الدستور
..نعم هناك خطاب إعلامي خاص جدا لمرحلة «كورونا» التي تجتاح العالم، ومن لا - أو ولم - يلحظ ذلك فعليه مراجعة المشهد، لانه اذا كان هناك من «إيجابيات» لمرحلة كورونا، وبالتأكيد لكل شيء خلقه الله إيجابيات وسلبيات - فهو اعادة أهمية دور الاعلام وخصوصًا في ظل جائحة كورونا.
فعبر وسائل الاعلام تم كشف «الطابق» عن بدايات الجائحة في « ووهان الصينية « نهاية العام الماضي، ولا تزال الحرب الاعلامية بين الصين والولايات المتحدة سلاحها الاعلامي اصرار الرئيس ترامب على وصف الجائحة «بالوباء أو الفيروس الصيني».
الاعلام لعب دورًا مهمًا في جميع دول العالم بالتوعية والارشادات والقرارات لمواجهة الجائحة، ولا يزال الناس يتسمّرون أمام شاشات التلفزة لمتابعة الموجز اليومي لحالات الاصابات محليًا.. وحتى اقليميًا وعالميا.
..بالمناسبة، ولكل من راهن على أن الجائحة ستطيح بالاعلام الورقي فقد أثبتت الدراسات أن الاقبال على «الصحافة الورقية» في مدينة نيويورك الاكثر تعرضا للاصابات في الولايات المتحدة زاد بنسبة ( 8 % ) مع بدايات الجائحة انطلاقا من مصداقية الصحف الورقية ودقتها.
أعود فأقول أن الخطاب الاعلامي في «مرحلة كورونا» تم توظيفه اقتصاديًا وسياسيًا في معظم دول العالم ولذلك امتاز الخطاب الاعلامي بالدقّة - في معظم الاوقات - لأن الاعلام سلاح العصر هناك من يتقن توجيهه لتحقيق انتصارات وهناك من يرتد عليه فيحدث خروقات تحتاج الى مزيد من مضادات «الباتريوت» لتقليل الاصابات. الدليل على ما أقول (عالميا) أن من كان يصر على تولي اعلان «الموجز اليومي» للاصابات في أكبر دولة في العالم هو الرئيس الامريكي دونالد ترامب شخصيًا وحوله يقف نائبه ورئيس هيئة الاركان ووزيرة الصحة وخبراء الولايات.. بحيث تم توظيف الموجز اليومي «انتخابيًا» في الحملة التي يقودها الرئيس ترامب «الجمهوري» ضد «الديمقراطيين»، ولا تزال «كورونا» كلمة السر في الانتخابات الامريكية المقبلة في الثالث من الشهر المقبل، والتي قد تؤدي لنجاح ترامب في حال أعلن عن لقاح ( مخبّأ ) حتى هذه اللحظة الانتخابية الحاسمة، وربما تكون الجائحة سببًا رئيسًا في اسقاطه لانه لم يحسن ادارة الأزمة... وسلاح الحرب الانتخابية الامريكية هو (الخطاب الاعلامي الكوروني).
عندنا.. محليًا.. لعب الخطاب الاعلامي الكوروني أهمية قصوى في توعية وتوجيه وارشاد الناس، ولكنه في أوقات بدا مرتبكًا ومشتتًا.. ومؤخرًا بدا متناقضا وتائهًا، الأمر الذي أربك الجمهور وجعله يهاجم التصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا نتيجة كثرة تصريحات « الخبراء « وتناقضها، مع ادراك كثير من الجمهور الواعي - بالمناسبة - أن « الخبراء « يتحدثون عن جائحة لا تزال مجهولة في كثير من تفاصيلها، وكل ما يصرح به لا يلبث وأن يطوى، والامثله كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر : (بنشف وبموت في الصيف - من يصاب به يكتسب مناعة -..وكان آخرها : امكانية انتقاله الى المياه الجوفية !).. باختصار : علينا الانتباه أكثر لخطابنا «الإعلامي الكوروني»..في مرحلة لا تحتمل الخطأ لا في التصريحات ولا القرارات المتناقضة !