عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Sep-2023

للمصابين بالأرق: تعلموا درسًا من الأسلاف
 
مواقع
 
طروب العارف
 
من المعروف أن جدول النوم الصحي هو 7-8 ساعات كل ليلة من النوم المستمر. غير أن هذا الحال لم يكن سائدا  دوما وطوال الوقت. فقد كان لدى الناس فهمًا مختلفًا تمامًا لما يُعتبر " نومًا طبيعيا" وكانت إحدى الممارسات الشائعة هي النوم على فترتين وما يُطلق عليه الآن النوم ثنائي الطور ووفقًا للمؤرخ إيكرش.
هذه الطريقة كانت تمارسها ثقافات مختلفة حيث كان الناس يستيقظون في منتصف الليل للصلاة أو لتناول الطعام أو القيام بالأعمال المنزلية أو حتى للتواصل الاجتماعي. كما كان النوم المجزأ هو القاعدة من روما القديمة إلى أوروبا في العصور الوسطى إلى أفريقيا وجنوب شرق لآسيا والشرق الأوسط.
ما هو النوم ثنائي الطور "المُجَزأ"؟
يتميز النوم ثنائي الطور بفترات متعددة من النوم واليقظة على مدار 24 ساعة ويُعَرَّف أيضًا بالنوم المجزأ.  و يشير إلى نمط نوم يُقَسِّم الشخص الوقت الذي ينام فيه إلى قسمين وقد تكون فترات الراحة متساوية أو أن تكون واحدة أطول من الأخرى.
 وهناك أيضا قيلولة منتصف النهار التي قد تكون قصيرة من 20 – 30 دقيقة تتبعها فترة نوم من 6 – 7 ساعات في الليل كما أن هناك قيلولة أطول تستغرق 60- 90 دقيقة في فترة ما بعد الظهر يتبعها 5 – 6 ساعات من النوم ليلا.
القيلولة
لها اسم أخر وهو "سيستا" وهي ساعة نوم تؤخذ في وقت مُبكر بعد الظهر غالبًا بعد وجبة الغداء.
 ووفقًا لورقة بحثية عام 2010، كانت قيلولة لمدة 5-30 دقيقة مفيدة للصحة المعرفية لدى البالغين. ومع ذلك، أظهرت دراسات مماثلة على الأطفال أن النوم الليلي المستمر أكثر فائدة للتطور المعرفي من قيلولة منتصف النهار لذلك، لا توجد إجابة نهائية على هذا السؤال وكل هذا يعتمد على جسمك وجدولك اليومي .
بالنسبة لبعض الناس، يُعَد التحول إلى وضع النوم مرتين هو الأفضل؛ بالنسبة للآخرين، قد تكون قيلولة قصيرة أو قيلولة أطول هو الأنسب أما بالنسبة للباقي، فإن التمسك بسبع ساعات من النوم المعتاد هو الرهان الأكثر أمانًا.
النوم متعدد الأطوار
هناك أيضًا نهج نوم يُسَمى متعدد الأطوار ينام فيه الشخص عدة مرات في اليوم .وينطبق ذلك على الأطفال وهذا طبيعي. لكن بالنسبة للمراهقين، فإن ممارسته مثيرة للجدل الى حد ما لأنها قد تقلل من جودة النوم، ناهيك عن أنها غير عملية بالنسبة لمعظم الناس.
 ومع ذلك، عُرف عن بعض أعظم العباقرة وأكثرهم غرابة في التاريخ أنهم مارسوا هذه الطريقة من النوم، ويُقال إن دافنشي أخذ قيلولة لمدة 20 دقيقة طوال الدورة التي تستغرق 24 ساعة، في حين أن أينشتاين كان يترف في نوم ليلي لمدة 10 ساعات وقيلولة إضافية على مدار اليوم.
هل يمكن اعتبار هذه الطريقة مفيدة أكثر من النوم المستمر؟
اليوم، تُتعبر إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم  ودورات النوم والاستيقاظ ،طبيعية للجسم على نطاق واسع . ومع ذلك، لاحظ العلماء وجود أنماط النوم ثنائي الطور بشكل طبيعي لدى البعض ووفقًا لبعض الدراسات التي أشار لها موقع بابا ميل فأن الأشخاص الذين يعانون من الأرق قد يجدون بعض الراحة في اعتناق طريقة النوم هذه.
كيف تبدأ نمط النوم ثنائي الطور
البدء في اختيار نوع الدورة التي تناسب احتياجك وجدولك الزمني. وعلى سبيل المثال، إن استيقظت كثيرًا في منتصف الليل، فقد تكون دورة النوم ثنائي الطور هي الأفضل بالنسبة لك، في حين أن أولئك الذين يميلون إلى الشعور بالإرهاق في فترة ما بعد الظهر قد يستفيدون من قيلولة منتصف النهار. 
وهنا، يُنصح الالتزام بالجدول الزمني قدر الإمكان بمجرد اختيار نوع من النوم ثنائي الطور و تدريب نفسك على تبني البرنامج الجديد. من المفيد أيضا الحد من التعرض للضوء لحوالي 1 ساعة قبل النوم فهذا الإجراء يُعِد الجسم لإنتاج هرمون النوم الميلاتونين في تلك الأوقات كما من الضروري تجنب استخدام الأجهزة المحمولة أو مشاهدة التلفزيون.
وبعد البدء بتطبيق النمط، امنح جسمك أسبوعًا للتكيف ومراقبة يقظتك ورفاهيتك طوال العملية. وإذا كنت تشعر بالتعب باستمرار، خاصة بعد أسبوع من التحول إلى النوم ثنائي الطور، فمن الآمن التراجع عن جدولك الأصلي وتذكر أن أفضل جدول للنوم هو الجدول الذي سيتيح لك النوم لمدة 7-8 ساعات كل ليلة ويجعلك تشعر باليقظة والطاقة طوال اليوم.