عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2020

حرب على فيروس الإشاعات في زمن الكورونا

الرأي - كتب - طارق الحميدي - دأبت دول العالم بأسرها على فرض قيود على حركة قاطنيها، سواء من خلال حظر التجول الكامل او الجزئي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، لكن اين هو الحل في مواجهة فايروس الإشاعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي؟

 
لم تكد تسلم دولة من حالات فيروس كورونا، كما لم تسلم دولة من انتشار الإشاعات التي تهدم المعنويات وتثبط العزائم وتقوض الجهود الرامية لمحاربة الفيروس الذي نشر الذعر وقطع أوصال العالم وأغلق الحدود.
 
في الاردن لم نكن استثناء وانتشرت كمية هائلة من الإشاعات او المعلومات المغلوطة والمضللة التي وجدت في كثير من الاحيان من يستمع لها ويعيد إرسالها ويشاركها مع الآخرين على انها حقيقة.
 
تسجيلات صوتية مزعومة تحذر من كوارث صحية ستضرب الأردن بسبب الكورونا، فيديوهات مفبركة عن حالات او وفيات جديدة، قوائم باسماء مرضى الفايروس، خلطات عشبية تعالج الفيروس ومئات من الإشاعات التي تظهر يوميا على مختلف المنصات خاصة الواتساب.
 
ويعد تطبيق الواتساب الوجهة المفضلة لنشر الإشاعات او الأخبار المضللة وغير الصحيحة، لعدة اسباب اهمها سرعة انتشار وتدفق المعلومات بين مستخدميه بالإضافة لخاصية تشفير الرسائل المرسلة عبره ما يجعل عملية تتبع تلك الرسائل صعبة إلى حد كبير، خاصة وأن التطبيق نفسه لا يمكن له الاطلاع على ماهية المحتوى الذي يتبادله المستخدمون خلاله.
 
وسجل تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، 14 إشاعة ، منذ بدء إعلان الحكومة قرار العمل بقانون الدِّفاع رقم 13 لسنة 1992، من 17 الشهر الحالي ولغاية ٢٢ من ذات الشهر.
 
وبين المرصد أنَّ إشاعات هذه الفترة والتي امتدت لـ 5 أيَّام تنوعت بين معلومات غير صحيحة تتعلق بالفيروس وتأثيره على المصابين، وبين تسجيلات صوتية ومقاطع مصورة غير صحيحة حول إصابة أشخاص بالفيروس في المملكة.
 
وتتضاعف الإشاعات يوما بعد يوم وتمتلئ هواتفنا يوميا بكم هائل من المعلومات التي تتدفق من كل حدب وصوب ويبدو ان السيطرة عليها امر بات صعبا، بعد أن أصبحت اشاعات التواصل الاجتماعي قضية تؤرق العالم.
 
وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت حكومة المملكة المتحدة بإنشاء "وحدة لمكافحة المعلومات المضللة" وسط مخاوف بسبب انتشار أخبار مزيفة حول فيروس كورونا لإثارة الفزع عبر السوشيال ميديا، وفقا لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
 
وتم تشكيل فريق من الخبراء في بريطانيا، تم جمعهم من جميع قطاعات الحكومة للعمل مع شركات التواصل الاجتماعي لحماية المملكة المتحدة من المعلومات الخاطئة أو التي تم التلاعب بها فيما يتعلق بفيروس كورونا.
 
ومع كل هذا الكم من المعلومات المضللة في زمن الكورونا، فإن خط الدفاع الاول ضد هذه الشائعات هو وعي المتلقي وقدرته على تلقي المعلومات الصحيحة والتمييز بين الإشاعة والحقيقة، في وقت بات فيه خطر الإشاعات لا يقل خطورة عن خطر الفيروسات.