في خطوات استباقية لقرار المحكمة العليا يوم 12/ايلول الجاري، قرر نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف سلب رئيسة المحكمة العليا، صلاحياتها من خلال سن تشريع جديد يسمح باختيار الرئيس من خلال جهاز حاسوب وليس بنظام الاقدمية للقضاة، .. ويبقى السؤال هل ينجح أم ماذا يريد بيبي وائتلافه؟!.

ياريف ليفين وزير العدل وفي خطوات تنسيقية ضد المحكمة العليا قرر عدم دعوة لجنة القضاة للاجتماع، فيما أصدرت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا قرارا صادما لنتياهو السادس وائتلافه المتطرف بالتوصية برد بند قانون عدم المعقولية، كونه مخالفا لقانون أساس، والمعادلة في جوهرها أن المراقبة على قرارات السلطة التنفيذية، ووزنها هو قلب الديمقراطية، وأن نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف يرغبان باخضاع سلطات الدولة اليهودية القومية لهما.

بالعودة إلى حاسوب اختيار رئيس المحكمة العليا خلفا لاستير حيوت، وبدلا من الاختيار بالاقدمية فإن الحاسوب ووفق ائتلاف نتنياهو السادس يمنكه اختيار الأفضل وهذا نظام معمول به في دول ديمقراطية، لكن على الطرف الآخر فإن الاقدمية ستوصل يتسحاق عميت إلى رئاسة المحكمة العليا في منتصف الشهر القادم، ومحاولات الائتلاف المتطرف ذاهبة للمساومة على تعين اثنين منهما في لجنة تعين القضاة، على أن تكون غالبية الأعضاء تتبع الائتلاف المتطرف وهو ما ترفضه المعارضة وقيادات وازنة قضائية.

نتنياهو السادس يتحدث مجددا عن بناء جدار على طول الحدود مع الأردن، ويشبه معركته مع المحكمة العليا والمعارضة بالجدار الذي سيحمي إسرائيل الثالثة من الانهيار الداخلي، وسبق ذلك اصداره قرارات ضد اليهود الأفارقة، وبكل الأحوال فإن حاسوبه مصمم لبناء دولة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، يقابلها دولة تل أبيب وضواحيها، والنهاية ستكون بخراب ثالث للدولتين معا مرة واحدة وإلى الأبد.