عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Feb-2020

عنصرية ليئون وألكين
 
 
بقلم: أسرة التحرير
 
لم يتصور سكان هار حوما الذين بدؤوا ينظمون أنفسهم للكفاح ضد اقامة مركز التشغيل والمركز التجاري الكبير عند مدخل حيهم أن الكفاح سيكون قصيرا وناجحا بهذا القدر. ففي غضون اقل من اسبوع من بدء كفاحهم تراجع رئيس بلدية القدس موشيه ليئون امام الضغط ليس الاعظم الذي مارسوه عليه.
وقرر وزير شؤون القدس (المحتلة)، زئيف الكين، الذي من ميزانية وزارته استثمر في الخطة نحو 2.5 مليون شيكل، الا يتدخل وترك الخطة تذوي. كل ذلك رغم النقص الشديد في مراكز التشغيل في شرقي القدس ورغم حقيقة أن الخطة كان يفترض ان تخدم الحيين – هار حوما الاسرائيلي وام طوبا الفلسطيني.
ليس صعبا التخمين ما الذي جعل كفاح السكان في هار حوما ناجحا بهذا القدر. فقد قاد الكفاح سياسيون من اليمين بمساعدة رجال المدرسة الدينية “هار همور”، المدرسة الاصولية الدينية، التي نشأ منها حزب اليمين المتطرف “نوعم”. ادعاءات عادية من النوع “ليس في ساحتي الخلفية” بشأن المواصلات والمس بالمشهد اهملت بسرعة في صالح ادعاءات عنصرية. كانت ادعاءات اخفيت تحت غطاء أمني، ولكن كانت هذه في الغالب عنصرية واضحة، مثل الاقوال عن “الخوف على بناتنا اليهوديات” و”فليحلوا مشاكلهم عندهم في القرى”.
واضح أن حقيقة ان الارض الاقليمية للخطة توجد “عندهم في القرى”، أي في منطقة حي ام طوبا، وعمليا نحو ثلث حي هار حوما اقيم على اراضي صودرت من ام طوبا، لم تغير في الامر من شيء.
محظور الاستسلام للعنصرية وللخوف من الاخر في كل مكان ترفع فيها الرأس. فقد كان يتعين على السلطات والسياسيين أن يقفوا ضد هذا، وان يشرحوا اهمية الخطة وانعدام شرعية الادعاءات وصد الاعتراضات. ولكن رئيس البلدية ليئون والوزير الكين تبينا كجبانين، لا يتجرآن على الوقوف في وجه مجموعة غير كبيرة ولكن صاخبة من السكان. وبالغ رئيس البلدية حتى اكثر من ذلك فاعلن بانه “لن يؤيد خطة لا يوافق عليها سكان المنطقة”. كل ذلك في الوقت الذي في حالات كثيرة اخرى من خطط البناء، التنمية واقامة البنى التحتية أيد موقف البلدية ضد موقف السكان.
لشدة الفرح، فان قصة الخطة في ام طوبا هي الاستثناء الذي يدل على القاعدة. ففي القدس بخاصة وفي اسرائيل بعامة يوجد المزيد فالمزيد من المجالات المشتركة، حيث يعمل الفلسطينيون والاسرائيليون، ويستجمون معا. هذه مسيرة مباركة وهامة ومحظور المس بها بسبب ضغط سياسي أو انتخابات قريبة. على ليئون والكين أن يستقيظا وان يعلنا بانهما سيواصلان الدفع بالخطة رغم الاعتراضات وفي صالح سكان الحيين.