وجه برنامج “سلامات” نصائح للنساء والفتيات والشباب لحمايتهم من العنف الإلكتروني الذي يلحق بهم عادة أضرارا نفسية ومعنوية جراء تعرضهم لانتهاكات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت منسقة البرنامج الذي تنفذه في الأردن مؤسسة “سيكدف” لينا المومني، إن الحملة تشمل أيضا طرق وخطوات للتحكم في خصائص الأجهزة الموصولة بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي عادة ما تعرض العديد من النساء والفتيات (والشباب) إلى انتهاكات وعنف إلكتروني قد يسبب لهم أذى نفسيا ومعنويا، منها كيفية التعامل مع الروابط المزيفة المرسلة عن طريق البريد الإلكتروني أو على وسائل التواصل الاجتماعي”. 

ويأتي إطلاق البرنامج حملته التوعوية لتعريف النساء والفتيات بأهمية الأمن الرقمي للنساء والفتيات بمناسبة حملة ال 16 يوما لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي.

ومن الأنشطة الرئيسية التي عمل عليها البرنامج، بالتعاون مع مركز دراسات المرأة في المجتمع وعمادة شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية، مسابقة رسم لطالبات وطلاب الجامعة الهاشمية حول “العنف الرقمي ضد المرأة والحماية منه”، وشارك فيها 12 طالبا وطالبة، قدموا لوحات عبّروا فيها عن رأيهم بالعنف الرقمي ضد المرأة، وفاز فيها 7 بجوائز نقدية حسب تصويت الجمهور وتقييم لجنة التحكيم. 

وتم الإعلان عن نتائج المسابقة في فعالية نظمها مركز دراسات المرأة في المجتمع في الجامعة الهاشمية وعمادة شؤون الطلبة بالتعاون مع برنامج السلامة الرقمية/سلامات. 

وقالت مديرة مركز دراسات المرأة في المجتمع، الدكتورة هديل المعايطة، إن عدد مستخدمي الشبكة في تزايد مستمر، مع الأخذ بعين الاعتبار التباين الكبير في قيمهم وتوجهاتهم وأفكارهم ووجود الكثير من المفاهيم الخاطئة، واعتقاد بعضهم أن لهم الحرية بممارسة أي نوع عنف على الشبكة من تهجم أو تنمر أو تهديد لفظي.

وخلال الفعالية، أوضح نائب رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور عبدالباسط الزيود أن العنف الرقمي ضد المرأة أضحى ظاهرة مقلقة وملفتة للنظر تحتاج من المؤسسات الأكاديمية إلى المزيد من البحث والدراسة والتوعية بأخطارها.

بدوره، قال الدكتور عامر الحافي من جامعة آل البيت حول الجانب الديني لمواجهة العنف الرقمي ضد المرأة: “أصبحنا كائنات رقمية تتفاعل على المنصات والمواقع الرقمية بشكل يومي، لذلك وجب علينا تعزيز القيم الإنسانية التي تحمي الإنسان في كل مكان بغض النظر عن جنسه ومعتقده وشكله”.

من جهتها، قالت الاخصائية النفسية مرام شاهين إنه وفقًا لتقرير جديد لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، قامت أكثر من 1 من كل 5 نساء تعرضن للعنف الإلكتروني في المنطقة بحذف أو إلغاء تنشيط حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن هذا العنف يمكن أن يسبب أذى نفسيا بقدر العنف الجسدي، وربما يفوقه أحيانا. 

وأضافت: “وقد يشعرون بالحزن وفقدان الامل، ما يجعلهم عرضة للاصابة بالاكتئاب المرضي، والتفكير بالانتحار أو إيذاء النفس، وربما يأخذ العنف الرقمي شكل التنمر الإلكتروني والإفصاح عن المعلومات الشخصية أو الإهانة أو التهديد أو الإساءة أو الابتزاز أو استخدام الصور والفيديوهات ضد رغبة صاحبها، وونصف مستخدمات الإنترنت في الدول العربية يخشين التحرش الإلكتروني”. 

بدوها استعرضت منسقة البرنامج في الأردن لينا المومني أنشطة “سلامات” في الأردن، مبينة أن البرنامج استقبل أكثر من (2000) حالة دعم تقني خلال العامين الماضيين، معظمها عن السلامة الرقمية وأمن الإنترنت، وعن مضادات الفيروسات وبرامج مكافحة البرمجية الخبيثة، بالإضافة الى حالات سرقة البيانات والحسابات، والتهديد وغيرها.  

وقدمت جملة من النصائح للحماية الرقمية، ومنها أهمية تأمين الحسابات باختيار جمل مرور طويلة، وتفعيل خاصية التحقق بخطوتين، مضيفة أن التأكد من صلاحيات التطبيقات والبرامج على الأجهزة بشكل دروي أمر مهم للحفاظ على الخصوصية، كما دعت إلى التواصل مع البرنامج للحصول على الدعم التقني في أي وقت.