عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2021

على “السوشال ميديا”.. كيف يسهم المؤثرون بنشر التوعية الصحية؟

 الغد-مجد جابر

يبدو أن الإصرار على متابعة أشخاص مؤثرين من أصحاب الاختصاص، هو أكثر ما يحتاجه الأفراد بالمجتمع بالأوقات الحالية، خصوصا مع الانتشار المجتمعي الكبير لوباء كورونا، وتضاعف أعداد الإصابات، وحالات الوفيات.
بهذه المرحلة الحرجة والقاسية التي يمر بها المجتمع، فإن نشر الوعي والثقافة الصحية، هو أكثر ما يحتاجه الأفراد، ويتمثل بحملات توعوية، وأصوات يصل صداها من أصحاب الاختصاص كل في مجاله وخبرته، لما يحمله ذلك من آثار إيجابية، تحديدا بنشر المعلومات التي تحمل فائدة، ويظهر ذلك جليا عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يسعى بعض مستخدميها لنشر ما هو مفيد، والرد على أسئلة الناس وتخوفاتهم.
وفي وقت تنتشر الإشاعات على مواقع “السوشال ميديا”، وتصدر ممن لا يملكون أي خبرة أو معلومة دقيقة في كل ما يخص الوباء وتبعاته، وتجد متابعين كثرا، يروجون لها في كل مكان، فإن الدور على أصحاب الاختصاص يكون مضاعفا، لتوصيل المعلومة الصحيحة وتفنيد المغلوطة منها.
الحاجة تزيد نحو الاستماع لأهل الاختصاص في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها، وفق خبراء، خصوصا مع وجود أزمة ثقة بين الناس وما يصدر عن بعض المسؤولين، ومع كمية الإشاعات التي تنتشر يومياً على هذه المواقع وتثير الذعر بين الناس، بالتالي فإن ما يصدر عن أصحاب الخبرة هو الذي يحتاجه الناس حالياً، خصوصا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت بيانات وردت في تقرير عالمي أصدرته شركة “Hootsuite” عن حالة الانترنت حول العالم وانتشر على منصة “سلايدشير” العالمية، أن عدد حسابات الأردنيين على “فيسبوك” بلغ مع بداية العام الحالي قرابة 5.5 مليون حساب.
وذكر التقرير العالمي أن الأردنيين يعتمدون بشكل كبير أيضا على تطبيقات التراسل، وخصوصا “فيسبوك مسنجر” التابع أيضا لشركة “فيسبوك” العالمية، اذ بلغ عدد حسابات الأردنيين على هذا التطبيق قرابة 3.5 مليون حساب. وأكثر من
99 % منهم يستخدمون الشبكة عبر أجهزة الهواتف الذكية. وقال التقرير إن هذا العدد من الحسابات يشكل نسبة تصل إلى 74.7 % من إجمالي عدد السكان ممن تبلغ أعمارهم 13 سنة فما فوق.
ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أن عدد حسابات “فيسبوك” في الأردن شكلت مع بداية العام الحالي حوالي 80.4 % من إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في الأردن والمقدر، وفقا للتقرير، بحوالي 6.84 مليون مستخدم.
وأشار التقرير إلى أن 58.2 % من أعداد حسابات شبكة “فيسبوك” في الأردن يستخدمها الرجال، فيما تستخدم النساء النسبة الباقية المقدرة بحوالي 41.8 % من إجمالي أعداد الحسابات.
عميد كلية الإعلام في جامعة البترا د.تيسير أبوعرجة، يؤكد أن وجود أهل الاختصاص الطبي في هذا الوقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، له تأثير مهم للغاية، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة وتأثيرات الجائحة وتحولاتها، والعدد الكبير من الإصابات، وما سببه الفيروس من انعكاسات قاسية على حياة الناس وكل القطاعات الحيوية بالمجتمع.
وبالتالي، فإن الإعلام الذي ينهض به أهل الاختصاص هو المطلوب حالياً، لأنه الإعلام المبني على المعلومة الدقيقة والمصداقية المبنية على البحوث والدراسات والعلم المتخصص، وذلك لمواجهة الإشاعات التي تجد لها مساحة واسعة من الذيوع والانتشار، خصوصا في الأوقات التي يسود فيها القلق والتوتر والغموض.
ويشير أبوعرجة الى أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، أصبحت أكثر انتشارا وقدرة على الوصول لفئات المجتمع كافة من دون استثناء، من هنا يجب على أهل الاختصاص الطبي توظيفها للرد على الإشاعات وتوضيح الحقائق بعد أن أصبح الإعلام الصحي ركنا جوهريا في ظروفنا الحاضرة.
ووفق أبوعرجة، فإن الحاجة ماسة لمواجهة الإشاعات التي تتنافى مع الأسس العلمية وحقائق الأمور، خصوصا مع وجود فريق من الناس ما يزال ينكر وجود المرض الذي يفتك بأرواح البشر يومياً وفي بقاع العالم، وفريق آخر يطلق الإشاعات التي تنشر الخوف والهلع من اللقاحات على اختلاف أنواعها ومن دون وجود أي مرجعية علمية أو طبية.
مثل هذه الإشاعات، وعلى خطورتها في هذه الظروف الحرجة والصعبة، تحتاج من ذوي الاختصاص الطبي أن لا يدخروا جهدا في بث رسائلهم التوعوية والصحية، والاستفادة من خبراتهم عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت أسرع طريقة لنشر المعلومة في الوقت الحالي، وكذلك في نشر الإشاعات.
ويوضح أبوعرجة “أننا في هذه الأيام نحن في أمس الحاجة إلى كل صاحب قلم وفكر جاد وصاحب اختصاص، يفكر بطريقة علمية متزنة ويشارك الإيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، ولعل ذلك كله يسهم في محاصرة الإشاعات وتقليل الأخطار المحيطة، والتي لا تتوقف عند حد الوباء، وإنما بتداعياتها الخطيرة وأبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
ويرى الاختصاصي الاجتماعي الدكتور محمد جريبيع، أن هنالك أزمة ثقة وفجوة بين بعض الروايات الرسمية والرأي الشعبي، وهذه مشكلة قد تكون طويلة الأمد، وهو ما جعل الحاجة أكبر لكل الأطراف سواء الإعلاميين أو المتخصصين أو حتى المؤثرين القادرين على القيام بدور توعوي وتثقيفي، والتصدي للإشاعات التي تصدر يومياً.
لذلك، لابد من الاستفادة من الأشخاص المتخصصين بالمجال الطبي للقيام بدورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك المواطن العادي الذي تلقى جرعتين من مطعوم كورونا، ويتحدث عن تجربته من دون زيادة أو نقصان، والشخص الذي أصيب أن يتحدث عما مر به، كل ذلك سيشجع الناس على أخذ المطعوم والذي هو الحل الوحيد للجائحة وانتشارها المجتمعي، بحسب جريبيع.
ويشير جريبيع إلى أن هنالك مجموعة من الأشخاص المتخصصين في المجال الطبي، سخروا صفحاتهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بالإجابة عن الأسئلة ومناقشة تخوفات الأفراد، وتقديم المعلومات كافة التي يحتاجونها، وهو أمر إيجابي، خصوصا عندما يكونون أشخاصا موثوقا بآرائهم ولديهم مصداقية وتأثير، مبينا أن الناس بحاجة الى من يصدقهم القول ويزرع الأمل فيهم ويبث في نفوسهم الروح الإيجابية.