عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jan-2025

حماس تجتهد لإظهار سيطرتها في غزة

 الغد-هآرتس

عاموس هرئيل    26/1/2025
 
صور المراقبة للمخطوفات الأربع وهن عائدات إلى ديارهن من أسر حماس في القطاع، أثارت أول من أمس الانفعال الكبير في إسرائيل. المجندات الخمسة المخطوفات – الخامسة غام برغر، يمكن أن تعود يوم السبت المقبل– أصبحن من الرموز الأكثر بروزا لمذبحة 7 تشرين الأول (اكتوبر). الموقع العسكري ناحل عوز الذي تم اختطافهن منه وقتل فيه 53 جنديا ومجندة، كان ساحة فشل عسكري صارخة. الجيش الإسرائيلي استعد فيه بشكل معيب للدفاع عنه (مثلما على المستوطنات المحيطة به)، وتجاهل تحذيرات المراقبات عن نشاطات استثنائية لحماس قبل الهجوم، وأبقى فيه معظم المجندات من دون سلاح، على بعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع القطاع وتأخر في تقديم المساعدة للمعسكر الذي تمت مهاجمته، مثل الكيبوتسات القريبة. حتى نشر التحقيق عن تسلسل المعركة في الموقع يتأخر، لأن نشر الحقائق غير مريح للجيش.
 
 
من أجل إضافة خطيئة إلى الجريمة، فقد عالجت الدولة بشكل بطيئ جدا قضية المفاوضات لإعادة المخطوفين. وحسب عدد كبير من رجال الأمن الذين كانوا مشاركين في المفاوضات، فإنه كان يمكن التوصل إلى الاتفاق في الصيف الأخير، بشكل كان سيوفر حياة ثمانية مخطوفين على الأقل، ناهيك عن عشرات الجنود الذين قتلوا في هذه الفترة في المعارك في القطاع. في دولة أخرى كان رئيس الحكومة سيأتي إلى مستشفى فلنسون أول من أمس ويطلب العفو من الفتيات الأربع الشجاعات، ومن أبناء عائلاتهن، اللواتي اجتزن مرحلة الأسر. بدلا من ذلك، فإن نتنياهو وأعضاء في الائتلاف، الذين البعض منهم خلافا له حتى صوتوا ضد الصفقة، يتنافسون في وضع التاج على رأسهم لإعادة المجندات إلى الديار، ومكتب رئيس الحكومة يستخدم الضغط المعتدل على آبائهن كي لا ينسوا شكر زوجته التي توجد في مكان غير معروف.
عودة المراقبات الأربع ليست نهاية القصة. فهناك 90 مواطنا وجنديا آخرين في أسر حماس في القطاع، نصفهم كما يبدو ما يزالون على قيد الحياة. هذا سيتحول إلى أحد الطقوس في يوم السبت. ففي نهاية الأسابيع المقبلة، يتوقع أن تكون النبضات في المرحلة الأولى، حيث ستتم إعادة المخطوفين في مجموعات صغيرة جدا.
في بث مطول في الاستوديوهات، أثنى المشاركون على قدرة صمود المجندات الأربع، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها الآباء لإطلاق سراحهن، وعلى عشرات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج. ليري الباغ، إحدى المحررات، قالت أول من أمس: "إنها لم تكن لتصمد في الأسر من دون المعرفة بأنهم يعملون من أجلها". هذا رد خالد لمراسلي اليمين الذين قاموا بتوبيخ بشكل دائم المحتجين بذريعة أنهم فقط يساعدون حماس.
لكن يجب الاعتراف بشيء آخر، لم يتم ذكره بشكل كاف أول من أمس، وهو أنه خلال الـ11 شهرا بعد تفجر الصفقة الأولى في كانون الأول (ديسمبر) 2023، قمنا بإجراء نقاشات عبثية في مسألة متى وهل سيتم تحرير المخطوفين. نتنياهو والحكومة وعدوا العائلات بالعمل، لكنهم فعليا أفشلوا المحادثات بمساعدة حماس. فقط فوز ترامب في الانتخابات الأميركية للرئاسة أخرج عربة المفاوضات الغارقة من الوحل. وفقط استمرار تصميمه مكن من تحرير المخطوفين الآخرين، رغم كل العقبات الموجودة في الطريق. نتنياهو يتوقع أن يسافر في الشهر المقبل إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب. من المؤكد أنه يأمل بوقف الصفقة بعد انتهاء المرحلة الأولى وعدم استكمالها.
توجد عقبة أداء واحدة سبق أن وضعت في نهاية الأسبوع. فحسب الاتفاق الأصلي كان من شأن اربيل يهود أن تكون ضمن قائمة المحررين (كيبوتس نير عوز)، في إطار تعهد حماس بإطلاق سراح النساء المدنيات قبل المجندات. حماس بدأت في وضع العقبات، حيث كان الادعاء الرئيسي هو أن يهود توجد لدى فصيل مرتبط بالجهاد الإسلامي، لذلك فإنه يصعب ضمان تحريرها على الفور. في النهاية إسرائيل وافقت على تحرير المجندات الأربع من دون يهود. ولكن على الفور بعد عودتهن إلى البلاد أعلنت إسرائيل أنها ستؤخر فتح ممر نتساريم أمام مرور الغزيين إلى شمال القطاع.
أول من أمس بعد الظهر، كان تجمع للفلسطينيين في جنوب ممر نتساريم بانتظار فتحه. حماس سارعت إلى الإبلاغ أن يهود على قيد الحياة، وأنه سيتم إطلاق سراحها يوم السبت المقبل. إسرائيل تستمر في الضغط بهدف الحصول على إشارة على حياتها وتبكير عودتها قبل يوم السبت. من المهم عدم التنازل عنها، لكن من الأفضل الانتباه كيف أن إسرائيل لا تفشل الصفقة. يهود، يجب الذكر، كان يمكن أن تعود في الصفقة السابقة قبل سنة تقريبا، لكن في حينه المفاوضات تفجرت.
حماس حاولت أول من أمس، جعل تحرير المخطوفات استعراضا للقوة. في هذه المرة تجمع في وسط غزة عدد أكبر من المسلحين الملثمين، وجمهور واسع كان يحيط بهم مقارنة مع إطلاق السراح السابق. تواجد حماس المسلح في أرجاء القطاع يدل على أنها تصمم على إظهار التعافي والسيطرة من جديد على الصلاحيات المدنية والعسكرية في كل القطاع. يبدو أن الكثير من المسلحين لم يشاركوا في المعارك مع الجيش الإسرائيلي للحفاظ على قوة عسكرية لنهاية الحرب وإعادة السيطرة. تصميم إسرائيل على عدم السماح لأي بديل سياسي بالظهور في المكان، يسهل على حماس أن تملأ الآن هذا الفراغ. أيضا يتوقع أن تراكم حماس قوة كبيرة في الضفة الغربية، بعد تحرير عدد كبير من السجناء من الضفة في إطار الصفقة.
أول من أمس، سمح بالنشر في إسرائيل أنه في تشرين الثاني (نوفبمر) الماضي، حاولت حماس خلق الانطباع أن إحدى المراقبات التي تم إطلاق سراحها الآن، دانييلا غلبوع، قتلت في الأسر نتيجة عمليات قصف الجيش الإسرائيلي. هذه المناورة أثبتت إلى أي درجة يوظف هذا التنظيم الجهود في الحرب النفسية. حماس أطلقت سراح المخطوفات الأربع وهن يرتدين الزي العسكري. وهو الزي الذي تم اختطاف المجندات به. هذه هراءات بالطبع، لأن حماس نفسها وثقت المراقبات وهن يرتدين البيجامات الملطخة بالدماء، على الفور بعد اختطافهن وقتل صديقاتهن أمام أعينهن.
القطاع ليس الساحة الوحيدة التي فيها التسويات التي تم التوصل إليها غير ثابتة. اليوم (أمس)، ستنتهي مدة الستين يوما التي خصصت للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في لبنان، التي في نهايتها كان يجب على قوات الجيش الإسرائيلي استكمال انسحابها من جنوب لبنان. عمليا، إسرائيل أعلنت في الأسبوع أن تواجد القوات سيستمر في عدد من المناطق. العملية التي حظيت حتى الآن بالدعم الأميركي يتم تبريرها بالخرق المتواصل للاتفاق من قبل حزب الله، وتأخير انتشار قوات الجيش اللبناني، التي كان يمكن أن تتحمل المسؤولية الأمنية في المنطقة.
عمليا، إسرائيل تتبع خطا متشددا جدا تجاه حزب الله، والجيش الإسرائيلي أطلق النار عشرات المرات على رجال حزب الله ومواقع عسكرية له جنوب وشمال نهر الليطاني. في هيئة الأركان، وبالأساس في قيادة المنطقة الشمالية، تمت التوصية بالبقاء في نقاط سيطرة ومناطق رئيسية شمال الحدود، داخل أراض لبنانية، من أجل حماية المستوطنات في الطرف الإسرائيلي. لكن هذه الخطوة غير متواصلة. منذ الآن توجد المستوطنات، التي قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء جزء من القرى اللبنانية القريبة منها، في حين أنه ما يزال يسيطر على قرى أخرى.
في الجيش الإسرائيلي يستعدون لإمكانية أن يحاول حزب الله المبادرة إلى أحداث جديدة على خلفية بقاء القوات في لبنان. ضمن أمور أخرى، الحديث يدور عن سيناريو إطلاق قذائف أو صواريخ مضادة للدروع على المواقع، إلى جانب محاولة القيام بـ"مسيرات عودة" حاشدة للمدنيين إلى قراهم. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي نشر تحذيرا للسكان بعدم العودة، إضافة إلى ذلك هناك استعدادات خاصة للقوات لصد مثل هذه المسيرات. رجال في الاحتياط يخدمون في لبنان انتقدوا تصميم الجيش على البقاء. حسب أقوالهم، فإن النشاطات في قرى الجنوب التي ما تزال تتواجد فيها القوات محدودة وهي ترتكز إلى مهمات تفجير البيوت بهدف المس بمواقع يوجد شك في أنه تم استخدامها من قبل حزب الله. وقد حذروا من أن الجنود متعبون بعد الخدمة الطويلة في لبنان، وقالوا إن هذا يمكن أن يؤدي إلى التعقيد بسبب البقاء غير الضروري في الأراضي اللبنانية.