عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Aug-2020

الجيش لم يقر أنه زرع عبوات متفجرة بكفر قدوم - هجار شيزاف وينيف كوفوفيتش

 

هآرتس
 
قوة من كتيبة الدورية في لواء “ناحل” التي دخلت الاربعاء الماضي قبيل منتصف الليل الى القرية الفلسطينية كفر قدوم في الضفة الغربية وضعت على الاقل ثلاث عبوات ناسفة مرتجلة على هامش شارع في القرية، الذي اعتاد السكان على السير فيه وقربه يعيش أشخاص.
وقد علمت “هآرتس” أن القوة أخفت العبوات بواسطة حجارة وقطع قماش وصناديق ذخيرة وخرجت من القرية حيث كانت العبوات جاهزة للتشغيل، بحيث تنفجر العبوة عند لمسها. وقد جاء من الجيش الاسرائيلي أنه في المكان وضعت قنابل صوت دون وسائل تخريب اخرى. “في منطقة مفتوحة غير مأهولة، التي فيها جرت خروقات عنيفة للنظام بصورة دائمة منذ بضع سنوات”. وفي الجيش قالوا إن العبوات وضعت في المكان لخلق ردع. ومن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي ورد أنه “بعد أن اكتشف أن الامر يمكن أن يتسبب بضرر عملت القوات على اخراج العبوات من المكان”.
الخميس الماضي في ساعات الظهيرة مر في المكان طفل ابن سبع سنوات مع عائلته ولاحظ صندوق بلون برتقالي مغطى بالاسلاك وقطع القماش. “أردت رفعه للعب به”، قال. أمه التي كانت معه استدعت بسرعة أحد أبناء العائلة، وسيم شتيوي، من اجل فحص الامر. وسيم اقترب من الصندوق هو وابن عمه مأمون شتيوي. في البداية هزوا الصندوق وسمعوا خرخشة. وبعد هزة اخرى انفجرت العبوة واصابت وسيم باصابة طفيفة في يده ووجهه. وسيم تلقى العلاج من ممرض في القرية، الذي قال إنه أصيب بسبب شظايا. الصندوق الذي وجده الفلسطينيون كان صندوق لقنابل الصوت للجيش الاسرائيلي.
بعد ذلك، تقدمت العائلة نحو مئة متر على الشارع ولاحظت صندوق برتقالي آخر. هذه المرة قاموا بتصويره مسبقا وبعد ذلك رموا عليه الحجارة لابطاله. الصندوق انفجر وتصاعدت منه النار والدخان. عندما رفع الفلسطينيون الصور في الشبكات الاجتماعية، جاءت في ليل يوم الخميس قوة عسكرية الى المنطقة وقامت بتفجير مراقب للعبوة الثالثة. “يعيش هناك اشخاص ويتجول هناك اولاد”، قال وسيم في محادثة مع “هآرتس”. “لحسن الحظ أنه لم يحدث شيء أسوأ”.
في الجيش الاسرائيلي رفضوا الرد على سؤال من صادق على وضع العبوات المرتجلة في الشوارع التي يسير فيها سكان القرية. ولماذا تم ابقاء العبوات دون مراقبة في الوقت الذي كانت جاهزة فيه للتشغيل، ومن الذي قام باعداد العبوات. مع ذلك، أكدوا في الجيش للصحيفة أن العبوات وضعت في اطار نشاط لجنود كتيبة دورية “ناحل”. وقالوا إنه في اعقاب استجواب “هآرتس” فتح قائد فرقة منطقة الضفة الغربية، العميد ينيف ألالو، تحقيق في الحادثة. وفي الجيش الاسرائيلي لا يستبعدون امكانية أن العبوات وضعت بدون مصادقة أو معرفة كبار الضباط في الفرقة.
من صور العبوات التي وثقها سكان القرية يظهر أنه تم تركيبها بصورة غير محترفة وتم اخفاءها بصورة غير مهنية، بصورة جعلتها تبدو كعبوات ليست للجيش الاسرائيلي، بل وكأنها عبوات وضعت من قبل فلسطينيين أو نشطاء “تدفيع الثمن”. وقد وضع الى جانب العبوات جسم يظهر مثل عبوة “كوع” (مواسير) الذي وضع بجانب صندوق قنابل الصوت للجيش. الصندوق نفسه تم اخفاؤه بواسطة شبك اسود وحجارة وربط بالعبوات من الخارج اسلاك كهربائية، وفي العبوات التي انفجرت كان يمكن رؤية أزرار وأجزاء مختلفة ربطت بواسطة شريط لاصق اسود. في الجيش الاسرائيلي لم يردوا على سؤال هل التنفيذ الذي تم بصورة مهملة استهدف عرض مشهد وكأن الامر يتعلق بعبوات وضعها فلسطينيون.
حسب تعليمات الأمان لقنابل الجيش الاسرائيلي يجب القاء قنابل الصوت على بعد مترين على الاقل من الاشخاص. العبوة التي اصابت شتيوي انفجرت عندما كانت موجودة في يده. في شهر نيسان (أبريل) الماضي اصيبت طفلة بحروق في وجهها اثناء مظاهرة في القدس (المحتلة) بسبب قنبلة صوت اطلقت من قبل الشرطة.
على بعد 150 مترا عن بيت سكني
العبوة الاولى وضعت قرب بيت قيد البناء، يقع على بعد 150 مترا تقريبا من اقرب بيت سكني. وحسب اقوال السكان، هذا الشارع يستخدم ايضا من اجل الخروج الى الطبيعة وزيارة حقول الزيتون الخاصة بهم. لذلك، اعتاد السكان على السير فيه مشيا على الاقدام.
في الشارع الذي الى جانبه وضعت العبوات تجري مظاهرات سكان القرية، والجنود يتمركزون فيه من اجل قمعها. العبوة وضعت في يوم الاربعاء، قبل يومين على المظاهرة الاسبوعية التي تجري في يوم الجمعة. يوم الثلاثاء قبل الماضي لاحظ خالد شتيوي وهو أحد سكان القرية، ، وجود لافتة مرتجلة باللغة العبرية، وضعت فوق تلة ينتشر احيانا عليها جنود الجيش الاسرائيلي اثناء المظاهرات – على بعد بضعة امتار من المكان الذي وضعت فيه العبوات. وقد كتب بخط اليد على اللافتة “ابتعد وإلا ستموت، خطر الموت”. وجملة اخرى مشوشة بالعبرية. وحسب اقوال سكان القرية، في اليوم الذي وجدت فيه اللافتة كانت هناك قوة عسكرية في المكان. ولكنهم في الجيش رفضوا الاجابة اذا ما كانت القوة التي وضعت العبوات هي المسؤولة عن كتابة اللافتة.
في اليوم التالي (الاربعاء) لاحظ سكان القرية أن علم فلسطين الذي وضعوه في السابق في المكان نفسه بالذات قد تم انزاله.
منذ العام 2011 يقوم سكان كفر قدوم بمظاهرات اسبوعية ضد اغلاق الشارع الرئيسي المؤدي الى القرية والذي يقود الى نابلس. ولكنه اغلق عند توسيع مستوطنة كدوميم في 2003. الآن هذه هي القرية الوحيدة في الضفة الغربية التي تجري فيها مظاهرات اسبوعية ضد الاحتلال، والاحتكاكات مع الجيش الاسرائيلي التي سجلت فيها كثيرة: في شباط (فبراير) الماضي نشرت في الصحيفة صورة لجرافة عسكرية تقوم بدحرجة الحجارة نحو سكان القرية اثناء المظاهرة. وفي شهر أيار (مايو) نشرت “بتسيلم” صورة لجنود وهم يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع نحو بيت رئيس اللجنة الشعبية في القرية، مراد شتيوي، ويثقبون اطارات سيارات.
وايضا نشر تحقيق وجد أن جنودا يطلقون النار على خزانات مياه في القرية. في العام 2019 نشرت وزارة الصحة الفلسطينية بأن طفلا ابن عشر سنوات أصيب باصابة بالغة في رأسه بسبب الرصاص الحي اثناء مواجهات في القرية. وفي شهر شباط (فبراير) الماضي تم الابلاغ عن طفل ابن 15 سنة اطلقت على رأسه رصاصة مطاطية.
“لو أن فلسطينيا وضع شيء كهذا لكانوا خلال لحظة جاءوا من اجل اعتقاله”، قال مراد شتيوي رئيس اللجنة الشعبية في القرية ووالد خالد شتيوي أشار ايضا الى أن هناك عددا من الكاميرات الموضوعة في اطراف المستوطنة القريبة كدوميم، وأنه لو وضع فلسطيني هناك عبوة مشابهة فان الجيش كان سيلاحظ ذلك بسرعة وسيأتي.
“ايضا في المكان الذي فيه اصبحت اعمال الانتقام للجنود أمر روتيني، فان وضع عبوات ناسفة مرتجلة من قبل الجنود هو حدث استثنائي، الذي لحسن الحظ لم يؤد الى اضرار اكثر خطورة”، ورد من “بتسيلم”، “هكذا تعمل العصابات المسلحة وليس الجيش النظامي، لكن العملية تعكس روح قادة الجيش والمستوى السياسي، التي تبث بأن حياة وسلامة اجساد الفلسطينيين هي مشاع”.
إن وضع عبوات جاهزة للتشغيل في منطقة مدنية قريبة من تجمعات سكانية ممنوع حسب القانون الدولي. وفي الواقعة الحالية قالوا في الجيش الاسرائيلي ان هدف القوة كان خلق ردع. ولكنهم اشاروا الى أن العبوات لم تكن مخصصة لهدف معين أو لناشط ارهابي في القرية حاولوا المس به. في الجيش رفضوا الاجابة عن سؤال هل كان هناك مستشار قانوني عسكري صادق على وضع العبوات قرب مدنيين ليست لهم علاقة، ومن هي الشخصية الاعلى في سلسلة القيادة التي عرفت عن النشاط وعن وجود العبوات في المكان.