عمون
جميل النمري
من المرجح ان تستمر بل تتصاعد الهجمات الاجرامية الاسرائيلية طوال الوقت المتبقي لولاية بايدن قبل ان يقدم نتنياهو وقف اطلاق النار هدية الى ترامب بعد تنصيبه رئيسا ويسجل له كأول انجاز في مطلع ولايته الجديدة. ومن المحتمل أن يردّ ترامب على الهدية بأحسن منها بالاعتراف بسيادة اسرائيل على الضفة الغربية أي ضم الضفة لتصبح جزءا من دولة اسرائيل.
ليس مرجحا التوصل الى اتفاق شامل ينهي الحرب على كل حال لا على جبهة لبنان ولا غزة فالهوة اوسع من ان تجسرها المفاوضات ولذلك ستستمر المفاوضات بعد وقف النار بإتفاق فضفاض بعناوين عريضة دون استبعاد العودة للقتال. وتستمر الحرب بوسائل اخرى بالضغط والابتزاز الذي يواصل الاحتلال صنع ادواته ومنها تقطيع اوصال القطاع بشق طرق عسكرية وانشاء مواضع دائمة للقوات وتهجير سكان شمال غزة وتدمير اكبر كم من المنازل والبنية التحية. ويقال ان التدمير طال اكثر من 80 % من بنية وبناء القطاع. وفي لبنان تدمير القرى الحدودية ومناطق اخرى مثل الضاحية الجنوبية وطرد السكان من الجنوب وخلق مشكلة مليون ونصف لاجىء. وستحتفظ اسرائيل بالسيطر الجوية والأمنية لمنع عودة مواطن واحد أو اي حركة للقوات والذخائر. في ظل هكذا وضع سيتم وقف اطلاق النار والتفاوض تحت ضغط الكارثة الانسانية على الجبهتين.
قد يحصل نتنياهو على اعتراف ترامب بضم الضفة مقابل وقف لاطلاق النار واستمرار المفاوضات العسيرة حول غزة ولبنان، وهذا وضع نموذجي للحصول على الجائزة الكبرى بينما العالم منشغل بمعالجة الكارثة الانسانية بل النكبة الكبرى الجديدة وايجاد تسوية ما في غزة ولبنان تمنع عودة الحرب ومنشغل بالضغط على اسرائيل من اجل الأمور الأشدّ الحاحا لتمرير المساعدات الانسانية للسكان في ذروة معاناتهم.
بعد الفلسطينيين مباشرة فالأردن هو المخاطب بمشروع السيادة على الضفة الغربية لأن هذا يعني مباشرة تغيير حدود اسرائيل مع الاردن لتصبح على طول نهر الاردن على غير ما نصت عليه اتفاقية السلام. وتعني ان سكان الضفة الغربية سيصبحون من البدون داخل دولة اسرائيل يحق لها ابعادهم في اي وقت وقد يصبح الابعاد هو العقاب الروتيني لأي حركة مقاومة حتى لو كان بالتظاهر السلمي.
القادم قاتم والتداعيات بالنسبة للأردن خطيرة جدا وحسب بعض الآراء فإن ترامب لا يهتم كثيرا بالاردن الصغير الفقيروهو يرى فقط القوة والمال. وخلال ولايته الأولى اعتمد الأردن على الإرث الطويل من العلاقات داخل الولايات المتحدة والعلاقات القوية مع اوساط الكونغرس من الحزبين.
من المرجح ان يحاول جلالة الملك لقاء ترامب مبكرا لكسب موقفه ضد ضم الصفة. وليس هناك مقدمات تشي بموقف الادارة المحتمل غير التصريحات السيئة التي نقلت عن سفير ترامب الجديد الى اسرائيل وهي تأييد الضم.
عندما عاد جلالة الملك من لقاءه الأول مع ترامب ابان ولايته الأولى كان انطباع جلالته – حسب ما نقل – أن الرجل صعب على التوقع وهو يمكن ان يأخذ بنفس الدرجة من الاحتمالات أسوأ أو أحسن القرارات. وبالتأكيد سيفعل جلالة الملك ما يستطيع لمنع أسوأ القرارات وهو يحتاج اسنادا قويا واضحا وحاسما من الأشقاء العرب لكن علينا ايضا التهيوء والتفكير في استراتيجيتنا للتعامل مع أسوأ السيناريوهات.