الراي
على ضوء سقوط نظام (بشار الأسد)، وحالة الفوضى التي سادت سوريا، والارتباك الأمني الذي تفشى في الشرق الاوسط بالتزامن مع تنفيذ تنظيم داعش سلسلة من العمليات النوعية، كان آخرها عملية (نيو اورينز)–فقد برزت التطورات التالية:
أكد (الرئيس جو بايدن) أنه لن يسمح للدولة الإسلامية أن تتواجد في بلاده لنشر الخوف والتأثير على الأمن، وانه لن يكون للتنظيم بيئة حاضنة، فيما أعرب مدير وكالة المخابرات المركزية سي آي إيه، المنتهية ولايته/ ويليام بيركنز عن قلقه البالغ بشأن التهديدات المتزايدة التي يشكلها التنظيم، خاصة فرعه بأفغانستان (ولاية خراسان).
من جهة أخرى، حذّر مسؤولون أميركيون من تسلل عناصر التنظيم عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك، مستغلين تدفق المهاجرين من دولة جارة للولايات المتحدة، ينتشر فيها السلاح بكميات كبيرة، وارتفعت معدلات الجريمة فيها حيث سُجِّلت (٣١٠٦٢) جريمة قتل للعام ٢٠٢٣ في اشتباكات بين عصابات الجريمة المنظمة والمافيات للسيطرة على طرق وأسواق المخدرات.
في غضون ذلك بعث شير محمد عباس ستانكزي/نائب وزير الخارجية في حكومة طالبان برسالة سياسية للإدارة الأميركية حين أعلن أن حركة طالبان على اتم استعداد لتطوير علاقات ودية مع واشنطن، شريطة التزامها بمطالب الحركة في إطار اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه بين الجانبين عام ٢٠٢٠، ويتضمن رفع العقوبات الاقتصادية وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية في البنوك الأجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان جاء جراء خوضها لحربٍ على الإرهاب امتدت لعقدين من الزمن، وكلّف دافع الضرائب الأميركي تريليونات الدولارات ناهيك عن الخسائر البشرية في صفوف الجيش الأميركي، مُقَدِّمَةً بذلك خدمات مجانية لكل من الصين وروسيا وإيران.
-سبق أن تقاربت بكين وموسكو من كابول في أعقاب انسحاب القوات الأميركية، ووقعت اتفاقيات تعاون شملت مختلف القطاعات وفي مقدمتها مواجهة تهديدات ولاية خراسان، فهل تلتقط واشنطن إشارة (شير محمد/ نائب وزير خارجية طالبان)، وتبدأ بفتح صفحة جديدة بالعلاقات مع الحركة لحماية أمنها القومي عبر الوسيط القطري الذي لعب دورا فعّالا بالمفاوضات حول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد أعداد عناصر التنظيم بشكل مضطرد، وتوسع نشاطه وخطورته دوليا، واحتمالات عودته إلى سوريا والعراق بقوة؟