عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2019

رفات جندي - حسن البراري
الغد- لیس من قبیل المصادفة أن تستعید إسرائیل قبل ستة أیام فقط من انتخابات الكنیست رفات الجندي زخاري باومیل الذي قتل على أیدي القوات السوریة في منطقة السلطان یعقوب اثناء العدوان الإسرائیلي على لبنان العام 1982 ،كما أنھ لم یكن من قبیل الصدفة أن تقدم إدارة ترامب الجولان ھدیة لنتنیاھو قبل أسابیع قلیلة من الانتخابات. فنتنیاھو الذي یعاني في الانتخابات إذ تشیر استطلاعات الرأي بأن فوزه في الانتخابات لیس مضمونا بعد أن تمكن الجنرالات الأربعة في تحالف أزرق وأبیض من تشكیل جبھة مؤثرة في الانتخابات. لا یمكن فھم الھدیة التي قدمھا الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین لنتنیاھو بإعادة رفات الجندي القتیل ولا ھدیة الجولان التي قدمھا الرئیس دونالد ترامب إلا في سیاق السعي الحثیث لتعزیز فرص نتنیاھو وتشتیت الانتباه داخل إسرائیل عن إخفاقات نتنیاھو، فضلا عن فضائح فساده التي طالتھ وطالت زوجتھ في الفترة الأخیرة.
استطلاعات الرأي الأخیرة التي سبقت الإعلان عن عودة رفات زخاري باومیل – وآخرھا الاستطلاع الذي أجرتھ صحیفة ھآرتس تفید بتفوق الیمین بـ 67 مقعدا مقابل 53 لبقیة الأحزاب الوسط والیسار والفلسطینیین. فحتى لو تراجع اللیكود لصالح قائمة ابیض وأزرق بقیادة غانتس فإن الشخص الوحید المؤھل لتشكیل الحكومة القادمة سیكون نتنیاھو. ومن الجدیر بالذكر أن الحزب الذي یفوز بأكثریة المقاعد قد لا یتمكن من تشكیل ائتلاف حاكم وتاریخ إسرائیل مليء بالأمثلة.
واضح تماما أن بنیامین نتنیاھو تمكن من التوصل إلى تفاھمات استراتیجیة واضحة مع الرئیس بوتین – حلیف بشار الأسد. وما الاعتداءات الإسرائیلیة على سوریة واستھداف سلاح الجو الإسرائیلي للأھداف العسكریة الإیرانیة داخل سوریة إلا دلیل واضح على التفاھم بین بوتین ونتنیاھو. ولیس واضحا لغایة الآن إن كان الرئیس بشار الأسد مطلعا على خطة بوتین لتسلیم رفات الجندي القتیل. فشعارات محور ”المقاومة والممانعة“ تفید بأن الرئیس الأسد ینبغي ألا یوافق على مثل ھذه الخطوة التي تخدم نتنیاھو بالانتخابات.
الأجواء الاحتفالیة التي رافقت استعادة رفات الجندي تحرج نظام الأسد، فخطوة الرئیس بوتین في تقدیم ھذه الھدیة أحرجت نظام الأسد وأصابت مناصریھ. ومما لا شك فیھ أن العملیة برمتھا تشكل انتھاكا لسیادة سوریة التي تتصرف بھا روسیا وكأنھا مستعمرة، فالطریقة التي طوقت بھا مجموعة من القوات الروسیة مخیم الیرموك والطلب من القوات السوریة الخروج من مخیم الیرموك للبحث عن رفات الجندي تعبر عن عدم احترام روسیا لحلیفھا الأسد. وحتى یتجنب الاحراج یدعي نظام الأسد أن لا علم لھ بالعملیة وأنھا تمت بتعاون الإرھابیین مع الموساد!
تصریحات منقولة عن بوتین تكذب ما تقولھ المصادر السوریة الرسمیة، فالمسألة لیست متعلقة
بتعاون إرھابیین مع الموساد، فالرئیس بوتین قالھا بصراحة أن البحث عن الرفات لم تكن سھلة في إشارة واضحة بأن قواتھ ھي من قامت بھذه العملیة. كما أن بوتین أخبر نتنیاھو بأنھ من الضروري أن تتمكن عائلة القتیل زیارة قبره.
اللافت أن كل الھدایا التي یتلقاھا نتنیاھو في موسم الانتخابات ھي على حساب العرب وتحدیدا
سوریة، وھذا الاستسھال في استرضاء نتنیاھو على حساب العرب لھ أسبابھ، فلو كان للأنظمة العربیة الوزن المطلوب في السیاسة الدولیة لما أقدم بوتین على خطوتھ الأخیرة ولما قام ترامب بإھداء القدس والجولان لنتنیاھو. كتبت وغیري عن ضرورة أن یقوم الجانب العربي برفع الكلفة على من یقف مع إسرائیل على حساب الحقوق الواضحة التي یقول الجانب العربي بأنھ یتمسك بھا ویعتبرھا خطا أحمر، لكن وكما یقال اسمعت لو نادیت حیا ولكن لا حیاة لمن تنادي.