافوس البحر الميت» من قبل أبرز مهندسيها البريفيسور كلاوس شواب؟!
لن أسال أين نحن من «الحكومة الالكترونية» ؟!.. فهذا اللغز العجيب والغريب الذي تناوبت حكومات تلو الأخرى على فك طلاسمه دون الوصول الى نتيجة تقودنا لمفهوم حقيقي للحكومة الالكترونية - اللهم الا من اتمام معاملة هنا في أمانة عمّان، أو هناك في دائرة الضريبة، أو أخرى في دائرة الاراضي، وبآليات متواضعة تؤكد بأن الشعارات أكبر بكثير من المنجزات على أرض الواقع!! 
لذلك ليس غريبًا أن نشكو حالات من التخبط في مواجهة حروب «السوشيال ميديا» الطاحنة في زمن تواجه فيه كثير من دول وحكومات العالم تلك الحروب، بأسلحة فتاكة مضادة، تدير بها، وتواجه كل تلك المعارك بطرق متعددة، منها ما يسمى بـ «الحسابات الوهمية».. تقود بها الرأي العام، الى حيث تريد، وتوجّهه أحيانًا أخرى أو تباغته بحملات وحروب مضادة. 
«العالم الافتراضي» الذي وصل الى مرحلة الاتهام بالتدخل بنتائج انتخابات دول عظمى.. والى اتهامات بحروب تجسس على زعماء في العالم، والى حروب إلكترونية كبيرة، في وقت لا نزال نحن فيه نغرق في شبر «مقطع فيديو» يلهينا لأيام - وربما لأسابيع - تارة عن قضايا مصيرية أكثر أهمية، وتارة للاساءة الى أخلاقياتنا، وتارة من أجل اثارة الفتنة أو محاولات فتِّ عضد ثقتنا بأنفسنا وبأجهزتنا الأمنية...الى آخر ذلك مما يسعى اليه محترفو هذه الحروب الخبيثة. 
نحن نعيش في زمن الحروب التكنولوجية العالمية، التي تقدّمت على الحروب بالأسلحة العسكرية التقليدية، ورغم ذلك لا نملك مقومات مواجهتها والتي تتطلب منّا: 
- مهارات وحرفية عالية في التعامل مع تلك الاسلحة الذكية الخبيثة، من قبل اختصاصيين في كافة أجهزة الدولة. 
- تدريب القادرين على مواجهة هذه الموجات من الحملات الخبيثة برسائل مضادة وهذا يتطلّب تدريب إعلاميين واختصاصيين قادرين على المواجهة، اضافة لخلق جيل رقمي قادر على الولوج بحرفية لهذا العالم الافتراضي. 
- تدريب وتثقيف الأجيال الناشئة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل - وهذا بدأ يتحقق - من خلال التوجه نحو تدريس التربية الاعلامية والثقافة الاقتصادية وغيرها لطلاب المدارس. 
الأهم من كل ذلك، أن علينا أحيانا اتباع القاعدة الرياضية التي تقول بأن «أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم».. ومن هنا علينا أحيانًا الانتقال من وضعية انتظار الهجمات من أجل صدها (حراسة مرمى) الى المبادرة بهجمات وقائية أحيانًا في هذا العالم الافتراضي للدفاع عن ثوابتنا وقضايانا الوطنية والقومية والمصيرية. 
وحتى لا نبقى نتلقّى الضربات تلو الاخرى في عالم افتراضي لا نزال «ضائعين» فيه لا ندري الى أين سيقودنا؟!.