عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2021

بيان «الخصاونة» خلا من الوعود جزافًا فأشبع آمال المواطنين*نيفين عبدالهادي

 الدستور

لم يكن في تجاوز رئيس الوزراء الدكتور بشر هاني الخصاونة الساعة بطرحه للبيان الوزراي أمام مجلس النواب التاسع عشر، حالة سياسية عادية يمكن التجاوز عنها دون قراءة دقيقة، نظرا لما تضمنه البيان من تفاصيل لم يترك من خلالها رئيس الوزراء كبيرة أو صغيرة إلاّ وشخّصها وقدّم آلية تعامل الحكومة معها بما فيها الشأن السياسي وفي مقدمته القضية الفلسطينية التي تبقى دوما أولوية أردنية.
لا نبتعد عن الحقيقة أو نجافيها عندما نقول إن البيان الوزراي للدكتور بشر الخصاونة يحتاج أكثر من قراءة، وأكثر من تحليل، كونه حمل مضامين ثريّة تعدّ إضاءات في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، والإعلامية، تحديدا الأخيرة التي أفرد لها الدكتور الخصاونة مساحة واسعة وهامة في البيان جاعلا منها أولوية حكومية، لتعدّ عمليا سابقة في البيانات الوزارية المقدّمة أمام النواب.
هي ساعة من التحليل والتدقيق، والتشخيص، من أراد أن يجد ضالته في أي قطاع او مجال، عليه الوقوف على تفاصيل «بيان الخصاونة» الذي حمل اختلافات كثيرة عن نمطية البيانات، وطرح ما لا يمكن تنفيذه أو تطبيقه على أرض الواقع، ليقدّم رئيس الوزراء شكلا متكاملا للمرحلة القادمة، بأدوات واضحة تؤكد أن حكومته وكما أعلنت منذ توليها عملها حكومة «قرارات»، لتأتي طروحاته على شكل خطة عمل وليس فقط كلمات تناسب ظروف المرحلة.
وفي وضع رئيس الوزراء الحكومة ومجلس النواب في مركب واحد تجمعه تشاركية هامة وربما هي الأهم منذ سنوات، الظروف الصعبة التي تعيشها المملكة كحال باقي دول العالم نتيجة لجائحة كورونا، ليؤكد أكثر من مرة بأن الحكومة والنواب جاءا في ظروف صعبة، لتكون مسؤولية تجاوزها مشتركة بشكل عملي، وتكميلي بين السلطتين، وهذا ما يجعل من بيان «الخصاونة» خطوة أولى هامة ومميزة لتشكيل علاقة حكومية نيابية مثمرة مبنية على شكل حضاري.
البيان الحكومي، كان له صدى شعبي غاية في الأهمية، فقد بعث حالة من الثقة بما هو قادم من الحكومة، كون لغة الدكتور الخصاونة أخذت طابع الوعد مع الالتزام بالتنفيذ، الأمر الذي جعل من البيان وثيقة وطنية بنت ثقة ربما يحتاجها المواطنون كافة من الحكومة، يبنى عليها انجازات قادمة تبنى من خلال الحكومة ومجلس النواب.
بيان حكومة الدكتور الخصاونة خالية من وعود غير ممكنة التطبيق وفق ما أكده «لن نطلق الوعود جزافا» هو نهج عمل حتما نال ثقة المواطنين، وأشبع أحلامهم وطموحهم، ويحق له أن ينال ثقة النواب وبجدارة، فما نعيشه اليوم لم يعد يحتاج ضمادات لاصقة لجروحنا، او تخديرا لمشاكلنا، نحن اليوم بحاجة إلى قرارات وعمل وكما أكد رئيس الوزراء على أن «جلالة الملك لن يقبل بغير الأفضل للأردنيين».