عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jul-2020

صدور كتاب «الطفل في الشعر الفلسطيني» للدكتورة عالية صالح

 

عمان - الدستور- صدر عن دار جليس الزمان في عمّان/ الأردن، كتاب «الطفل في الشعر الفلسطيني» للأستاذة الدكتورة عالية صالح، ويقع الكتاب في 276 صفحة من القطع الكبير. ويرصد الكتاب صورة الطفل في الشعر الفلسطيني من 1948-1984، معتمدا على مفاصل سياسية مرت بها القضية الفلسطينية. ويشتمل الكتاب على: مقدمة، وثلاثة فصول لثلاث مراحل زمنية:
 
المرحلة الأولى: 1948-1966 وأبرز شعرائها: راشد حسين، فدوى طوقان، هارون هاشم رشيد، معين بسيسو، محمود درويش. وظهرت الطفولة في هذه المرحلة، عاجزة، حزينة، متألمة، متسائلة مصدومة بالواقع الجديد. وظهر الكبار غير واعين عليها، فوصفوها وصفا خارجيا. وتدرجت من الحزن اليائس إلى الحزن المتمرد .
 
المرحلة الثانية الممتدة من عام 1967-1975 وهذه المرحلة تنقسم إلى قسمين: مرحلة الهزيمة، وما قبلها،
 
ما قبلها: الإعداد لمواجهة الهزيمة، ثم مرحلة الهزيمة التي أدت إلى الارتداد على الذات ومحاكمة الطفولة، وقد نجم عن الهزيمة إحساس بفقدان الطفولة، وولادات معذبة، وموتعدد كبير من الأطفال، وسرقة الأعياد، وألعاب الطفولة، والتحاق الأطفال بالعمل مبكرا.
 
مواجهة الهزيمة: وتمثلت في البحث عن طرق فاعلة في التربية والتعليم، ومحاكمة الموروث الثقافي الحكائي، وتقبل التغيير الذي أصاب الأدوار في العلاقات الأسرية، وإعطاء أهمية أكبر للطفل،لأنه؛ المستقبل المرجو للتغيير، فأصبح للطفل دور في المقاومة، وأصبح شبلا في مخيمات الشتات، ومقاوما مواجها داخل الوطن المحتل. وتحولالارتداد على الذات إلى تخطيط لمستقبل حالم بطفولة سعيدة، وحاز الطفل على مساحة كبيرة من الاهتمام. ومن أبرز شعراء المرحلة: سميح القاسم، عبد اللطيف عقل، علي الخليلي، وليد سيف، محمود درويش، علي فودة، فدوى طوقان.
 
المرحلة الثالثة: الممتدة من 1976-1984
 
ظهرت الطفولة في هذه المرحلة قوية مقاومة واعتمدت فيها المقاومة على الحجارة، لذلك أستطيع أن أسميها مرحلة الحجارة. كذلك كثرت القصائد التي تتحدث عن الموت اليومي الذي يحدث للطفل الفلسطيني هذا الموت الذي أصبح عنوانا نضاليا وامتدادا للحياة وبعثا جديدا.وأبرز شعرائها: سميح القاسم، عبد اللطيف عقل، أحمد دحبور، إبراهيم نصر الله، خليل توما.
 
وخلصت الدراسة إلى:
 
1. كثافة صور الموت والقتل والدم في كل مراحل الطفولة وموضوعاتها حتى في التهليلات وأغاني الطفولة.
 
2. الاستعارات والصور الفنية التي تتحدث عن الطفل، منتزعة من البيئة المحلية التي يتماهى بها الإنسان مع الطبيعة ومخلوقات البيئة.
 
3. تكرر ظهور كلمة الطفل والطفولة في القصائد والمقطوعات الواردة في الدراسة مشبها أو مشبها به، أو استعارة مفردة أو مركبة أو استرجاعا سرديا لذكريات .
 
4. بعد النكبة أصبح الطفل ينعت بلاجىء، نعت تحقيري واصم ، ثم بعد صعود العمل الفدائي استطاع الطفل أن يحصل على لقب شبل وزهرة، وطفل الآر.بي. جي. وطفل الحجارة ، وهذه المسميات نجمت عن الأدوار التي اضطلع بها الأطفال.
 
5. سيطرت صور الألم التي تضعف الإنسان وتفت في عضده على المرحلة الأولى، وبعد انطلاق الثورة الفلسطينية سيطرت صور القوة والمقاومة والمواجهة. لكن جميع صور المراحل معمدة بالدم والتضحية والفداء، فالدم في الطعام، والشراب، وفي الحياة، والموت، بحار من الدم يخوض فيها الطفل الفلسطيني.
 
6. أظهرت القصائد العلاقات الأسرية المعنية بالأطفال وصلات القرابة، فكأنها رد على الذين عملوا وسعوا لتفكيك بنية المجتع الفلسطيني بتشريده. وعى الأقارب على أهمية تقوية صلاتهم بامتداهم المستقبلي في الشتات، توجهوا بقصائدهم/ رسائلهم إلى الأطفال لأن الأطفال استطاعوا أن ينتزعوا مكانة متقدمة في الأسرة وفي المجتمع، فتوجهت الأنظار إليهم، وعلا صوتهم، ورصدت أفعالهم النضالية. ووجهت لهم الكثير من القصائد/ الرسائل من الأب والأم والجد والخالة والعم.
 
7. ظهر الطفل السائل المحاكم الذي يحاكم أباه على فعل الخروج، هذا الطفل الذي ولدت طفولته مع بداية مأساة شعب كامل.
 
8. اختلفت صور استرجاع الطفولة بين الأجيال الفلسطينية، فالتي ولدت داخل فلسطين وعاشت طفولتها في فلسطين تسترجع لذاتها، وتسترجع لأطفالها ولأحفادها لتحفر ذاكرة وطن لا يشبه المخيمات.ممتلىء بالرموز والتفاصيل الريفية والجبلية والمدنية والبطولات والأعراس، فصار لكل طفل فلسطيني «فلسطينه الخاصة» التي يحلم بها ويجابه بها عيش المخيم.»جميلة، مليئة بالأشجار، بدون أكواخ بيوتها واسعة واسعة. الكل يأخذ من الكل، بلا طوابير تموين وبلا شوارع ضيقة، ورائحتها مثل رائحة الياسمين وأزهار اللوز والبرتقال.
 
9. راوحت القصائد بين القص والحوار والسرد والتقرير، واستخدام التراث الطفولي من حكايات وتهاليل، وأهازيج وأمثال.
 
10. تعددت الصور وتنوعت بين التقليد والتجديد، وبين البسيط والمركب، وأوجد شعراء تراكيب لغوية خاصة بالطفولة، واستخدمت الطفولة رمزا.