عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-May-2022

مطالبة أميركية لـ”ف. بي. آي” بالتحقيق في استشهاد أبو عاقلة

 الغد-نادية سعد الدين

 في موقفين متزامنين بالغي الأهمية؛ تعالت أصوات من داخل الكونغرس الأميركي، أمس، لمطالبة مكتب التحقيقات الفيدرالي “الإف. بي. آي”، في الولايات المتحدة الأميركية، بالتحقيق في مقتل الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأميركية، مثلما دعت أيضاً إلى الاعتراف “بنكبة فلسطين” باعتبارها جريمة.
جاء ذلك تزامناً مع قيام موقع “بيلينغكات” الاستقصائي البريطاني الشهير بنشر تقرير دحض فيه الرواية الإسرائيلية عن واقعة استشهاد أبو عاقلة، كاشفاً بالأدلة عن تورط جنود الاحتلال باغتيالها، بينما ما تزال الدعوات تتوالى من قبل حكومات غربية وعربية ومنظمات حقوقية وأعضاء في برلمانات العالم لإجراء تحقيق دولي شامل في اغتيالها، يوم الأربعاء الماضي.
وعلى وقع أجواء التوتر والغليان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ قاد الحاخام المتطرف “يهودا غليك”، اقتحام المستوطنين الجماعي للمسجد الأقصى المبارك، مما أدى إلى تعميق الاحتقان في القدس المحتلة، نظير تصدي المصلين لعدوانهم لحماية الأقصى والدفاع عنه.
في حين طالبت منظمة التحرير الفلسطينية باجتماع أممي عاجل لإدانة تكرار اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنازة الشهداء، كما حدث مساء أول من أمس مع جنازة الشهيد الفلسطيني وليد الشريف، داعية مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ لاتخاذ موقف حاسم من جرائم الاحتلال ضد جثامين الشهداء والمشيعين.
فيما نددت القوى والفصائل الفلسطينية باعتداء قوات الاحتلال على مشيعي جنازة الشهيد الفلسطيني، إذ أكدت حركة “حماس” إنه “إرهابٌ صهيوني سيقابل بمزيد من الصمود والتحدي والمواجهة المفتوحة”.
وقالت الحركة، في تصريح أمس، إن “اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على جماهير الشعب الفلسطيني في القدس، الذين خرجوا في تشييع جثمان الشهيد الشريف، وقمعهم واستهدافهم بالرصاص الحي، وإصابة العشرات منهم، هو جريمة تفضح إرهاب العدو، وانتهاكاته لكل القوانين والأعراف والشرائع”.
وبالمثل؛ قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، إن “جريمة لا تغتفر”، ومحاولات يائسة تعكس عمق الفشل والعجز الذي وصل إليه المشروع الصهيوني”، داعياً إلى تصعيد المقاومة والمواجهة مع عدوان الاحتلال.
وفي الأثناء؛ أفاد موقع “إنترسبت” الأميركي، نقلاً عن مصادر أميركية مطلعة، بأن رسالة في الكونغرس الأمريكي تطالب “الإف بي آي” بالتحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية الشهيدة أبو عاقلة، كما تطلب من وزارة الخارجية الأمريكية تحديد ما إذا كان مقتل صحفي أمريكي في أراض محتلة ينتهك القوانين الأمريكية.
تزامن ذلك مع تقديم عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، مشروع قرار للكونغرس للاعتراف بالنكبة الفلسطينية باعتبارها جريمة كارثية لا تزال آثارها متواصلة على الفلسطينيين حتى اليوم.
ويعترف مشروع القرار بالطرد الجماعي للفلسطينيين العام 1948، وقضية اللاجئين الفلسطينيين، ودور الولايات المتحدة في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
ويدعو القرار إلى اعتراف الكونغرس بالنكبة، وإحياء ذكرى النكبة من خلال الاعتراف الرسمي والتذكير بها كل عام، مثلما يطالب برفض “الجهود المبذولة لتجنيد أو إشراك أو ربط حكومة الولايات المتحدة بإنكار النكبة”، ويشجع على” التثقيف والفهم العام لحقائق النكبة”، وباستمرار دعم الأونروا عبر “دعم تنفيذ القرارات المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
في غضون ذلك؛ نشر موقع “بيلينغكات” الاستقصائي البريطاني الشهير تقريراً فند فيه رواية الاحتلال عن واقعة استشهاد أبو عاقلة، وكاشفاً فيه عن حيثيات وشواهد تشير إلى تورط جنود الاحتلال في قتلها، استنادا إلى تحليل عدد من التسجيلات التي بثت من مكان الحدث.
وقال الموقع، إن مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في الكشف عن بعض حيثيات قتل أبو عاقلة، حيث سارع المسؤولون الإسرائيليون إلى نفي التهمة عنهم وإلصالقها بالمسلحين الفلسطينيين، مما ثبت خطأه لاحقاً، حينما اعترف أحد أفراد الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الهجوم، إلا أنه زعم بأن مقتلها كان عرضياً وغير مقصود.
وحسب الموقع، فإن شهود عيان، بمن فيهم صُحفيون كانوا موجودين لحظة استشهاد أبو عاقلة، قالوا إن جنود الاحتلال الإسرائيلي فتحوا النار عليهم دون سابق إنذار وأنهم اُستهدفوا عمدًا كصحفيين.
وفند الموقع مضمون تقرير جيش الاحتلال الذي أشار إلى إمكانية وجود مسلحين بين الجنود وأبو عاقلة وأن رصاصة جندي إسرائيلي أصابت الصحفية عن طريق الخطأ. ومع ذلك، لا توجد لقطات فيديو لأي مسلحين آخرين في هذا الشارع بين جيش الاحتلال والصحفيين، كما أن جميع الشهود والصحفيين الموجودين في مكان الحادث لم يروا أو أغفلوا ذكر وجود أي من هؤلاء المسلحين على طول الطريق الضيق الذي يفصلهم عن الجنود الإسرائيليين.
كما أن موقع المسلحين الذين صُوروا في مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كانوا إما أبعد بكثير عن أبو عاقلة مما كانت عليه قوات الجيش الإسرائيلي، أو أنهم في وضع لا يسمح لهم برؤية موقعها أو استهدافها.
وقال الموقع أنه في أعقاب استشهاد الصحفية، سعى بعض المعلقين الإسرائيليين إلى لفت الانتباه إلى عدة مقاطع فيديو تزعم أنها تظهر مسلحين يطلقون النار على أهداف غير مرئية في جنين، زاعمين في البداية بأن مقتل أبو عاقلة جاء نتيجة ذلك، لكن تحليل اللقطات يدحض هذه الادعاءات.
وأفاد بأن الأدلة تثبت بأن الفيديو الذي ظهر فيه المُسلح النار يبين موقعه في زقاق يبعد حوالي 270 مترًا عن الموقع الذي قُتلت فيه أبو عاقلة، كما أن الزقاق نفسه الذي كان المسلح يطلق النار عليه ينتهي بجدار وليس بالمكان الذي أصيبت فيه أبو عاقلة، مما يعني أنه لا يمكن أن يكون مطلق النار الذي شوهد في هذا الفيديو هو قاتل أبو عاقلة، كما زعمت حكومة الاحتلال، بينما كان موقع الجيش الإسرائيلي يبعد حوالي 100 متر من المكان الذي تم فيه إطلاق النار على أبو عاقلة.
إلى ذلك؛ قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن “الحاخام المتطرف، “يهودا غليك”، قاد اقتحام عشرات المستوطنين، أمس، لساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بينما تواصل سلطات الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم”.
وأوضحت أن “المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، فيما قام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة”.
تزامن ذلك مع دعوة زعيم ما يسمى منظمة “لاهافا” المتطرفة “بنتسي غوفشتاين” المستوطنين للاشتراك في “مسيرة الأعلام” السنوية المقررة نهاية الشهر الجاري داخل البلدة القديمة من القدس المحتلة، وهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي الأثناء؛ اصيب العشرات من الفلسطينيين بجروح بليغة وبحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، أثناء اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت تجاه الشبان الفلسطينيين، خلال مواجهات عنيفة، مما أسفر عن إصابة العشرات منهم واعتقال العديد منهم في مدينة القدس المحتلة، وأنحاء مختلفة من الضفة الغربية، عقب مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها.