عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Feb-2019

لنواصل التحول في الحرم - نداف شرغاي
اسرائیل ھیوم
 
الغد- الثورة الھادئة في الحرم، أحد الاماكن الاكثر تفجرا في الشرق الاوسط، وقعت في السنوات الاخیرة بعیدا عن الاضواء. فقد تحققت بالتدریج، بذكاء وبتصمیم، وكانت جیدة للیھود. في غضون سنوات قلیلة ارتفع عدد الزوار الیھود في الحرم سبعة اضعاف فأكثر، وصعد عددھم من نحو 5 الاف في السنة، إلى أكثر من 35 ألفا في العام 2018.
ھذا قلیل جدا مقارنة بملایین المسلمین ومئات الاف السیاح الذین یؤمون في كل سنة المكان الاكثر قدسیة للشعب الیھودي، والثالث في قدسیتھ للاسلام. ولكن ھذه بدایة متواضعة ومھمة لا مثیل لھا لإصلاح ظلم تاریخي ودیني متواصل، أقصى الیھود عن الحرم. حكومات سابقة، ولا سیما وزراء شرطة وقادة لواء سابقین في القدس، حرصوا على ابقاء الظلم لنحو یوبیل من السنین.
لقد كان مھندس التحول في موقف الشرطة من زیارات الیھود إلى الحرم ھو قائد لواء القدس في
الشرطة اللواء یورام ھلیفي، ومن منحھ الحبل السیاسي كان وزیر الامن الداخلي جلعاد اردان.
كثیرون من اسلافھما رأوا في زیارات الیھود إلى الموقع المقدس مصدر ازعاج وخطر وحرصوا على تقلیصھا وفرض المصاعب علیھا قدر الامكان. فقد كانوا یتمسكون بتزمت بقسم واحد من الوضع الراھن، كان یحظر على الیھود الصلاة في الحرم وتجاھلوا على نحو استعراضي لجزئھ الثاني: الإذن الذي اعطي للیھود لإجراء الزیارات ھنا.
لقد دعا وزیر التاریخ إلى الولایة المشتركة معا یورام ھلیفي وجلعاد اردان، خریجي التعلیم الدیني- الوطني في القدس، واللذین تجرآ على تحدي الجمود الفكري الذي رأى في كل مؤشر یھودي في الحرم خطرا. وكان اسلافھما وصفوا كـ ”تھدید“ اتساع الفتوى الحاخامیة التي تسمح بزیارة الیھود إلى الحرم؛ ھلیفي واردان رأیا فیھا فرصة. حین قال ھلیفي قبل أكثر من سنة ان ”اعداد الحجاج إلى الحرم تضاعف نفسھا“، بل ودعا الیھود ”تعالوا إلى الحرم“، فقد عبر عن فكر صھیوني وسیادي بالذات في المكان الذي توجد فیھ الصھیونیة والسیادة في انسحاب دائم منذ حرب الایام الستة.
لقد أدى تغییر الفكر إلى أن اصبح الحرم اخیرا ”في ایدینا“ قلیلا، بشكل حقیقي، ولیس كشعب.
فللتواجد الیھودي المتجدد في المكان، الذي كاد یكون ”نظیفا“ من الیھود على مدى یوبیل من السنین، یوجد معنى بعید الاثر. فمنذ 1967 یستخدم المسلمون التغیب المدني الیھودي عن الحرم لتثبیت ادعائھم بانھ ملكھم الحصري. اما الیوم فقد تقلصت قاعدة الحقائق لھذا الادعاء، وینبغي الامل في أن تتقلص أكثر فأكثر. وان یستوعب مواصلو درب ھلیفي واردان أھمیة التغییر وان یسمحوا باستمراره.
لقد منح ھلیفي الزوار الیھود لاول مرة الاحساس بانھم لیسوا ”غرباء“ أو ”خطیرین“ ھناك.
وأقیمت آلیة حوار وتنسیق بین الشرطة وبین منظمات الحرم، و ”روح القائد“ تسللت إلى المیدان. فشرطة الحرم، الذین كانوا من قبل یصعبون الامور على الزوار الیھود، بدأوا یبشون لھم الوجھ وحولوا الزیارة من كابوس إلى تجربة نفسیة مقبولة على العقل. لم ترفع كل القیود، ولكن زیارات الیھود إلى الحرم الیوم حرة اكثر مما كانت في أي وقت مضى منذ حرب الایام الستة.
كما أن اردان وھلیفي قادا المسیرة التي في اطارھا ابعد عن المكان – وبعد ذلك اخرج عن القانون – رجال الجناح الشمالي للحركة الاسلامیة وحركاتھا المتفرعة: المرابطین والمرابطات.
فھؤلاء عرقلوا على مدى السنین زیارات الیھود الحرم وحاولوا منعھا في ظل التحدیات والاستفزازات التي لا تنقطع. الآلاف وصلوا بالتسفیر المنظم من المثلث ومن الجلیل، بل واثیبوا مالیا: آلاف الشواكل للفرد في كل شھر. بعضھم، ھكذا تبین لاحقا، خططوا حتى لعملیات ارھابیة كانت تستھدف المس بعادة الزیارات إلى الحرم.
ان على من سیحل محل ھلیفي واردان ان یواصلا التحول. فالحظر على الیھود للصلاة في الحرم ھو ”حلیب“ سكبھ موشیھ دایان بعد حرب الایام الستة؛ ھذا ظلم یصرخ إلى السماء ولكن مشكوك ان یكون ممكنا اصلاحھ الیوم. ان ما تبقى للشعب الیھودي في الحرم من زیارات حرة بالمكان الاكثر قدسیة لھ، ھو الحد الادنى المطلوب. فقد فھم ھلیفي واردان عظمة الساعة، وینبغي أن نطالب بان یستمر التغییر التاریخي في المستقبل أیضا.