عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

صورة إيران تضررت ويمكنها تحسين مكانتها - عاموس هرئيل

 

هآرتس
 
سلسلة الانفجارات، الحرائق والحوادث الغامضة التي وقعت في الشهر الاخير في ايران تواصل جذب الاهتمام الدولي بها. حتى بافتراض ان غالبية الاحداث مرتبطة بمستوى الصيانة المتدني لمواقع البنى التحتية في الدولة، فإن الاحداث تنعكس على صورة النظام وتمس بالقوة التي يريد بثها لمواطنيه. وسائل الاعلام في الغرب تنسب عددا من الحوادث الى حملة تخريب متعمدة، والتي تقف خلفها اسرائيل وربما الولايات المتحدة –وبهذا تحث بصورة غير مباشرة طهران على القيام برد يوضح انها مصممة على الدفاع عن مصالحها.
الجنرال كانت ماكنزي، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي والمسؤول عن القوات الاميركية في الشرق الاوسط قال في نهاية الاسبوع الماضي لصحيفة الـ”واشنطن بوست” انه ربما تقوم ايران بالرد بعملية ضد اسرائيل. حسب اقواله، فإن ازمة جديدة من الممكن ان تندلع في اعقاب “الهجمات الاخيرة على اجهزة الطرد المركزي لإيران في نتانز ومواقع برنامج الصواريخ. ايران تتهم اسرائيل… تجربتي تقول انهم سيردون”.
في ايجاز توجيهي تلفوني لصحفيين من الشرق الاوسط اضاف مكنزي بأن الاغتيال الاميركي للجنرال الايراني قاسم سليماني في كانون الثاني الماضي خلق ميزان ردع جديد تجاه ايران، ولكن النظام يريد الاحتجاج على ذلك. “ايران ما تزال تطلع لتحقيق هيمنة اقليمية والى اخراج الولايات المتحدة من الشرق الاوسط. ولكنهم يحاولون القيام بذلك دون تجاوز الخط الاحمر الذي حددناه”، أضاف. حسب اقواله فإنه منذ الاغتيال اصبح من الصعب على الايرانيين اتخاذ قرارات، وبلورة سياسة خوفا ألّا يقرؤوا بصورة صحيحة الرد الاميركي المتوقع.
مكنزي ادعى بانه سيكون من الخطأ الشديد من جانب تنظيم حزب الله اذا حاول العمل ضد اسرائيل من لبنان، كجزء من الرد الايراني. “هذا لن ينتهي بصورة جيدة ” قال. في الاسابيع الاخيرة بذلت كما يبدو جهود ايرانية اخرى للقيام بهجمات سايبر ضد اسرائيل استمرارا للهجوم الذي تم احباطه ضد البنى التحتية لمياه في اسرائيل في شهر نيسان من هذا العام. كما ان هذه المحاولات ايضا والتي وجهت ضد بنى تحتية للمياه احبطت.
ايضا في جهاز الامن الاسرائيلي ما يزالون يشخصون وجود حرج معين في ايران في غياب سليماني، والذي يوصف الآن كـ”الاستراتيجي الغائب”. الجنرال، قائد وحدة القدس في الحرس الثوري، كان القوة المحركة خلف النشاط الاستخباراتي لبلاده في كل ارجاء العالم. من حل محله، الجنرال اسماعيل قاءاني، اعتبر كرجل قيادة وتنظيم مرتب ومنظم ولكن ليس كمن يستطيع ان يقود الاستراتيجية الاقليمية لإيران او ان يكتسب لنفسه مكانة عالية جدا في سلسلة القيادة والسيطرة في الدولة بما يتجاوز درجته الاصلية.
سلسلة الاحداث الاخيرة تضع النظام في ضائقة نظرا لأنها تنضم الى اغتيال سليماني والى حادثة اسقاط طائرة الركاب الاوكرانية بالخطأ في سماء طهران (والتي تم اخفاؤها خلال عدة ايام)، والى اضرار وباء كورونا الذي يواصل تفشيه في الدولة والى المشاكل الاقتصادية. من بداية العام سجل هبوطا بحوالي 50 في المائة في قيمة الريال الايراني – حوالي نصفه في الشهر الاخير.
قرارات الحكومة بتقصليص دعم المنتجات الحيوية اثارت غضبا عاما جديدا، وفي الاسبوع الماضي ابلغ عن وقوع مظاهرات احتجاج. الوضع الاقتصادي البائس، في ظل العقوبات الاميركية، حث الحكومة على ان تعيد فتح الاقتصاد، بصورة زادت كما هو متوقع الاصابات بكورونا. مصاعب الموازنة بدورها ادت الى تقليص بالمساعدة الايرانية لحزب الله وللمليشيات الشيعية في العراق ولمنظمات اخرى تشغلها ايران لاغراضها في ارجاء المنطقة.
أضيف لمصاعب النظام حقيقة ان اسرائيل، وحسب تقارير اعلامية اجنبية، زادت في الاشهر الاخيرة هجماتها الجوية في سورية، ضد مواقع متماهية مع الجهد الايراني للتمركز العسكري وتهريب سلاح لحزب الله، في نفس الوقت فإن معلومات استخباراتية حولتها اسرائيل للوكالة الدولية للطاقة النووية -استنادا الى وثائق الارشيف النووي التي سرقت من قبل الموساد في عملية في 2018– ادى الى مطالبة الوكالة الدولية للطاقة النووية لإجراء زيارة لمراقبين لموقعين آخرين اراد الايرانيون اخفاءهما.
د. داليا ديسا – كاي، مديرة مركز سياسات الشرق الاوسط في معهد راند الاميركي، قالت يوم الاحد، في مقابلة لشبكة “سي ان ان” بأن شخصيات كبيرة اسرائيلية تشخص ان ايران معزولة في الساحة الدولية وموجودة في موقف ضعف. حسب اقوالها فإن الاندماج ما بين سياسة الضغط بالحد الاعلى التي تمارسها ادارة ترامب على ايران، وكورونا وموت سليماني تحث اسرائيل لممارسة ضغط خاص بها على النظام.
حسب اقوال ديسا كاي، فان الادارة الاميركية لا تقوم باتخاذ خطوات من اجل كبح العمليات الاسرائيلية وفي الواقع تجعل القيادة في اسرائيل تؤمن بأنه يوجد لديها ضوءا اخضر من ناحية الادارة الاميركية للعمل. لقد قدرت بأنه يوجد امكانية معقولة بأن اسرائيل تقف خلف الانفجار الذي وقع في مصنع اجهزة الطرد المركزي في بداية الشهر –كما ادعت مصادر استخباراتية في المنطقة والتي تم اقتبسها في النيويورك تايمز وانه ربما من المتوقع حدوث عمليات اسرائيلية اخرى، والتي هدفها ستذهب الى ابعد من تغيير الاتفاق النووي. هي تطرح امكانية حدوث احتكاك عسكري متصاعد، وحتى وقوع محاولة لإسقاط النظام، وتحذر: “ربما أن اسرائيل تقوم بمقامرة خطيرة عندما تفترض بأن ايران لن ترد، نظرا لانه يصعب منع تصعيد عندما يكون الوضع الاقليمي حساسا جدا اصلا.
يجب ان ندمج ايضا في تحليل ديسا كاي الواقع السياسي الداخلي في اسرائيل وفي الولايات المتحدة. لقد بقي لإدارة ترامب ثلاثة أشهر ونصف حتى الانتخابات، والتي فيها سوف يخسر الرئيس حسب كل الاستطلاعات (وكذلك شهران ونصف حتى انتهاء ولايته، اذا خسر حقا). في اسرائيل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقف امام ازمة غير مسبوقة، والنابعة من الاضرار الصحية والاقتصادية لكورونا، الى جانب بداية محاكمته ومستوى متزايد من عدم ثقة الجمهور. ترامب ونتنياهو موجودان في مواقف ضعف ليسا معتادين عليهما. هذه اوقات استثنائية –والتي من الممكن ان تتطور الى سيناريوهات تصعيد لم يتم توقعها مستقبلا.