دراما رمضان 2020 .. هل أثارت جدل المشاهدين؟
عمان -الدستور- حسام عطية - بالتزامن مع جائحة كورونا .. حل علينا شهر رمضان لعام «2020» بالعديد من مسلسلات الدراما الرمضانية التي ينتظر المشاهدون كل عام متابعتها بشغف كبير، حيث يلتقون على مائدة الدراما الرمضانية التي يتنوع محتواها ما بين الأطباق الدسمة كالمسلسلات الكوميدية والتراجيدية والمقبلات كالإعلانات والبرامج المختلفة مثل برامج المسابقات والمقالب والبرامج الحوارية وغيرها.
ومع انتشار فيروس كورونا حرم العديد هذا العام من متابعة بعض المسلسلات الرمضانية واكتفى بمتابعة اخبار كورونا وما تحصد من اصابات ووفيات بين البشر، فيما اقتنص اخرون من المشاهدين بعض الوقت وتابعوا بعض هذه المسلسلات الرمضانية التي عرضت عبر القنوات الفضائية المختلفة.
« الدستور « بدورها وبعد انتهاء شهر رمضان وعرض المسلسلات الرمضانية وجهت سؤالا لعدد من المشاهدين حول دراما شهر رمضان لموسم «2020» وراي الناس فيها وهل نالت اعجابهم وكانت بالمستوى المطلوب ام خذلتهم، فيما السؤال المطروح بقوة هل دراما رمضان 2020 .. اثارت جدل المشاهدين والتي عرضت على قنوات تلفزيونية محلية وعربية.
فرصة للمشاهدة
بدورها الدكتورة هند البريزات الباحثة في علم الاجتماع علقت على الامر بالقول، منحَ الحظر ومنع التجوال وقتا او فرصة لمشاهدة جزئية او كاملة لاعمال الدراما خلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص وخلال الاشهر الاخرى بشكل عام والتي عرضت على قنوات تلفزيونية تسابقت في عرض اكبر عدد ممكن من الاعمال التي تُجهز للشهر الفضيل.
ونوهت البريزات طالما تساءلت هل يحتاج الصائم الى ترفيه او اشغال وقته بغير الاعمال المفيدة خلال شهر الصوم، وكانت الاجابة دائما ان هناك فئة تنتظر هذه الاعمال بشغف وفئة لا تعيرها الاهتمام وهذا امر منطقي لان اي قضية او ظاهرة لها وجهان مرغوب ومرفوض، ونعود لنعترف ان جائحة كورونا منحت المشاهد وقتا مضاعفا مكنه من متابعة مختلف الاعمال الدرامية والتنقل من قناة تلفزيونية الى اخرى كما انها جعلت منه ناقلا للاحداث بمشاركتها مع الاخرين ومتابعة اخر المستجدات ومناقشة التوقعات.
ولفت البريزات في الوقت الحالي اصبحت الاعمال تتزاحم وتتنافس وظهر عدد كبير من الفنانين ايضا، بعد ان كان الناس يقصدون المسارح او يشاهدون الشاشات الصغيرة في وقت مضى، حيث كانت جودة الاعمال والتقنيات المستخدمة وطريقة المخاطبة والدروس الموجهة مختلفة، فمنها ما كان يهدف الى بناء حضارة وتوعية المشاهدين، اضافة الى الترفيه، ولا نستطيع الجزم بانها جميعها اعمال هادفة وناجحة الا انها تبقى ليست ببؤس الكثير من الاعمال التي يتم انتاجها اليوم والتي غالبا ما تركز على قيم الفوقية والدونية والخيانة والتمسك بالوهم واستباحة ما لا يباح ونشر افات اجتماعية ثقافية تركز على التنافس واقتراف الجرايئم والصراخ والانتقام وسلاسة التدرج بالخطأ على الرغم من ان هذه القيم جميعها موجودة وبكثرة في المجتمع الواقعي الا ان رداءة النصوص او الاداء او التركيز على القيم السلبية وتفوقها قد غطى على الجانب الايجابي في الأعمال ان وجد.
وتقول البريزات لا شك ان العديد من الاعمال على مر الزمان قامت على نشر الوعي ومعالجة العديد من القضايا باسلوب راق وواقعي خاصة الموجهة لفئة الشباب والمراهقين، الا ان نسبة وطريقة الاستجابة تختلف حسب البيئة والمكان والعمر، ومن ثم يختلف مدى استفادة هذه الفئات من الاعمال التي تعرض على الشاشة، وفي المقابل هناك الاعمال المبالغ بها والتي نخرت المجتمع؛ لما لها من مضار عليه، فجعلت من الباطل حقا ومن الكذب حاجة ومن التبعية قبولا لفئة على حساب فئة، كما انها صورت بعض الشخصيات بصورة لا تليق بهم على الشاشة العربية ولا ترتقي لمستوى المشاهدة والمتابعة الا عند راغبيها، كما ان بعض الاعمال مستنسخة ومكررة ذات افكار ضحلة قامت بتحدي العادات الحميدة وتحدي القيم الاجتماعية والتخلي عنها والتركيز على افراغ العقول وحشوها بكم هائل من السخافات عدا عن الاستخفاف بالمشاهد.
ونوهت البريزات الى ان بعضا من الاعمال التي عُرضت مؤخرا على الشاشات العربية منذ ان بدأت بحملاتها الاعلانية الترويجية حملت في طياتها رسائل واضحة واخرى مبطنة تدعوا الى تبني اسلوب حياة وطريقة تواصل مختلفة وجديدة، مثل التطبيع واللغة والملابس والاحترام والانتقام والحرية والتنافس والخير والشر والنهايات المؤلمة في معظم الاحيان التي تكللت بالكثير من مشاهد الفقد؛ اما بخسائر مادية وحرائق او بالموت، وكان الكتاب متفقون فيما بينهم على قتل الاشخاص الاخيار والاشرار بطرق مختلفة.
وتقول البريزات في المقابل عالجت بعض الاعمال المشاكل الاسرية على سبيل المثال وعكستها بواقعية وعالجتها معالجة كما انها اعطت ادوارا اكثر للاناث تمثلت بالاستقلالية وقوة الشخصية على خلاف الاعمال التي ركزت على دورها في الادوار التقليدية والشريرة، كما برزت عدة ادوار لاطفال أدوا مشاهدهم باتقان وكانت ادوارهم تعكس الواقع تماما مثل الحرمان والاستغلال والوقوع بالخطأ وتصويبه، اضافة الى المشاركة بالبطولات الرياضية ومشاركة الاسرة بما يشغل بالهم ويتعرضون له بدلا من اخفائهم والتورط في المشكلات. بمعنى انها عكست قيمة التواصل الفعال بين افراد الاسرة مع الابقاء على الاحترام.
وخلصت البريزات بالقول، شخصيا لست من هواة الاعمال التلفزيونية الا ان تكدس اعمال الدراما على الشاشات وتزاحمها والحرص على متابعتها من قبل المشاهدين يدعوا الى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية و مراقبة الاعمال وردود الافعال لمتابعيها، الا انه وبكل اسف تلخصت الكثير من الاعمال بان عاملت الجانب الانساني والقيمي وكانه جدار متصدع ويجب هدمه بدلا من ترميمه والحفاظ على النسيج المجتمعي بدلا من تمزيقه والتاثير على التفكير وخلخلة الافكار والترابط الاجتماعي، فالاصل ان تكون الاعمال التلفزيونية محطات تحول ايجابي وليس النقيض.
بروح الفريق
اما الفنان فادي الياس فيقول، رأيي « الشخصي» بعد مسلسلات رمضان التي حضرتها سريعا هناك فرق بين ان يوظف المخرج ادواته من اجل العمل الفني ويعمل مع فريق بروح الفريق، على ان يخدم بعض النجوم العاملين بالعمل لغاية اشهار العمل وبالنهاية العمل يذهب كما ذهبت اعمال سابقة، فيما أتمنى ان نرتقي بالإنتاج العربي اكثر واكثر، فيما نحن نحلم منذ 30 سنة.
تابعت القليل
بدورها المحامية والناشطة بحقوق الإنسان هنزاد التل تقول، بالموسم الدرامي لرمضان 2020 تابعت القليل من المسلسلات الرمضانية ومنها على سبيل العلم وليس الحصر، مسلسل البرنس وبالنسبة لي اعتبره مسلسلا جيدا نوعا ما، يجسد الواقع ولكن بأحداث غير منطقية مثلًا التسجيل الذي يمكن لأي متخصص استرجاعه أو بطلب من المدعي العام لشركة الاتصالات، وان المتهم البرنس فاقد الأهلية؛ لانه محبوس ولا يجوز له البيع والشراء فكيف تمكن فتحي من تسجيل الأملاك باسمه، لأنه يتطلب حضور رضوان شخصياً إلى دائرة العقارات للتنازل او توكيل محام حتى يقوم بالمهمة الموكله له، وغيرها الكثير.