عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2022

في تأبين الحمود والشخانبة*عبدالحافظ الهروط

 الراي 

من النادر أن أحضر مناسبات التأبين، وهي مناسبات فيها دروس كثيرة، لرجالات يختلف حول مسيرتهم عامة الناس، وحتى من رافقهم في مراحل عملهم العام، سواء في الحكومة، أو العمل النيابي والعمل السياسي، وغيرها من مراحل.
 
المرة الأولى التي حضرت فيها مثل هذه المناسبات، كانت بمرور ٤٠ يوماً على رحيل شيخ العشيرة، النائب الأسبق، الخال خليل الهروط، رحمه الله.
 
أما مناسبة القول، أن دعوة قادتني وفي غضون اسبوع، حضور تأبينين من الوزن الثقيل من حيث التنظيم والمدعوين والمتحدثين، الأول: لشخص مروان الحمود، والثاني: لشخص الدكتور عبدالحافظ الشخانبة، رحمهما الله.
 
التأبين له أجواؤه المفعمة بالحزن، وروح من رحل تصير حاضرة، يستعيد معها الحضور صور الفقيد، ويتأثرون بما يتحدث به أصحاب الفكر والرأي والمنصب، وهم يتناولون مواقف ومناقب الراحلين بما جادت به قريحتهم وما أسعفتهم به لغة الأم من تعبير.
 
في تأبين الحمود، كان رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة ينثر رسالة الاردن والاردنيين على حقيقتها النقية، ولكنه خانته عاطفته وصدقية علاقته مع الراحل «أبي العبد» الى درجة أن سبلت عيناه، فتجاوز دمعه قسماته، وهو ينهي كلمته المعبّرة.
 
تلك اللحظة، ذكّرتني بمقال للفقيد الصحافي طارق مصاروة وهو يرثي به «عميد الرأي» الأستاذ محمود الكايد «سامح دموعي»، ولأن للعِشْرة وللمهنة وللوظيفة أوجاعها، عند الفقد.
 
وفي تأبين الراحل الشخانبة، كان المتحدثون في قمة حضورهم، وأجزم أنهم أنصفوا «أبا مكسيم» في كلماتهم وهم يعرضون سيرته الحافلة التي تمثلت بانحيازه للطبقة الكادحة، حتى أنه ظل على صراحته ورأيه في كل فرصة وقف بها أمام الراحل الحسين، وأمام الملك عبدالله الثاني، مؤمناً بفكر نشأ عليه، وهو فكر لم يكن بأي حال من الأحوال على حساب الاردن.
 
المتحدثون، جاءت كلماتهم قصيرة بسيطة مؤثّرة في نفس كل من حضر حفل التأبين، وربما كانت عبارة رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري «الاردن بات يفقد الرجال، والأردنيون يفقدون الشخانبة»، هي ما يشهده الوطن من فقدان في هذه المرحلة العصيبة.
 
لم يكن الراحلون في حياتهم ملائكة، ولم يكن المتحدثون، أيضاً، قدّيسين، حتى نزكيهم على غيرهم، ولكن لم يزل الخير في هذا الوطن وفي هذه الأمة من يستحق الإنصاف والذكر في حياته قبل رحيله، رغم الإحباط الذي يلّفنا من المحيط إلى الخليج، فسلام على الأردن وسلام على من يحمل جمره.