عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jun-2020

أي قرار لواشنطن يدني إسرائيل من صناديق الاقتراع - بقلم: ماتي توخفيلد

 

إسرائيل هيوم
 
اللقاء التشاوري المخطط لأن ينعقد في البيت الأبيض اليوم (أمس) لن يحسم فقط مصير خطة القرن وبسط السيادة الإسرائيلية في المناطق، بل وربما مصير الحكومة الفتية. فبينما يصمم نتنياهو على تحقيق الخطة، شركاؤه غير الطبيعيين في الائتلاف يعملون على عرقلتها.
أما الأميركيون فيبدو انهم لم يعودوا يطلبون اجماعا وطنيا واسعا وتأييدا من أزرق أبيض مثلما طالبوا حتى قبل أسبوعين، ولكن ضوء أحمر من جهتهم كفيل بأن يدفع نتنياهو لأن يلقي بالذنب على الطرف الآخر في الحكومة وان يفجر كل شيء.
من الناحية السياسية، فإن رفضا أميركيا لاقتراحات نتنياهو ببسط السيادة الآن كان يمكن لرئيس الوزراء بالذات ان يستخدمه لإخراج الكستناء من النار. سيقول لناخبيه، جربت ولكن الاميركيين هم الذين غيروا رأيهم وداسوا لي على الفرامل. ولكن نتنياهو، كما يبدو، ليس معنيا باخراج الكستناء، واذا ما حصل هذا فانه سيفضل احراقها الى جانب احراق كل الحكومة. فهو يريد السيادة مهما يكن. ورفض اميركي كفيل بأن يدفعه لأن يشير الى بيني غانتس وغابي اشكنازي كمسؤولين عن الوضع فيخلق أزمة حقيقية.
ولكن حتى لو تلقى هذه الليلة إذنا من الاميركيين لواحد من الخيارات التي عرضها عليهم فان المشاكل السياسية كفيلة بأن تواصل ملاحقة الاطرف. صحيح أن اجماعا كهذا فيه ما يجعل غانتس ينزل عن الشجرة ويؤيد الخطة، ولكن ليس مؤكدا انه سيرغب في استخدام السلم الذي يقدم له وسيواصل العناد. يمكن لنتنياهو أن يمرر القرار في الحكومة حتى دون تأييد أزرق أبيض ولكن كل القصة ستكون معلقة بدوسة على الفرامل.
في هذه الاثناء ينال رئيس الوزراء الدعم من شركائه الطبيعيين في الحكومة، إذ أوضح له رؤساء الكتل الاصولية بانه اذا ما قرر السير باتجاه التصويت حتى دون تأييد من أزرق أبيض – فسيصوتون معه الى جانب الخطة. ويحتمل أنه رغم كل شيء، سيكون نتنياهو هو الذي سيحتاج الى السلام الاميركي، وبعد الرفض من جانبهم سيسود الهدوء بالذات. بعد الكورونا وبعد التداول سيكون ممكنا اعادة احتساب المسار من جديد.
معظم مطالب نتنياهو للاستردادات الضريبية مبررة. فليس هو من اختار السيارة الفاخرة ولا يوجد ما يدعوه لأن يدفع ضريبة على نفقات في إطار منصبه. صحيح أن نتنياهو حصل على شريك كهذه لسهام النقد الموجه له، إذ اتهمت المعارضة بيني غانتس ايضا وادخلته في السلة ذاتها مع رئيس الوزراء.
وبالمقابل، ما كان يمكن ان يكون توقيتا أسوأ للبحث في الاستردادات والدفعات حين يكون مئات آلاف العاطلين عن العمل لا يعرفون ليس فقط كيف ينهون الشهر بل الى أين سيؤدي بهم مسار حياتهم. ان راتب رئيس الوزراء في اسرائيل سخيف وبائس بشكل فضائحي، ولكن ليس هذا هو الوقت لتعديل ذلك.
غير أنه في الواقع الحالي يضاف الى استخدام البركة الضحلة في قيساريا، السيارة الفاخرة المحصنة، الميزانية لسنتين، قرار تاريخي ببسط السيادة في المناطق وامكانية انتخابات رابعة، رغم الدهشة تبدو معقولة وطبيعية.