ھآرتس
على خلفیة ما یظھر كتقدم في الاتصالات غیر المباشرة بین اسرائیل وحماس حول وقف اطلاق
النار طویل المدى في قطاع غزة تبرز الاختلافات في المواقف بین الطرفین بشأن السجناء الفلسطینیین في السجون الاسرائیلیة. حسب معرفتنا في ھذه الاثناء لم یسجل أي اختراقة في
المفاوضات بشأن صفقة السجناء. الاحباط في اوساط سجناء حماس یزداد بسبب ذلك وبسبب
المواجھة مع مصلحة السجون في اعقاب تركیب اجھزة تشویش الھواتف الخلویة في عدد من السجون. التوتر یمكن أن یشتد في الاسبوع القادم بسبب اضراب عن الطعام یخطط لھ كبار السجناء وتحویلھ الى مواجھة واسعة امام السلطات.
صباح أمس ادعت قناة ”القدس“ المتماھیة مع حماس إن الاتصالات بین اسرائیل وحماس على
تھدئة في القطاع تشمل ایضا محادثات حول اطلاق سراح سجناء فلسطینیین مقابل جثث الجنود
الاسرائیلیین واعادة المواطنین الاسرائیلیین الموجودین في القطاع. في اسرائیل سارعوا لنفي
ھذه الاقوال. عضو الكابنت السیاسي، الوزیر اسرائیل كاتس، قال إن ”الاخبار حول ذلك غیر صحیحة“.
في السابق كان ھناك منشورات كثیرة في وسائل الاعلام العربیة تتعلق باختراقة في المفاوضات
بشأن السجناء. ھذا السیناریو لا یبدو معقولا الآن ایضا بسبب الظروف السیاسیة في اسرائیل.
صفقة، قبل لحظة من الانتخابات، یجب أن تكون مقرونة باطلاق سراح سجناء كثیرین – خطوة
في اعقابھا سیتلقى اللیكود انتقاد شدید على خضوعھ. خلافا لایام الاتصالات حول صفقة شلیط،
والتي لم ینشأ ضغط عام حقیقي على الحكومة لتقدیم تنازلات من اجل بلورة الصفقة.
في المقابل، في اوساط الجمھور الفلسطیني وفي اوساط السجناء، ھناك توقع لاطلاق سراح
سجناء، الذي سیأتي استمرارا للتسویة الصغیرة التي یتحدثون عنھا الآن في القطاع (تسھیلات
في الحصار مقابل تقلیص العنف على طول الجدار وقبل تسویة اكبر سیتم التحدث عنھا بعد الانتخابات، محاولة اعادة اعمار كبیرة للقطاع، ربما كجزء من خطة السلام للادارة الامیركیة).
الى جانب ما نشر في القدس نشر بالعربیة ایضا اخبار مختلفة، حسب معرفتنا ھي كاذبة، بشأن
اتفاق بلور مع مصلحة السجون بشأن تسھیلات كبیرة للسجناء وعن رفع اجھزة التشویش.
فعلیا، یبدو أن وزارة الامن الداخلي ومصلحة السجون تتمسكان بخطة تركیب اجھزة التشویش، بل یتوقع أن تتوسع في الاشھر القریبة. في نھایة آذار حدثت في سجن كتسیعوت حادثة عنیفة طعن فیھا سجانین وأصیب 12 سجینا. الحادثة مرتبطة بمواجھة حول تركیب الاجھزة.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في غزة رئیس المكتب السیاسي لحماس، اسماعیل ھنیة،
عرض عدة طلبات تتعلق بالسجناء وربطھا للمرة الاولى بالاتصالات على التسویة. ھنیة طلب من اسرائیل وقف تركیب اجھزة التشویش في السجون، والعودة الى السماح للزیارات العائلة لسجناء حماس من القطاع ورفع الحظر الذي فرضتھ مصلحة السجون على شراء جزء من المواد الغذائیة في الكانتینا.
توقعات السجناء لاطلاق سراحھم في صفقة قریبة الى جانب غضبھم من عمل اجھزة التشویش،
التي نجحت في احباط المكالمات الھاتفیة في الاقسام التي ركبت فیھا – تسرع الاعداد للاضراب
عن الطعام الجماعي بدءا من یوم الاحد. یمكن الافتراض أن المنظمین ینتبھون الى التوقیت الحساس، قبل یومین من الانتخابات. الاضراب السابق الذي حدث في أیار 2017 تمت قیادتھ من قبل عدد من رجال فتح المرتبطین بمروان البرغوثي. الاضراب ھذه المرة سیقام بید قیادة حماس في السجون التي تعتبر عنیدة وطموحة اكثر. لذلك ھناك احتمال كبیر لأن تكون أكثر قتالیة مما كان في السابق.
زعماء حماس في السجون لا یخفون خطتھم عن مصلحة السجون، ویبدو أن خطواتھم منسقة
مع قیادة المنظمة في القطاع. رؤساء السجناء ینوون أن یضموا الى الاضراب بالتدریج آلاف السجناء المتماھین مع حماس وأن یدھوروا وضعھم بسرعة من خلال قرار الامتناع عن شرب الماء اضافة الى التوقف عن تناول الطعام. ھذا السلوك یسرع جدا شدة الاضراب. وھو یمكن أن یؤدي الى ارسال سجناء كثیرین للعلاج في المستشفیات، في فترة یكون فیھا الجھاز الصحي في المستشفیات موجود تحت ضغط كبیر، وغرف الطوارئ وفي الاقسام یكون ھناك اكتظاظ استثنائي. ربما أن ذلك سیضع مرة اخرى معضلات أمام المستوى السیاسي وامام اجھزة الامن بخصوص التغذیة القسریة للسجناء.
الخوف الرئیسي فیما یتعلق بالاضراب الواسع، خاصة الذي یشمل الامتناع عن تناول المیاه، ھو موت السجین، الذي یمكن أن یؤثر على الوضع في السجون وأن یثیر مظاھرات احتجاج عنیفة في الضفة وفي القطاع. ومثل موضوع القدس والحرم، فان مشكلة السجناء ھي موضوع رئیسي لدى الجمھور الفلسطیني وھي تثیر تأییدا كبیرا وردودا قویة. في مصلحة السجون وفي قیادة جھاز الامن اجریت مؤخرا عدة نقاشات تحضیریة قبل احتمالیة الاضراب، التي فیھا تم بحث سیناریوھات مختلفة لتدھور سریع واستعداد للتعامل معھا.