عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Nov-2024

وانتم تستمعون للاصوات الداخلية السلبية ....لا تقسوا على أنفسكم
سوشيال ميديا
 
 طروب العارف
 
الشعور بعدم الرضا عن أنفسنا هو موقف يؤججه صوت داخلي سلبي تدعمه مشاعر عميقة الجذور بعدم الكفاءة وانعدام الأمن عبر جوانب مختلفة في حياتنا
هذا الشعور، كما يصفه علماء النفس ، ما هو إلا صراع بين احترام الذات ومشاعر عدم الجدارة .كما إنه الاعتقاد بأننا لا نستحق الحب والأسرة والصداقات والنجاح في حياتنا.
 
 في تفصيل هذه المشاعر ، أنها تكون  مؤلمة ومستمرة عندما نشعر بأننا أقل شأناً من الآخرين. قد تتسبب في ضائقة عاطفية خطيرة في الحالات الشديدة وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى عقدة النقص والى الشك في القدرات والإنجازات، مقارنة بالآخرين.

الأسباب الجذرية لهذا الشعور
ناقشت كارين ستولزنو، دكتوراة، على موقع سيكولوجي توداي الأسباب الجذرية للشعور بعد الكفاءة وعدم الرضا عن النفس وأشارت  الى أنه شعور  يعتمد على قضايا غالبًا ما تكون عميقة الجذور وربما نبعت   من الرفض السابق، أو الفشل، أو النقد، أو العار، أو الإهمال، أو صدمة الطفولة.  
كما يمكن أن تؤدي هذه العقلية أيضًا إلى سلوكيات مزعجة للناس، حيث يسعى المصابون باستمرار إلى التحقق من الآخرين. عن صحة تصرفاتهم  
 
ولم تستبعد الباحثة  أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب في إثارة هذه المشاعر السلبية، فالإدمان عليها يقود إلى تأجيج النقد الذاتي وإجراء مقارنات غير صحية وغير عادلة لأنفسنا مع الآخرين. إن الشعور المزمن بعدم الكفاءة وانخفاض قيمة الذات يمكن أن يجعل الناس حساسين للغاية عندما يحكم عليهم الآخرون ،ما يقودهم إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية أو التنافسية.

التغلب على المشاعر السلبية
 
 معروف علميا انه يَصعُب التعامل مع الشعور بعدم الجدارة. ولذلك  تشير ستولزنو   الى أن من أفضل التقنيات هي التعرف على هذه الأفكار السلبية فور ظهورها وتَعَلمُّ تحديها.  وهذا يعني وجوب أن نتوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين والتنافس معهم، وأن نعامل أنفسنا بلطف وتعاطف مع الذات، ونركز على صفاتنا ونقاط قوتنا الجيدة وذلك لتعزيز احترام ذواتنا والتغلب على الشك الذاتي.
 
وهنا، نصحت الباحثة  من يعانون من هذه الحالة بالتصدي للصوت الداخلي السلبي واستبداله بالإيجابي باستخدام عبارات مثل، "أنا جدير وراضٍ عن نفسي واستحق أن أكون سعيدًا".
قد يكون من المفيد أيضًا قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء المشجعين والداعمين بدلاً من أولئك المحبطين.
 
في الختام، انتهت الباحثة  للإشارة  الى أن كل شيء له سلبيات وإيجابيات. و لذلك  فإن للشعور بعدم الرضا فائدة تتلخص في الكشف عن بعض ميول الكمال في حالة وضع معايير مبالغ فيها لأنفسنا ولا ننجح في تحقيقها. ويقودنا هذا إلى التفاعل مع النقد الذاتي القاسي، وعندها نكون قد اكتسبنا تجربة تفيدنا في أي مواقف مشابهة. 
إن البحث عن العلاج قد يكون مفيدًا للتغلب على هذه المشاعر السلبية، مع ضرورة تَعَلُّم مهارات التحكم العاطفي، وتطوير عقلية صحية توفر الراحة لأنفسنا.