عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2019

احياء سباق التسلح من جديد - بول كريغ روبرتس
 - «انفورميشن كليرنغ هاوس»
ان المحادثات التي جرت في مدينة بكين خلال 30 و31 من شهر كانون الثاني ما بين واشنطن وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة قد اخفقت على ما يبدو في الحفاظ على الالتزام بمنع انتشار الاسلحة النووية متوسطة المدى. فقد تمسكت واشنطن بموقفها الصارم تجاه الانسحاب من الاتفاق التاريخي الذي ابرمه كل من السيد ريغان والسيد غورباتشوف من اجل تدمير جميع الصواريخ النووية متوسطة المدى على الارض. هذا الانسحاب الاميركي من اتفاقية الحد من الاسلحة النووية يتبع انسحاب نظام جورج بوش الابن/ تشيني من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية. في حقيقة الامر، ومنذ ادارة الرئيس كلينتون، اسهم كل رئيس للولايات امتحدة في تدهور الثقة ما بين القوتين النوييتين العظمتين. 
ان معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى لا تتعلق بالامن الاميركي. انها تحمي اوروبا من الصواريخ الروسية وتحمي روسيا من الصواريخ الاميركية المنتشرة في اوروبا. اعلان ترامب بانه يحل نفسه من المعاهدة يخبر الروس بانهم سيواجهون صواريخ على حدودهم لن تسمح لهم بوقت كاف للرد. لا بد ان الاوروبيين فقدوا عقولهم لمجاراة مثل هذا الامر لانهم سيستهدفون بالمقابل من روسيا، لكن الاوروبيين اتباع لواشنطن. 
منذ ان أخل كلينتون بوعد واشنطن بالا تحرك الناتو صوب الشرق، ادركت روسيا ان واشنطن تسعى الى كسب افضلية عسكرية على روسيا. ومع انسحابه من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، اخبر نظام جورج بوش الابن روسيا ان واشنطن تنوي نيل قصب السبق من خلال تشييد درع صاروخي يلغي فاعلية القدرات الروسية اذا ما ارادت الثأر، وبالتالي اخضاع روسيا للابتزاز النووي. 
وقد ردت روسيا بصواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات تفوق سرعتها سرعة الصوت ولا يمكن اعتراضها بحيث باتت تتمتع اليوم بتفوق نووي على اميركا، لكنها لا تستغله. ويتمثل الرد الاميركي في تمزيق معاهدة الحد من الاسلحة النووية متوسطة المدى ووضع صواريخها من جديد بمحاذاة الحدود الروسية.